”تسادكان جبريتنساي“.. الجنرال الذي يقود المعارك في تيغراي
- وجد تسادكان جبريتنساي نفسه في قلب التمرد ضد الحكومة الإثيوبية في إقليم تيغراي الجبلي
- تخلى جبريتنساي عن شهادته العلمية في علم الأحياء للانضمام إلى جبهة تحرير شعب تيغراي.
- عاد الجنرال تسادكان إلى الدراسة في الجامعة للحصول على ماجستير إدارة الأعمال
- أثناء الحرب التي اندلعت ضد إريتريا في عام 1998 كان الجنرال تسادكان هو المخطط العسكري الإثيوبي
- شهدت جبهة تحرير شعب تيغراي انشقاقات عنيفة بسبب الخلافات حول أهداف الحرب ضد أريتريا
- تعرض تسادكان لانتقادات من قبل زملائه السابقين في جبهة تحرير شعب تيغراي عندما رحب بتعيين آبي أحمد
- عندما اندلعت الحرب في تيغراي في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 انضم إلى المقاومة المسلحة
للمرة الثانية في حياته، يجد تسادكان جبريتنساي (68 عاما)، الجنرال السابق في الجيش الإثيوبي، نفسه في قلب التمرد ضد الحكومة الإثيوبية في إقليم تيغراي الجبلي، وفقا للخبير السياسي ألكس دي، وفقاً لشبكة “بي بي سي“.
في عام 1976، تخلى جبريتنساي عن شهادته العلمية في علم الأحياء للانضمام إلى جبهة تحرير شعب تيغراي. وبحلول عام 1991، تحولت جبهة تحرير شعب تيغراي، إلى جيش ضخم يزيد قوامه عن أكثر من 100 ألف مقاتل، وشملت فرقاً خاصة تمتلك آليات ومعدات عسكرية.
وفي مايو/أيار من العام نفسه، قاد الجنرال تسادكان، الهجوم إلى جانب القوات الإريترية التي كانت متحالفة مع جبهة تحرير تيغراي آنذاك، على العاصمة وانتهى بسيطرة الجبهة على العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، والإطاحة بنظام منغستو.
ومع تقدم مقاتلي الجبهة في المدينة اتخذ الجنرال من منزل قرب فندق هيلتون مقراً مؤقتاً له، فكانت تلك هي المرة الأولى التي ينام فيها تسادكان على سرير نوم منذ 15 عاماً.
وسرعان ما أعاد المتمردون تحت قيادته، النظام إلى العاصمة ودخلوا المدينة في 28 مايو/أيار، ودُفعت رواتب المتقاعدين والموظفين بعد مرور ثلاثة أيام فقط.
آبي أحمد ينفي خسارته في تغراي ويزعم أن انسحابه كان بإختياره
قاد الجنرال عملية إعادة بناء الجيش الإثيوبي، على مدى السنوات السبع التالية، ومُنح رتبة جنرال ومنصب رئيس الأركان.
وخلال السنوات العشرة التي قضاها تسادكان كرئيس لقوات الدفاع الوطني الإثيوبية، شكل القادة السابقون في جبهة تحرير تيغراي، نواة الجيش، الأمر الذي أدى إلى بروز اصوات معارضة قالت أن الجيش لم يكن متوازناً عرقياً، لأن أبناء تيغراي يشكلون حوالي 6٪ فقط من السكان بينما يمثلون غالبية القوات المسلحة.
عودة الجنرال تسادكان جبريتنساي إلى الدراسة
عاد الجنرال تسادكان إلى الدراسة في الجامعة للحصول على ماجستير إدارة الأعمال عن طريق المراسلة في الجامعة المفتوحة في المملكة المتحدة.
وفي عام 1996، أرسل الجنرال قواته لمداهمة قاعدة خاصة بتنظيم القاعدة في الصومال كما أرسل سراً قوات عبر الحدود إلى السودان لدعم مناهضي حكم الرئيس عمر البشير.
لم يلتفت ميليس زيناوي، رئيس الوزراء آنذاك، والذي كان زميلاً لتسادكان، إلى تحذيرات الأخير من أن الزعيم الإريتري أسياس أفورقي كان يمثل تهديداً لإثيوبيا.
ولكن أثناء الحرب التي اندلعت ضد إريتريا في عام 1998 كان الجنرال تسادكان هو المخطط العسكري الإثيوبي. لقد كان صراعاً دامياً أودى بحياة ما يقرب من 80 ألف شخص من كلا الجانبين.
و في يونيو/حزيران من عام 2000 ، حطم هجوم إثيوبي الدفاعات الإريترية واندفعت القوات الإثيوبية عبر الحدود.
كان الجنرال تسادكان، عازماً على التقدم نحو العاصمة الإريترية أسمرة، لولا دعوة رئيس الوزراء زيناوي إلى التوقف قائلاً إن أهداف الحرب الإثيوبية قد تحققت وإن إريتريا هُزمت.
انشقاقات عنيفة
وبعد الحرب، شهدت جبهة تحرير شعب تيغراي انشقاقات عنيفة بسبب الخلافات حول أهداف الحرب ضد أريتريا والتوجه السياسي للحزب، وأقال زيناوي زميله تسادكان من منصب رئيس للأركان.
وبعد عزله بشكل مفاجئ من منصبه وإبعاده عن العمل العسكري الذي كان محور حياته، نأى قادة الجبهة بأنفسهم عنه وبات يخضع للمراقبة الأمنية اللصيقة.
واجه الجنرال تسادكان مصاعب جمة في التكيف مع وضعه الجديد كمواطن عادي.
وكلفته وزارة التنمية الدولية في المملكة المتحدة بتقديم المشورة لحكومة جنوب السودان حول إصلاح الأجهزة الأمنية ومؤسسة الجيش وهو مشروع فشل في إضفاء الطابع المهني على جيش جنوب السودان.
وشرع الجنرال تسادكان في إقامة مصنع للجعة في مسقط رأسه في بلدة رايا في جنوبي منطقة تيغراي وأقام مشروعاً تجارياً للزراعة المحمية.
تعرض تسادكان لانتقادات من قبل زملائه السابقين في جبهة تحرير شعب تيغراي عندما رحب بتعيين آبي أحمد رئيساً للوزراء في البلاد عام 2018، معلناً أنه مستعد للعمل معه. إلا أنه عندما اندلعت الحرب في تيغراي في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، انضم إلى المقاومة المسلحة، ونحى جانباً خلافاته مع قادة الجبهة الآخرين.
من أثيوبيا إلى منطقة الاستقبال في السودان..60 ألف لاجئ في طي النسيان