محاضر في العلاقات الدولية بجامعة أوكسفورد يحلل وجود روسيا والصين في قارة أفريقيا وكيف يستغلانها لتحقيق أهدافهما

  • كيف تستغل الصين القروض لفرض سيطرتها على دول أفريقيا
  • كيف تساعد الصين أثيوبيا
  • قلق متزايد من تغلغل الصين داخل قارة أفريقيا بسبب القروض وفرض السيطرة على سيادة الدول
  • سيطرة روسيا الأمنية
  • استراتيجيات روسيا في التغلغل داخل قارة أفريقيا
  • كيف سيتغير منهج الصين وروسيا في المستقبل تجاه قارة أفريقيا؟

يرى صامويل رماني المحاضر في العلاقات الدولية بجامعة أوكسفورد، أن أدوار روسيا والصين في قارة أفريقيا ستتغير خلال الأعوام القليلة المقبلة، كما شدد على أن الصين قادرة على التدخل في سياسات الدولة التي تقرضها أموالا، مستشهدا بمثال.

أخبار الآن أجرى حوارا خاصا مع رماني، للحديث حول دور روسيا والصين في قارة أفريقيا، ومدى تغلغلهما داخل القارة، وكذلك تطرق للحديث حول دورهما فيما يخص أزمة سد النهضة.

وتحدث المحاضر في العلاقات الدولية بجامعة أوكسفورد لأخبار الآن: ” أعتقد أن روسيا والصين لديهما أدوار هامة في شؤون أفريقيا، من المهم أن نوضح أن هذه الأدوار مختلفة، وليس من الضروري أن تكون متكاملة على الإطلاق“.

وواصلأعتقد أن الدور الرئيسي للصين هو التدخل في التطور الاقتصادي، خاصة في البنية التحتية والمشاريع التي تخلق تواصلا في القارة، أما هدف روسيا الرئيسي فيختص بمجال الأمن، مثل التعامل مع مشاكل كالتمرد المضاد والإرهاب المضاد“.

حوار خاص مع صامويل رماني المحاضر بجامعة أوكسفورد

حوار خاص مع صامويل رماني المحاضر بجامعة أوكسفورد

استغلال الصين لدول أفريقيا مقابل القروض

وتطرق رماني للحديث حول قروض الصين في قارة أفريقيا قائلا: ”الصين كانت تستغل بشكل استراتيجي القروض إلى الدول الأفريقية، نظرت إلى إحصائيات صدرت في شهر فبراير 2021، نسبة 21% من الديون على دول أفريقية لمصلحة الصين، ونسبة 30% من الديون يتم دفعها خلال العام الجاري“.

واسترسلما يعني أن مدفوعات الوفاء بالدين في بعض الدول قد انتهت في يد الصين، هذه النسب ما بين الخمس والثلث في متوسط ديون بعض الدول وكينيا مثلا لديها أكثر“.

وشرح رماني: ”هذا توغل أساسي في الاقتصاد الأفريقي، في أزمة سد النهضة، الصين شريك اقتصادي أساسي مع إثيوبيا“.

وتابعوهذه الروابط تمتد لحقيقة أن مسؤولي إثيوبيا يتقبلون النظام الصيني في الحكم، والحزب الشيوعي الصيني يقوم بتدريب الحزب الحاجم وبعض السياسيين هناك“.

وأكملأعتقد أن الإقراض الصيني قادها لتأثير قوي وتدخل أقوى في إفريقيا، ما جعلها تدعم توجه المشكلة للاتحاد الإفريقي“.

قروض الصين = امتلاك سيادة الدول ومواردها الاقتصادية

قروض الصين بكل تأكيد ليست مجانية، ما يعني أن الدول عليها دفع الثمن، في هذه النقطة اتجه أخبار الآن لسؤال رماني حول فكرة ما الذي تحصل عليه الصين من مكاسب وكيف تسهم القروض في فرضها لسيادتها أكثر على دول أفريقيا.

يتحدث المحاضر بجامعة أوكسفورد لموقع أخبار الآن: ”ما تراه هو أن الدول الأفريقية استيقظت على حقيقة أن الإقراض الصيني ليس مجانيا“.

وأردف: “هناك مكاسب في البنية التحتية للدول، لكن هناك أيضا تكلفة على سيادة الدول، وأيضا على حساب امتلاك الدول لمعادنها ومواردها الطبيعية“.

وشرح “لذا أعتقد أن هذا مصدر قلق مشروع في القارة، بكل وضوح هناك حد حول كيف يمكن للصين أن تجبر الدول على رد الدين”.

