أفغانستان من جديد أرضية خصبة للإرهاب
- خروج القوات الأمريكية من أفغانستان يتيح الفرصة لعودة الإرهابيين
- أمريكا تؤكد أن انسحابها كان بهدف التركيز على التهديدات الأمنية من الصين وروسيا
- بعد تبنيه تفجيرات مطار كابول، داعش خرسان يمثل تهديدا لأفغانستان
- جو بايدن يؤكد عزمه مواصلة محاربة الإرهاب من خارج أفغانستان
عصر الإرهاب لم ينته بعد فقد بدأت مرحلة جديدة أكثر خطورة في أفغانستان فبخروج آخر جندي أمريكي من الأراضي الأفغانية قبل موعد ذكرى 11 من سبتمبر التاريخي ، فُتح الباب من الجديد لخطر الإرهاب.
و تعمل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على طمأنة الحلفاء، مؤكدين أن سحب القوات الأمريكية من أفغانستان كان الهدف منها التركيز على التهديدات الأمنية من الصين وروسيا و أن أمريكا لا تزال ملتزمة بمكافحة التطرف الإرهابي.
إذ لا يزال تنظيم القاعدة ينصهر مع المسلحين الذين يديرون أفغانستان، من خلال اليمين الذي أنشأه أسامة بن لادن ، وتم تجديده مرتين من قبل خليفته أيمن الظواهري، و يبدو أنه من الصعب، إن لم يكن من المستحيل ، فصله عن حلفائه من طالبان.
داعش خراسان تهديد كبير في أفغانستان
و تمثل القاعدة الجماعة الإرهابية الوحيدة التي لها وجود في أفغانستان، كما يمثل الفرع المحلي لداعش خراسان ISIS-K تهديدًا كبيرا بعد التفجيرات المروعة التي تبناها في مطار كابول الشهر الماضي.
حتى قبل سيطرة طالبان الكاملة على أفغانستان، كانت الجماعات المتطرفة باختلافها تدير معسكرات تدريب في البلاد، وقدّر تقرير الأمم المتحدة الصادر في مايو، إجمالي عدد المقاتلين الأجانب في أفغانستان بما يتراوح بين 8000 و 10000 ، بما في ذلك مجموعات من العالم العربي وآسيا الوسطى ومناطق الإيغور في الصين ومن المنتظر أن يعيد توجيه مجندين محتملين إلى أفغانستان من مجموعات ناشطة في سوريا وجنوب شرق آسيا.
يواصل الرئيس الأمريكي جو بايدن تأكيداته بعزمه استخدام طائرات بدون طيار وصواريخ كروز لمحاربة المواقع الإرهابية في أفغانستان، لكن في عام 2015 تطلب تفكيك معسكر كبير للقاعدة في أفغانستان ، بالقرب من الحدود الباكستانية ما يفوق 63 ضربة جوية للتحالف وقوة برية قوامها 200 جندي أمريكي، الأمر الذي يستوجب الآن ملء الأجواء الأفغانية بالمعدات العسكرية الأمريكية لتدمير القواعد الإرهابية التي من المحتمل أن تكون في طور الإنشاء.
محاربة الإرهاب عن بعد
مع حكم طالبان مرة أخرى لأفغانستان وانسحاب الولايات المتحدة لم ترجع عقارب الساعة إلى سبتمبر 2001 إذ يختلف اليوم عن الأمس في أحد الجوانب الحاسمة، فأفغانستان الآن ليست البلد الوحيد في المنطقة الذي تسيطر فيه الجماعات المتطرفة، فأجزاء كبيرة من ليبيا والصومال واليمن وسوريا ولبنان والعراق، تحكمها بدرجة متفاوتة ميليشيات غير حكومية، مما يخلق أجواءا من عدم الاستقرار من شمال إفريقيا إلى جنوب آسيا.
على مدى العقد قامت الولايات المتحدة بتقليص نفوذها بشكل منهجي في معظم بؤر التوتر في المنطقة حيث أغلقت سفاراتها في العديد من البلدان ، بما في ذلك ليبيا واليمن وسوريا والآن أفغانستان.
على الرغم من رغبة إدارة بايدن المعلنة في إعادة التركيز على مواجهة التهديدات الأمنية من روسيا والصين قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب مؤخرًا إنه لكبح جماح طالبان ، “سيتعين علينا جلب دول ذات تأثير معتدل، مثل روسيا والصين رغم أن ذلك غير مريح” فبالنسبة للولايات المتحدة، بعد 20 عامًا وتريليونات الدولارات يعتبر هذا الأمر مأساة.
يبدو أن الحل الوحيد هو إعادة الانخراط بشكل عاجل في المنطقة ليس عسكريا فقط بل بشكل رئيسي حيث ستظل بحسب أمريكا، غارات القوات الخاصة وضربات الطائرات بدون طيار ضرورية في مكافحة الإرهاب ، فبعد هزيمة القوات السوفياتية في أفغانستان وانسحابها منها عام 1989 أغلقت الولايات المتحدة سفارتها في كابول لمدة 12 عامًا حتى أجبرتها أحداث 11 سبتمبر من التعامل مع ملفّ الارهاب في أفغانستان.