في ذكرى احتجاجات بيلاروسيا.. لوكاشينكو يصف المعارضين بأنهم لصوص
أعلن رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو أن بلاده لا تعارض اندماجاً مع روسيا في إطار دولة اتحاد، مستدركاً أن هذه الخطوة يجب ألا تعني خسارة بلاده كيانها وسيادتها، حسبما أفادت وكالة ” تاس” الروسية للأنباء.
و في الذكرى السنوية الأولى لاندلاع الاحتجاجات في بيلاروسيا، وصف لوكاشينكو معارضيه بأنهم “لصوص”، واتهمهم بتدبير “انقلاب”، متعهداً بأن بلاده “لن تركع” لخصومها، فيما اعتبرت زعيمة المعارضة، سفيتلانا تيخانوفسكايا، أن النظام بات “إرهابياً”.
وبقي الرئيس البيلاروسي على موقفه المتصلب حيال منتقديه بعد عام على إعادة انتخابه التي أثارت موجة اعتراضات، نافيا أن تكون بلاده تشهدا قمعا فيما كشفت واشنطن سلسلة جديدة من العقوبات ضد مينسك.
وبعد عام يوما بيوم على إعادة انتخابه، نفى الكسندر لوكاشنكو أيضا أن يكون ضالعا في الوفاة المشبوهة لمعارض لجأ إلى اوكرانيا واتهم عداءة بيلاروسية بأنها “موجهة” من قبل وارسو بعدما أكدت أنها ضحية محاولة إعادة إلى بيلاروس بالقوة خلال مشاركتها في دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو.
وخلال لقاء سنوي مع الصحافة وبعض رموز النظام يعرف بـ”النقاش الكبير”، رأى لوكاشنكو في كلام غير مترابط أن السنة “لم تكن سهلة” متهما من جديد المعارضين بأنهم خططوا “لانقلاب”.
وأضاف “لقد ربحنا”. واستمر اللقاء الذي بدأ عند الساعة 11,00 (الساعة الثامنة ت غ) حوالى ثماني ساعات.
عقوبات غربية
وسئل لوكاشنكو عن حملة التوقيفات الجماعية وإغلاق وسائل إعلام ومنظمات غير حكومية، فرفض كلمة قمع.
وقال ردا على سؤال صحافي أمريكي “ليس هناك ولن يكون هناك أبدا قمع في بلادي … لست بحاجة إلى ذلك” متهما المعارضة بأنها “عميلة لأجهزة الاستخبارات الأميركية”.
من جهتها كشفت الولايات المتحدة سلسلة جديدة من العقوبات على شخصيات وشركات وكيانات في بيلاروس. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن “تصرفات نظام لوكاشنكو هي محاولة غير مشروعة للاحتفاظ بالسلطة بأي ثمن”.
وشددت المملكة المتحدة الاثنين كذلك العقوبات على بيلاروس مستهدفة خصوصا صناعات رئيسية مثل المنتجات النفطية والسماد “ردا على الانتهاكات المتكررة للديموقراطية والحقوق الإنسانية”.
وأعلنت كندا أيضا عقوبات جديدة تستهدف القطاعات الرئيسية في الاقتصاد البيلاروسي “تضامنا” مع شركائها الدوليين.
وشهدت حملة الانتخابات العام 2020 تعبئة حاشدة غير متوقعة خلف المرشحة غير المتوقعة سفيتلانا تيخانوفسكايا التي اضطرت إلى الحلول محل زوجها بعد اعتقاله، فجمعت حولها كل تيارات المعارضة بعدما استبعد النظام جميع خصوم الرئيس الآخرين.
لكن في ختام الانتخابات في التاسع من آب/أغسطس، أعلن فوز ألكسندر لوكاشنكو بأكثر من 80% من الأصوات، ما أثار حركة احتجاج تاريخية عمّت أنحاء الجمهورية السوفياتية السابقة التي يحكمها الرئيس بقبضة حديد
واضطرت تيخانوفسكايا إلى المغادرة إلى المنفى حيث تمثل المعارضة البيلاروسية في الخارج، وقد استقبلها عدد كبير من القادة الغربيين، بينهم الرئيس الأميركي في تموز/يوليو الماضي.
ورأت الاثنين أن النظام البيلاروسي أصبح “إرهابيا” و حذرت من ليتوانيا “لن نتوقف (…) سنواصل النضال لنحرر أنفسنا من الخوف الذي يحاصر البلاد”.
وبالرغم من تظاهرات ضخمة استمرت أشهرا عدة، لم يسع النظام في أي وقت لإقامة حوار، بل ردّ على الحراك الشعبي بالقوة، فاعتقل آلاف المتظاهرين وأوقف أو أبعد جميع وجوه المعارضة.
واشتدّ القمع في 2021، فيما كثفت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في المقابل العقوبات على النظام ومسؤوليه.
وتتهم مينسك أيضا بتحويل مسار طائرة تجارية في أيار/مايو لتوقيف معارض كان فيها فباتت شركات الطيران الرئيسية تتجنب المجال الجوي البيلاروسي.
“لا خوف بعد الآن”
وردا على أسئلة حول فضيحتين حديثتين هما وفاة المعارض فيتالي شيشوف المقيم في المنفى في أوكرانيا والذي عثر عليه مشنوقا الأسبوع الماضي في حديقة في كييف، وقضية العداءة الأولمبية كريستينا تسيمانوسكايا، رفض لوكاشينكو الشبهات التي تحوم حول نظامه.
وقال “ما الذي يمثله شيشوف بالنسبة لي أو لبيلاروس؟ هو نكرة بالنسبة لنا، من سيذهب لشنقه؟”. أما بالنسبة لعداءة المسافات القصيرة التي قالت إنها مهددة بعدما انتقدت السلطات الرياضية ولجأت إلى بولندا “فهي موجهة من قبل اصدقائها البولنديين”.
من جهتها قالت العداءة في مقابلة مع وكالة فرانس برس أنها تامل أن ترى كل مواطن بيلاروسي “قادرا على عيش حياة طبيعية وألا يخاف بعد الآن”.
وإذ تقرّب لوكاشنكو من روسيا المجاورة، وصف معارضيه بأنهم عملاء للغرب الذي يسعى، وفق رأيه، الى الإطاحة بنظامه من أجل مهاجمة روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين لاحقا.
وقال الإثنين “لن نركع أبدا!”، ناصحا الدول الغربية “بأن تهدأ”.
وحذر قائلا “قد تتسببون بحرب عالمية ثالثة. إنكم تدفعوننا إلى ذلك نحن والروس، أليس كذلك؟”.
في مينسك، تم إسكات أي صوت ينتقد النظام إلى أن توقفت التظاهرات بعدما كانت تجمع قبل أقل من عام عشرات آلاف الأشخاص كلّ يوم أحد.
وفي الذكرى الأولى للاحتجاجات ضد لوكاشنكو، تنظم تجمعات في الخارج، لا سيما في بولندا وأوكرانيا حيث لجأ العديد من المعارضين.