حظر جرائم الإبادة الجماعية في البوسنة من قبل الأمم المتحدة

  • الممثل الأعلى للأمم المتحدة في البوسنة يحظر إنكار جرائم الإبادة الجماعية في البلاد
  • أصدر الدبلوماسي النمساوي فالنتين إنزكو قراره قبل أسبوع من تسليم منصبه للألماني كريستيان شميت
  • هذه الخطوة يعتقد على نطاق واسع أنها تشير إلى مجزرة سريبرينيتسا عام 1995

 

استخدم الممثل الأعلى للأمم المتحدة في البوسنة الجمعة سلطاته الاستنسابية لحظر إنكار جرائم الإبادة الجماعية في البلاد، في خطوة يعتقد أنها تتعلق بمجزرة سريبرينيتسا، لكن العضو الصربي في مجلس الرئاسة رفض القرار مباشرة.

وأصدر الدبلوماسي النمساوي فالنتين إنزكو قراره قبل أسبوع من تسليم منصبه للألماني كريستيان شميت الذي يواجه تعيينه اعتراض روسيا والصين.

والممثل الأعلى للأمم المتحدة في البوسنة مهمته ضمان امتثال جميع الأطراف لاتفاقية دايتون للسلام التي أنهت النزاع الدامي بين الصرب والكروات والبوسنيين في التسعينات، بالإضافة إلى بعض السلطات التنفيذية المختلفة.

وأضاف إنزكو تعديلات عدة على القانون الجنائي البوسني بينها فرض عقوبة السجن لمدة تراوح بين ستة أشهر وخمس سنوات لمن “يوافق علناً أو ينكر أو يقلل أو يحاول تبرير جريمة الإبادة الجماعية والجريمة ضد الإنسانية وجرائم الحرب”، وفق وثيقة نشرت على الموقع الإلكتروني لمكتب الممثل الدولي الأعلى.

ممثل الأمم المتحدة في البوسنة يحظر إنكار جرائم الابادة الجماعية

أشخاص يعلقون لافتات على السياج قبل محاكمة القائد العسكري لصرب البوسنة السابق راتكو ملاديتش/ رويترز

وهذه الخطوة يعتقد على نطاق واسع أنها تشير إلى مجزرة سريبرينيتسا عام 1995، والتي اعتبرت إبادة جماعية من خلال أحكام مختلفة لكل من المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة ومحكمة العدل الدولية.

لكن الزعماء الصرب في البوسنة وصربيا ينكرون عادة أن تكون هذه المجزرة ترقى إلى إبادة جماعية، بل يصفونها بأنها “جريمة كبرى”.

وسارع العضو الصربي في مجلس رئاسة البوسنة ميلوراد دوديتش إلى انتقاد خطوة إنزكو، قائلاً إن الممثل الأعلى “لا يملك حق القيام بذلك”.

وأضاف دوديتش في مؤتمر صحافي عقد فور إعلان التعديلات “إنه قرار بدون أسس قانونية لم تقع إبادة جماعية في سريبرينيتسا”.

لكن الاتحاد الأوروبي دعا صرب البوسنة إلى احترام قرار ممثل الأمم المتحدة وذكرت نبيلة مصرالي المتحدثة باسم وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل بأن “إنكار وقوع الإبادات يتنافى والقيم الأوروبية الأساسية”.

وأضافت أن “المصالحة هي إحدى الأولويات التي ينبغي أن تلتزمها البوسنة والهرسك للمضي قدماً على طريق الاتحاد الأوروبي”.

وتابعت المتحدثة “يطلب الاتحاد الأوروبي بإلحاح من جميع القادة السياسيين الامتناع عن استخدام خطاب تصعيدي من شأنه زرع الانقسام، وعدم اتخاذ إجراءات من شأنها تقويض النظرة الأوروبية للبلاد”.

في تموز/يوليو 1995 قبل أشهر قليلة من انتهاء الحرب التي خلفت نحو 100 ألف قتيل، قامت القوات الصربية باعتقال وقتل أكثر من ثمانية آلاف رجل وفتى مسلمين بعد استيلائها على مدينة سريبرينيتسا.