وواصلإن لم تكن بإمكانها فعل ذلك، الصين بإمكانها التدخل في السياسة، وفقا لمزاعم كان لديها يد في الانقلاب العسكري في زيمبابوي عام 2017“.

وأكملهناك احتمالية بأن بإمكانهم فعل ذلك وبكل تأكيد يقدرون“.

حوار خاص مع صامويل رماني المحاضر بجامعة أوكسفورد

حوار خاص مع صامويل رماني المحاضر بجامعة أوكسفورد

تغير موازين القوى واستراتيجيات روسيا والصين في أفريقيا مستقبلا

في هذه النقطة يوضح رماني تصوره بناء على وقائع درسها قائلا: ”أعتقد أن حكم الصين في أفريقيا سيتغير في المستقبل القريب، هناك مشاكل في مشاريعهم الخاصة بالطرق في أفريقيا لأن بعضها أقل من أهدافها المتوقعة“.

وواصلالدليل واضح في خطط السكك الحديدة وهذا شيء هام، العديد من العقود التي تقدموا بها أخذت بواسطة دول بشكل فردي بنفسها“.

واسترسلأو تم هجر الطرق لأن خلق الطرق الملائمة لنقل التجارة من مكان لآخر في القارة لم يصنع تواصلا كما كان مزعوما في القارة“.

وتابعأرى البنية التحتية الصينية تواجه ضغطا كبيرا مع ارتفاع (رهاب الأجانب)، ما يعني صرف المزيد من المال على عقود الأمن الصينية“.

وأكمللذا، تركيبة الصرف الأمني والإحباط في أفريقيا وقلة حصد الثمار، وميزانية قليلة من أجل مبادرةحزام واحد وطريق واحدفي أفريقيا، والتي تتوسع عالميا مع استثناء الشرق الأوسط“.

واستنتجأعتقد أن هذا سيؤدي لانسحاب الصين وبالتالي قد تصبح مشكلة الفخ الدبلوماسي أقل مع الوقت“.

وتطرق للحديث عن دور روسيا قائلا: ”بالنسبة إلى روسيا أعتقد أن بصمتهم على الأمن ستصبح أكبر، لكن مجموعة فاغنر تواجه انتكاسات ولم تحقق الأهداف المرغوبة“.

وتابعجمهورية أفريقيا الوسطى معقدة، وفشلوا في موزمبيق، تدخلهم فشل في مدغشقر، وبدأوا في الاعتماد أكثر على شراكات عسكرية واقتصادية مع الدول“.

وأتملكي تقلل في اعتمادها على القوات الخاصة والميليشيا العسكرية“.

حوار خاص مع صامويل رماني المحاضر بجامعة أوكسفورد

حوار خاص مع صامويل رماني المحاضر بجامعة أوكسفورد

حقل اختبار للصين في أفريقيا وجرائم روسيا في القارة

وكان موقعناشيونال ريفيوقد نشر تقريرا أوضح من خلاله أن الرئيس الصيني شي جين بينغ، طلب من مسؤولي الحزب الشيوعي الحاكم، الترويج لصورة أكثر لطفا للصين لدى بقية دول العالم، مشيرا إلى أن قارة أفريقيا أصبحت بمثابة حقل اختبار للقوى الصينية الناعمة، خاصة مع دبلوماسية نشر لقاح كوفيد 19.

وتواجه الصين انتقادات بسبب استراتيجيتها الاستغلالية في القارة، ورغم هذا عمدت لتكثيف الدعاية لتصوير بكين كشريك إيجابي للتنمية في القارة.

على الجانب الآخر، قوات الفاغنر التي تقف خلف العديد من الجرائم والأزمات التي تعيشها بلدان عديدة في قارة أفريقيا، خاصة الصراع العسير في دولة أفريقيا الوسطى مع الصراع الروسي الفرنسي هناك.

وتشهد أفريقيا الوسطى انتهاكات خطيرة بحق المدنيين لكن السلطة تتجاهل هذه الانتهاكات مقابل تأمين استمرارية سلطة تواديرا.

ولا يقتصر توغل روسيا داخل قارة أفريقيا على دولة أفريقيا الوسطى بل دول أخرى منها السودان.

وكانت وثائق مسربة قد أظهرت بريغوجين الذي يُلقب بـطباخ بوتينقد زاد من حجم العمليات التي يديرها في القارة، وأشارت إلى أن الأنشطة التي تتم، تحدث بالتنسيق مع كبار المسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع الروسية.