اتصالات روسية – صينية مكثفة مع طالبان
في الوقت الذي يعيش العالم في صدمة والشعب الأفغاني في رعب، والدول تتسابق في اجلاء رعاياها، وفي ظل الفوضى العارمة في مطار كابول، في المقابل هنالك دولتان تبدوان مرتاحتين لما يحدث.
الصين وروسيا أبديتا ارتياحا غريبا لسيطرة طالبان على مقاليد الحكم، حيث أبدت الصين استعدادها لإقامة “علاقات ودية” مع حركة طالبان، فيما قالت روسيا إنها لن تتسرع في اتخاذ قرار بشأن الاعتراف بـ”السلطات الجديدة” في أفغانستان.
وأكدت بكين أنها “تحترم حق الشعب الأفغاني في تقرير مصيره ومستقبله”، مشيرة إلى استعدادها لبناء علاقات صداقة مع طالبان.
في الجانب الآخر لا تبدو روسيا قلقة مما يحدث.. بل بالعكس فتصريحاتها تدل على ارتياح نسبي يدل على ما يبدو ان هنالك اتفاق من تحت الطاولة ابرمته مع حركة طالبان.
وتقول موسكو على لسان زامير كابولوف، الممثل الخاص للرئيس الروسي بشأن أفغانستان، إنها لا ترى أن طالبان تمثل تهديداً لآسيا الوسطى، مضيفًا أن روسيا مهدت الطريق سلفاً لإقامة اتصالات مع طالبان وأن المسؤولين الروس بالفعل على اتصال بمسؤولي جماعة طالبان.
وبدأت الاتصالات عندما أرسلت طالبان حراساً إلى السفارة الروسية بعد سيطرة المسلحين على كابول، وقال المسؤول الروسي إن الأمور سارت بهدوء تام دون وقوع حوادث، مشيرا الى أن طالبان وضعت السفارة تحت الحراسة.
في نهاية 2016، عبرت الحكومة الأفغانية وقيادات أمريكية عن القلق من تعميق العلاقات بين روسيا وحركة طالبان.
ووقتها قال مسؤولون من طالبان إن الجماعة تجري اتصالات مهمة مع موسكو منذ 2007 على الأقل وإن الدور الروسي لم يتجاوز “الدعم المعنوي والسياسي”.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، منذ أوشكت واشنطن على إكمال انسحابها ومن ثم تكثيف طالبان حملتها لاستعادة البلاد كاملة، أصبح القبول الروسي لحركة طالبان معلناً ولا لبس فيه، إذ مدح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف موقف مفاوضي حركة طالبان ووصفهم بأنهم “أشخاص عاقلون”.