مؤسسة السحاب تبث كلمة مسجلة لأيمن الظواهري بالتزامن مع ذكرى هجمات 11 سبتمبر
بثت مؤسسة السحاب، الذراع الدعائية لتنظيم القاعدة كلمة مرئية جديدة لأيمن الظواهري، زعيم التنظيم، بالتزامن مع الذكرى العشرين لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001.
وجاءت الكلمة الجديدة ضمن سلسلة دعائية سابقة للتنظيم معنونة بـ”القدس لن تهود” وبلغت مدتها 61 دقيقة و36 ثانية، وتضمنت عرضًا تاريخيًا للقضية الفلسطينية، منذ “وعد بلفور” الذي قطعه وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور عام 1917، حينما كانت فلسطين خاضعةً للانتداب البريطاني.
واستهل “الظواهري”، كلمته المطولة برثاء “محمد سعيد الشمراني، الضابط بسلاح الجو السعودي الذي أطلق النار على زملاء من العسكريين الأمريكيين بقاعدة بنساكولا البحرية بولاية فلوريدا الأمريكية، في ديسمبر/ كانون الأول 2019، قبل أن يقتل هو الآخر، بالإضافة لقاسم الريمي، القائد السابق لفرع القاعدة في اليمن (قُتل في فبراير: شباط 2020)، وضابط الصاعقة المصري المفصول هشام عشماوي (أُعدم في مصر في مارس/ آذار 2020)، ورفيقيه النقيب المفصول عماد عبد الحميد (قُتل في غارة جوية بالصحراء الغربية المصرية في أكتوبر/ تشرين الأول 2017)، وعمر رفاعي سرور، القيادي بمجلس شورى ثوار درنة الموالي للقاعدة (قُتل في يونيو/ حزيران 2018).
وعلاوة على مجموعة القيادات السابقة، رثى أيمن الظواهري أبومصعب عبد الودود “عبد الملك درودكال”، أمير فرع التنظيم في المغرب العربي، الذي قُتل في غارة جوية فرنسية في يونيو 2020، مع 3 من مقاتلي التنظيم، وكذلك أثنى على أبوالقسام الأردني ورفيقه بلال الصنعاني، القيادين بفرع تنظيم القاعدة في سوريا (حراس الدين) والذين قتلوا في يونيو 2020، وأبي محمد السوداني عضو مجلس شورى حراس الدين الذي قُتل في أكتوبر/ تشرين الأول من نفس العام.
ومن الواضح أن كلمة “الظواهري” سُجلت أواخر عام 2020 أو قبيل الـ ٢٠ من يناير الماضي. خاصةً، وأن زعيم تنظيم القاعدة يُعلق فيها على أحداث جرت في تلك الفترة، دون أن يشير لأي أحداث جديدة، بجانب ذكره للرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” باعتباره حاكمًا حاليًا من داخل البيت الأبيض، وتأكيده على أنه قبل بشروط حركة طالبان الأفغانية، خلال عملية التفاوض الثنائية بينهما والتي سبقت توقيع “اتفاقية السلام” في فبراير/ آذار 2020. ولم يشر الظواهري لتولى بايدن الرئاسة الأمريكية بعد فوزه على دونالد ترامب.
وأشار الظواهري إلى هجوم تل سامين في يناير 2021 الذي تبنته حراس الدين ضد القوات الروسية بالقرب من الرقة. ويصفها بـ “المباركة” و “في الاتجاه الصحيح”.
ولم يلمح “الظواهري” من قريب أو بعيد لسيطرة حركة طالبان على أفغانستان، في أغسطس/ آب الماضي، واكتفى بالقول إن “ترامب” خضع لشروط “طالبان”.
وكرر أيمن الظواهري دعوته لتشكيل تحالف قتالي من جميع الحركات والتنظيمات القريبة من القاعدة أيدولوجيا، وهي نفس الدعوة التي نص عليها في كلمته السابقة “الروهينجا جُرح الأمة كلها” والتي بثتها مؤسسة السحاب في مارس/ آذار 2021.
ولفت أيمن الظواهري في الإصدار، إلى الهجوم الذي نفذته حركة الشباب الصومالية على قاعدة أمريكية في كينيا (معسكر سيمبا) في خليج ماند قرب جزيرة لامو السياحية، مضيفًا أن الهجمات ضد الولايات المتحدة ستتواصل وأن التنظيم يسخر إمكانيات كبيرة لذلك، لأنها تدعم إسرائيل، على حد تعبيره.
ويبدو أن تنظيم القاعدة فشل، مجددًا، في إثبات حياة أيمن الظواهري، الذي أشيع وفاته نتيجة أسباب طبيعية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، رغم أنه لازال يُتبع اسمه في المواد الدعائية الصادرة عن التنظيم بـ”حفظه الله”، وهو الدعاء الذي يستخدمه في حالة ذكر قادته الأحياء الطلقاء.
وفي نفس السياق، نشرت مؤسسة السحاب، أمس الجمعة، كتابًا جديدًا لأيمن الظواهري بعنوان: “الكتاب والسلطان.. اتفاق وافتراق: تأملات في الفساد السياسي وآثاره في تاريخ المسلمين”، وجاء في 852 صفحة، مصنفة ضمن بابين، وتضمنت مقدمته تلميحًا إلى أنه كُتب في أبريل/ نيسان 2021، أي بعد نشر أنباء عن وفاة زعيم القاعدة، بيد أن الإصدار المرئي الأخير للتنظيم يُعزز الشكوك حول مصير أيمن الظواهري الغامض حتى الآن.