بعد توسع “طالبان” في أفغانستان.. هذا ما تتخوف منه باكستان

  • الذعر يسود في أروقة الحكم في باكستان بشكل كبير
  • باكستان أرادت تعزيز جماعة طالبَان في مواجهة نفوذ عدوها (الهند) في أفغانستان
  • أسر طالبان الأفغانية يقيمون في باكستان، بما في ذلك المناطق المحيطة بالعاصمة إسلام أباد
على مدى عقدين من الزمن، كان جزء كبير من المؤسسة الأمنية الباكستانية منخرطاً في صفوف جماعة “طالبان” أيام الحرب الأفغانية. أما الآن ومع استيلاء تلك الجماعة على مساحات شاسعة من أفغانستان وإمكانية سيطرتها على السلطة، يسود الذعر في أروقة الحكم في باكستان بشكل كبير، وفق ما ذكرت صحيفة “وول سترتيت جورنال“.

ومنذ التدخل الأمريكي عام 2001 الذي أطاح بنظام “طالبَان” بأفغانستان، والذي كان مدعوماً آنذاك من إسلام آباد (أي باكستان)، قدم الجيش الباكستاني القوي بشكل غير رسمي دعماً محسوباً بعناية للجماعة الإرهابية، مما سمح للمتمردين الأفغان بالعمل من أراضي باكستان.

ووفقاً للصحيفة، فإنّ باكستان أرادت تعزيز جماعة طالبَان في مواجهة نفوذ عدوها (الهند) في أفغانستان، وأن يكون لها وكيل قوي هناك بعد انسحاب الولايات المتحدة.

غير أنّ الحكومة الباكستانية، وهي حليف رسمي للولايات المتحدة منذ العام 2001، تنفي دعمها لـ”طالبان” وتقول إن تأثيرها محدود على الحركة.

وفي يونيو/حزيران الماضي، نقل موقع “صوت أمريكا” عن وزير الداخلية الباكستاني، شيخ رشيد أحمد، قوله إن أسر طالبان الأفغانية يقيمون في بلاده، بما في ذلك المناطق المحيطة بالعاصمة إسلام أباد، وأن أعضاء الحركة يتلقون بعض العلاج الطبي في المستشفيات المحلية.

وبحسب “وول ستريت جورنال”، فإنه مع اجتياح طالبان لثلث مناطق أفغانستان بعد الانسحاب العسكري الأمريكي ومحاصرة المدن الرئيسية في البلاد الآن، يتعين على السلطات الباكستانية أن تتعامل مع العواقب “غير المقصودة لسياساتها”.

ويقول مسؤولون باكستانيون كبار إن استيلاء “طالبَان” الكامل على السلطة أو اندلاع حرب أهلية جديدة في أفغانستان من شأنه أن يأتي بنتائج عكسية ضد المصالح الوطنية لإسلام أباد.

وقال وزير الدفاع الباكستاني السابق، نعيم لودي: “نحن مرتبطون ارتباطاً وثيقاً بأفغانستان (عرقياً ودينياً وقبلياً) لدرجة أنه كلما وقعت حرب أهلية، تنغمس باكستان تلقائياً. الحرب الأهلية (في أفغانستان) هي آخر شيء تود باكستان حدوثه”.

ويكمن خوف باكستان في تدفق اللاجئين عبر الحدود المليئة بالثغرات ليضافوا إلى 1.4 مليون لاجئ أفغاني يعيشون بالفعل في البلاد. والأسوأ من ذلك، فإنّ انتصار “طالبان” الأفغانية من شأنه أن يحفز المتشددين الإسلاميين في باكستان الذين تضاءلت قوتهم نتيجة للعمليات العسكرية المتتالية في المناطق الحدودية القبلية في البلاد.

وتقول إسلام أباد إنها لم تعد تريد أن تكون الداعم الرئيسي لنظام منبوذ، كما كان الحال عندما سيطرت طالبان على كابل في الفترة من 1996 إلى 2001. وبدلاً من ذلك، تهدف باكستان إلى تسوية سلمية تفاوضية من شأنها أن تمنح “طالبَان” نصيباً كبيراً من السلطة في كابل، إلى جانب الشرعية الدولية والتمويل.

”البنتاغون“: قلقون من التقدم السريع لـ”طالبان“ في أفغانستان

ويوم الأحد، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أنها تشعر بالقلق الشديد حيال التقدم السريع لجماعة “طالبان” في أفغانستان.

وحالياً، فإن “طالبان” تستحوذ على مناطق عديدة مجاورة للعاصمة الأفغانية كابول، وهو الأمر الذي يثير مخاوف من هجوم عليها والمرافق الحيوية فيها.

وفي تصريحات لشبكة “فوكس نيوز“، قال المتحدث باسم “البنتاغون” جو كيربي: “إننا بالتأكيد نراقب بقلق عميق الوضع الأمني المتدهور، والعنف الذي يتصاعد، والتقدم والزخم الذي يبدو أن طالبان تتمتع به الآن”.

ولفت كيربي إلى أنّ “المسؤولين في وزارة الدفاع يحثون نظراءهم في أفغانستان على الدفاع عن بلادهم في ظل استمرار انسحاب القوات الأمريكية”. وأضاف: “المسؤولون يراقبون تحركات طالبَان في البلاد، ويعملون مع الجيش الأفغاني ويشجعونهم على استخدام القدرات والإمكانيات التي نعرف أنهم يمتلكونها، ونعلم أنهم يعرفون كيف يدافعون عن بلادهم”.

وأشار كيربي إلى أنّ “قدرات أفغانستان العسكرية تشمل قوة جوية ذات قدرة عالية وقوات خاصة متطورة للغاية يمكنها المساعدة في الدفاع عن البلاد من عودة ظهور طالبان”.

ومع هذا، فقد قال كيربي إنه “على الرغم من أن القوات الأمريكية لن تدعم أفغانستان ميدانياً على الأرض، إلا أن الولايات المتحدة ستواصل تقديم الدعم للبلاد”، وأردف: “الولايات المتحدة لا تتخلى عن هذه العلاقة. سنواصل الدعم من منظور مالي ومنظور لوجستي وبالتأكيد صيانة الطائرات”.