جنوب أفريقيا تشهد حملات من السلب والنهب
- ارتفاع ضحايا أعمال العنف بجنوب إفريقيا إلى 72 قتيلا
- اضطرابات بعد عقوبة السجن بحق جاكوب زوما
- ازدياد أعمال الشغب والسلب والنهب في مناطق بجوهانسبرغ
- ارتفاع عدد المعتقلين إلى 1234 شخصا
أعلنت الشرطة في جنوب أفريقيا الثلاثاء أنّ عدد ضحايا أعمال العنف المستمرّة لليوم الخامس ارتفع إلى 72 قتيلاً، رغم نشر الرئيس سيريل رامافوزا قوات لإخماد الاضطرابات.
وقالت الشرطة في بيان إنّ “العدد الإجمالي للأشخاص الذين فقدوا حياتهم منذ بداية هذه الاحتجاجات ارتفع إلى 72″.
وأضافت أنّ معظم الوفيات “مرتبطة بالتدافع خلال حوادث سرقة المحلات”، وبعضها الآخر ناتج عن إطلاق نار وتفجيرات أمام أجهزة الصراف الآلي.
واندلعت الاضطرابات الجمعة الماضي بعد أن بدأ الرئيس السابق جاكوب زوما قضاء عقوبة سجن لمدة 15 شهر بعد إدانته بازدراء القضاء الذي كان يحقق معه في قضية فساد تعود إلى عهده الذي استمر تسعة اعوام.
وبحلول نهاية الأسبوع بدأت أعمال الشغب تنتشر في مقاطعة غوتينغ، والإثنين نشر رامافوزا قوات لمؤازرة الشرطة المنهكة مع انتشار النهب وحرق المباني في مقاطعتي كوازولو-ناتال وغوتينغ المكتظتين بالسكان.
وارتفع عدد المعتقلين الى 1,234، على الرغم من أن الآلاف شاركوا في نهب الشركات والمصانع ومراكز البيع.
وفي سويتو، البلدة الكبيرة الملاصقة لجوهانسبرغ، عثر على جثث 10 أشخاص مساء بعد ساعات من تعرض المركز التجاري “ندوفيا” للنهب.
وكان رئيس وزراء مقاطعة كوزاولو ناتال سيهلي زيكالالا قال إن الكثير من الضحايا سقطوا خلال “تدافع في إطار أعمال شغب”.
وأظهرت صور النهب حشوداً غفيرة وعشوائية، يندفع كل شخص بينها لأخذ شاشات تلفزيونية كبيرة ودراجات للأطفال وكراسي مكتب وحفاضات وعلب أغذية محفوظة وكل ما يمكن حمله.
وانضم كثر إلى مثيري الشغب، واغلبهم من الشباب، في المتاجر المنهوبة بحثاً عن الطعام أو الاجهزة لإعادة بيعها، في ظل تدهور اقتصادي سببته القيود السارية منذ نهاية يونيو للحد من الموجة الثالثة للوباء.
بدورها أطلقت الشرطة التي بدت أقلية وسط هذا الجمع الرصاص المطاط للتفريق، ما أثار الذعر بين الناس الذين فروا من مواقف السيارات في مراكز التسوق أو في شوارع المدن الرئيسية المتضررة وعلى الأرصفة التي تناثرت عليها قطع الزجاج والقمامة وتصطف على طرفيها المباني والسيارات المحترقة.
وقال رئيس البلاد سيريل رامابوزا في كلمة مساء الإثنين إنّ “القلب حزين” لافتاً إلى الطبيعة غير المسبوقة لأعمال العنف هذه منذ التحوّل نحو الديموقراطية بعد حقبة الفصل العنصري.
وتم توقيف 757 شخصاً حتى الآن، أغلبهم في جوهانسبرغ، وفق ما ذكر وزير الشرطة بيكي سيلي.
وتعهد بأن الوضع “لن يتدهور أكثر”، فيما تستمر أعمال النهب وخصوصا في سويتو بغرب جوهانسبرغ حيث بدأ الجيش بتسيير دوريات، وفق ما شاهد مراسل وكالة فرانس برس، وفي بيترماريتسبرغ، عاصمة إقليم كوزاولو ناتال.
صور لأعمال سرقة ونهب عدة في مناطق جوهانسبرغ
وبثت القنوات التلفزيونية المحلية صباحاً صوراً تظهر عشرات النساء، يرتدي بعضهن ملابس النوم، وأشخاصاً من جميع الفئات العمرية وهم ينهبون متجرا لبيع اللحوم في منطقة ديبلوف في سويتو وسط عجز الموكلين حماية المكان عن القيام بأي شيء.
ولم تحضر الشرطة إلا بعد ثلاث ساعات لتفريق واعتقال الباقين.
في الليل، اصطدمت عناصر من الشرطة ورجال أمن مدججون بالسلاح مع مثيري الشغب في حي جيبي، القريب من مركز جوهانسبرغ، وفق ما أفاد مراسل وكالة فرانس رس.
ووقعت أولى الحوادث في جنوب إفريقيا مع إغلاق طرقات وإحراق شاحنات الجمعة غداة سجن زوما الذي حكم عليه بالسجن مع النفاذ لرفضه الإدلاء بشهادته أمام لجنة تحقيق في أعمال فساد خلال حكمه.
وقال رامابوزا في حال كانت ل”الإحباط والغضب” “جذور سياسية”، فإنّه “لا يمكن لأي سبب أن يبررهما”.
من جانبه، كشف حزب التحالف الديموقراطي المعارض نيته تقديم شكاوى ضدّ عدد من أبناء زوما الذين كرروا في الأيام الأخيرة الدعوات إلى العنف.