الرئيس الصيني.. عقبة أمام تقدم بلاده
- الرئيس شي جين بينغ كان في عجلة من أمره لتشديد الخناق على المعارضة
- جين بينغ هدف إلى “ترويض” التكتلات التجارية “الطموحة” العاملة في قطاعي التكنولوجيا والمال
- بحجة حماية “المصالح الجوهرية للصين”، افتعل بينغ معارك مع العديد من جيرانه
- سيطرة جين بينغ المطلقة وسياساته العدائية مع الآخرين ستساهم في تقييد النمو الاقتصادي للصين
يحتفل الحزب الشيوعي الصيني بالذكرى الـ100 لتأسيسه في يوليو/تموز المقبل، وهو من أبرز المستبدين الذين عرفهم التاريخ الحديث.
وفعلياً، فإنّ الرئيس الصيني شي جين بينغ كان في عجلة من أمره لتشديد الخناق على المعارضة وتوسيع المراقبة التكنولوجية لشعبه وإرساء ضوابط جديدة على الأعمال التجارية الخاصة وتعزيز امتيازات حزبه وسلطته إلى حد كبير.
ومع هذا، فإن جين بينغ، ومنذ اعتلائه السلطة عام 2012، عكف على “ترويض” التكتلات التجارية “الطموحة” العاملة في قطاعي التكنولوجيا والمال، وسحق المعارضة الداخلية، وكرّس نفوذ الصين على الساحة الدولية.
وبحجة حماية “المصالح الجوهرية للصين”، افتعل بينغ معارك مع العديد من جيرانه، واستعدى دولاً أبعد كثيراً من حدود بلاده لا سيما الولايات المتحدة.
كذلك، كرّس الرئيس الصيني هيمنة الحزب الشيوعي على قطاعات واسعة من المجتمع والحياة الاقتصادية في البلاد، بينما واصل بسط نفوذ الصين في المجال الدولي عبر ممارسة “القوة الخشنة” و”الإكراه الاقتصادي” و”الاندماج العميق” في الهيئات الدولية ومتعددة الأطراف.
وفي مقال له ضمن مجلة “فورين أفيرز“، يتساءل جود بلانشيت، الذي يشغل كرسي فريمان للدراسات الصينية بـ”مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية”، عن السبب الذي جعل الرئيس الصيني في عجلة من أمره في تحقيق كل ذلك. وللإجابة عن هذا السؤال يقول إن العديد من المراقبين استقروا على إحدى فرضيتين متناقضتين تماماً: الأولى ترى أن جين بينغ يشرف على مجموعة عريضة من المبادرات المتعلقة بالسياسات العامة “التي تهدف إلى إعادة صياغة النظام العالمي بشروط مواتية للحزب الشيوعي الصيني، ولا شيء أقل من ذلك”.
أما الفرضية الثانية فتؤكد أن الرئيس الصيني “مراقب قلق على نظام لينينيٍّ بالٍ وعتيق يكافح من أجل الاحتفاظ بقبضته على السلطة”.
وبالنسبة للباحث، فإن هاتين الفرضيتين تنطويان على جوانب من الحقيقة، لكن أياً منهما لا تفسر كما ينبغي مصدر إحساس بينغ بالحاجة الملحة لتحدي النظام العالمي.
إلا أنه وبحسب بلانشيت، فإن التفسير الأكثر دقة هو أن حسابات بينغ لا تحكمها تطلعاته أو مخاوفه، بقدر ما يحددها جدوله الزمني. فالأمر ببساطة أن الرئيس الصّيني جمع من السلطة والنفوذ الشيء الكثير، وأحدث اضطرابا في الوضع الراهن بما امتلكه من قوة، ولهذا يرى أمامه فرصة ضئيلة متاحة لا تتجاوز 10 إلى 15 سنة يمكن لبكين خلالها استغلال جملة من التحولات التكنولوجية والجيوسياسية المهمة، التي يمكن أن تساعدها في تجاوز التحديات الداخلية الهائلة
ووفقاً لشبكة “cnbc“، فإنّ سيطرة جين بينغ المطلقة وسياساته العدائية مع الآخرين ستساهم في تقييد النمو الاقتصادي للصين، خصوصاً أنها تعاني من أزمات مُتلاحقة.
ومع هذا، وبرأي بلانشيت، فإن قناعة الرئيس الصّيني بأن على الحزب الشيوعي توجيه الاقتصاد، وأن على بكين كبح جماح القطاع الخاص، من شأنها أن تحد من النمو الاقتصادي للبلاد في المستقبل.
ومع هذا، يشير الباحث إلى أن موقع بينغ الفريد داخل النظام السياسي الصّيني، سيحُول دون طرح بدائل للسياسات العامة وتصحيح المسار، وهي معضلة استفحلت إثر إلغاء تحديد مدة زمنية لولاية رئيس الدولة، واحتمال بقائه في السلطة إلى أجل غير مسمى.
ووسط ذلك، يعتقد الباحث أنه في حال استثمار الولايات المتحدة مع حلفائها بمجال الابتكار والموارد البشرية، فإنه سيكون في استطاعتهم إحباط مساعي بينغ في أن يكون المبادر بالاستفادة من التقنيات المستجدة والحيوية.
ومن شأن اضطلاع الولايات المتحدة بدور “نشط واستشرافي” في تشكيل النظام العالمي، أن يحد من قدرة بكين على نشر أفكارها “غير الليبرالية” إلى خارج حدود الصّين.
ويقول بلانشيت في مقاله إنّ المسار، الذي ينتهجه بينغ، ينذر بتقويض التقدم الكبير، الذي أحرزته الصّين طوال العقود الأربعة الماضية. كذلك، فإنّ ما لا يدركه الرئيس الصّيني أنه هو نفسه قد يكون “العقبة الأكبر” التي تعترض نجاح الصين طويل المدى.
شاهد أيضاً: تواصل الصين مع طالبان يقلق كابول