من هم مقاومو طالبان الحقيقيين في أفغانستان
- سيطرة طالبان على معظم أفغانستان، لن تكون نزهة ممتعة، حيث بدأت إرهاصات مقاومتها من الداخل
- الجماعة المتشددة لها أعداء كثر، ولعل أبرزهم منذ سنوات شاب أفغاني يبلغ من العمر 31 فقط، هو أحمد مسعود
- محللون غربيون يرون أن ثورة على النظام، ستجد دعماً من معظم 40 مليون أفغاني تذوقوا طوال 20 سنة مضت طعم الديمقراطية نوعاً ما،
على ما يبدو فإن سيطرة طالبان على معظم أفغانستان، لن تكون نزهة ممتعة، حيث بدأت إرهاصات مقاومتها من الداخل وقد تستمر في أي لحظة.
الجماعة المتشددة لها أعداء كثر، ولعل أبرزهم منذ سنوات شاب أفغاني يبلغ من العمر 31 فقط، هو أحمد مسعود، الأشهر بين 6 أبناء رزق بهم “بطل أفغانستان القومي” أحمد شاه مسعود، لتزعمه في الثمانينات مقاومة ضد الغزو السوفييتي لأفغانستان، ولمقاومته طالبان منذ سيطرت في 1996 على السلطة، إلى أن قضى اغتيالاً بعمر 48 سنة، وقبل يومين من هجمات 11 سبتمبر 2001 بواشنطن ونيويورك، بأمر من زعيم تنظيم “القاعدة” ذلك الوقت أسامة بن لادن.
قبل أيام أطلق ابنه المولود في منتصف 1989 بولاية “بختار” المجاورة في أقصى الشمال الشرقي الأفغاني للحدود مع طاجيكستان، أطلق نداءه من ولاية “بنجشير” المعروفة كمركز تاريخي للمعارضة المسلحة ضد طالبان، وقال في رسالة نشرتها مجلة “قواعد اللعبة” أو La Regle du Jeu الفرنسية، ووجه فيها “دعوة لكل الأفغان الأحرار، وللرافضين العبودية، بأن ينضموا إلى معقلنا في بنجشير، آخر منطقة خالية من أرضنا المضطربة، ومنها أقول لكل الأفغان، من كل المناطق والقبائل: تعالوا وقاتلوا معنا” وفق تعبيره.
أنهى مسعود، في 2012 دورة دراسية مكثفة، مدتها عام في أكاديمية Sandhurst الملكية العسكرية البريطانية، تلاها بحصوله في 2015 على بكالوريوس بدراسات الحرب من جامعة King’s College London ثم على ماجستير في 2016 بالسياسة الدولية من جامعة City, University of London البحثية، كما احترف قبل عامين العمل بالشأن العام، عبر تأسيسه تحالفاً يشبه “التحالف الشمالي” الذي تزعمه والده وقاوم به طالبان في التسعينات، واستحق بما فعل تكريمات عدة في مختلف العالم، حيث أطلق اسمه على ممشى في حديقة بباريس.
“جبهة المقاومة الوطنية”
ويرأس مسعود “جبهة المقاومة الوطنية” المعادية لطالبان من ولاية “بنجشير” الوحيدة التي يصعب وقوعها تحت سيطرة الجماعة، ويعرف عنه أنه من المؤيدين لفكرة والده عن “نموذج سويسري” لإدارة الحكم، حيث “تعطي لامركزية الحكومة وعدم تركيز السلطة في العاصمة، تخصيصاً أكثر كفاءة للموارد والسلطة لولايات البلاد الأربع والعشرين” وفق تلخيص للفكرة التي يصفها بأنها “مشروع” يقوم منذ عامين بترويجه، فسافر إلى الولايات المتحدة ودول أوروبية وعربية، طالباً المساعدة بالمال والسلاح واللوجستيات.
وكان أحمد مسعود كتب مقالاً بصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، طلب فيه دعماً أمريكياً بالسلاح وقال: “لا يزال بإمكان الولايات المتحدة تكوين ترسانة كبيرة للديمقراطية عبر دعم مقاتلينا المستعدين مرة أخرى لمواجهة طالبان”، مضيفاً أن جنود الجيش الأفغاني “الغاضبين من استسلام قادتهم” كما وعناصر القوات الخاصة الأفغانية، انتقلوا إلى ولاية بنجشير، حيث زاره فيها “أمر الله صالح” نائب الرئيس السابق أشرف غني، للتنسيق معاً في ثورة مسلحة على النظام.
محللون غربيون يرون أن ثورة على النظام، ستجد دعماً من معظم 40 مليون أفغاني تذوقوا طوال 20 سنة مضت طعم الديمقراطية نوعاً ما، وظهر عدم رضاهم عن النظام الجديد بتظاهرات خرجت الخميس في كابول، يوم ذكرى الاستقلال عن بريطانيا، حيث حمل معظم المشاركين فيها العلم الوطني، ورددوا فيه شعار “علمنا هويتنا” في مناخ من التحدي لمسلحين من طالبان شهدوا التظاهرة، ولم يحركوا ساكناً، مع أنها كانت صغيرة.