تزايد جرائم قتل النساء في أوروبا مع انحسار وباء كوفيد-19
- امرأة كل ثلاثة أيام تقتل على يد زوجها الحالي أو السابق في إسبانيا منذ رفع حال الطوارئ الصحية
- إسبانيا أول بلد أوروبي أقر قانونا عام 2004 يجعل من جنس الضحية ظرفا مشدّدا في حال وقوع اعتداء
- مع فرض الحجر المنزلي في أنحاء أوروبا، بات رصد العنف الأسري أكثر صعوبة
ترافقت العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية في أوروبا مع تصاعد جرائم قتل النساء مجدداً.
وبعد تراجع خادع في ظل القيود، إذ كان رفع الحجر بالنسبة للرجال ذوي الأطباع العنيفة بمثابة “فقدان السيطرة”.
ومن النساء ضحايا العنف شاهينيز التي أحرقها زوجها حيّة في فرنسا، وخمس نساء قتلن خلال ثلاثة أسابيع في الربيع في السويد وأخريات قتلن في إسبانيا.
تشير الإحصاءات الى أن امرأة كل ثلاثة أيام تقتل على يد زوجها الحالي أو السابق في إسبانيا منذ رفع حال الطوارئ الصحية إثر جائحة كوفيد-19 في أيار/مايو، بالمقارنة مع معدّل امرأة في الأسبوع.
وفي بلجيكا، وقعت 12 جريمة قتل امرأة بحلول نهاية نيسان/أبريل، بالمقارنة مع 24 لمجمل العام 2020.
أما في فرنسا، فقتلت 56 امرأة إلى اليوم بحسب جمعية “قتل النساء بأيدي شركائهنّ أو شركائهنّ السابقين” مقابل 46 في الفترة ذاتها من العام 2020.
وأوضحت فيكتوريا روزيل رئيسة فريق الحكومة الإسبانية ضد العنف الذكوري لوكالة فرانس برس:
“حين تستعيد النساء حريّتهنّ، يشعر المعتدون أنهم يفقدون السيطرة ويكون ردّ فعلهم أشدّ عنفا”
وتابعت “حين فتحنا باب القيود، فتحنا الباب أيضا لوباء آخر، هو الوباء الذكوري الذي كان يختبئ خلفه”.
وكانت إسبانيا أول بلد أوروبي أقر قانونا عام 2004 يجعل من جنس الضحية ظرفا مشدّدا في حال وقوع اعتداء.
وذلك تصميما منها على القضاء “نهائيا” على هذه “الآفة”، بحسب ما أعلن رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز بعد الزيادة في عدد هذه الجرائم مؤخرا.
ومع فرض الحجر المنزلي في أنحاء أوروبا، بات رصد العنف الأسري أكثر صعوبة.
واضطرت الضحايا الملزمات بالبقاء في بيوتهنّ إلى التعايش مع الجلّاد، ولم يعد أمامهن من خيارات للاستغاثة إلا بشكل شديد التستّر.
ولفتت فيكتوريا روزيل إلى “هذا يعبّر عن وضع النساء اللواتي لم يكن بإمكانهنّ حتى إجراء اتصال هاتفي من منازلهنّ”.
وغالبا ما ينتقل الرجل إلى تنفيذ فعل القتل عند إعلان الانفصال أو الطلاق أو بداية علاقة عاطفية جديدة، والواقع أن الحجر أرجأ هذه الظروف المحفّزة.
وقالت كارمين رويز ريبويو عالمة الاجتماع المتخصصة في العنف الجنساني “بعد انتهاء الأزمة الصحية، تدرك العديد من الضحايا أنهنّ يملكن الأدوات لوضع حد للعلاقة. وهنا تحديدا تكمن مخاطر كبرى بوقوع جرائم القتل”.