ممثلون في برودواي يعودون إلى الخشبة لذكرى 11 سبتمبر
- عرض مسرحية “كوم فروم أواي” اعتباراً من 21 أيلول/سبتمبر قرب ساحة تايمز سكوير.
- بثّ نسخة مصورة منها الجمعة على منصة “آبل تي في”.
- المسرحية من تأليف الكنديين ايرين سانكوف وديفيد هين
بعد 18 شهراً على توقف العروض برودواي بسبب جائحة كورونا، يستعيد راقصون وممثلون نشاطهم المعتاد في حي المسارح الشهير في نيويورك. فيما تكتسي هذه العودة معنى خاصاً مع مسرحية “كوم فروم أواي” المرتبطة بتبعات هجمات 11 أيلول/سبتمبر التي تحيي الولايات المتحدة السبت ذكراها السنوية العشرين.
وقال أحد الممثلين في هذه المسرحية، بول ويتي: “إنه العرض المثالي لهذا الحدث لأنه يسلّط الضوء على إنسانيتنا المشتركة”.
ويروي عرض “كوم فروم أواي” الذي عرفته برودواي منذ عام 2017، كيف استقبل سكان عاديون في بلدة غاندر في الجزء الكندي من نيوفاوندلاند، نحو 7000 مسافر على متن طائرات هبطت على الجزيرة بسبب إغلاق المجال الجوي الأمريكي بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر التي تصادف ذكراها العشرون ، يوم السبت.
ويقول أحد المنضمّين الجُدد إلى الفرقة، جايمس سيول: “يُذكّرنا هذا العرض بأن قيم اللطف والرحمة والنعمة لا تزال قائمة حتى في الأوقات الصعبة”.
وتشترط مسارح الرئة الثقافية لنيويورك والتي كانت تحقق عائدات تفوق الـ33 مليون دولار أسبوعياً قبل الجائحة، أن يكون أفراد الجمهور وجميع أعضاء فرق الإنتاج المسرحي ملقّحين ضد كورونا.
وسيلي هذا العرض عروض “الأسد الملك” و”هاميلتون” و”شيكاغو” يوم الثلاثاء.
وتُعرض مسرحية “كوم فروم أواي” – من تأليف الكنديين ايرين سانكوف وديفيد هين – اعتباراً من 21 أيلول/سبتمبر قرب ساحة تايمز سكوير، بالإضافة إلى بثّ نسخة مصورة منها الجمعة على منصة “آبل تي في”.
شوق للجمهور
خمسة عشر ممثّلا يرقصون ويُغنّون، وقوفًا وجلوسًا وجثياً وكأنّ كل الحركات التي اعتادوا على تجسديها قبل التوقف المؤقت بسبب الجائحة، عادت إليهم. ويزداد توقهم إلى لقاء الجمهور من جديد فيما تشارف التدريبات في استوديو في جنوب مانهاتن على نهايتها.
وتقول كيو سميث، التي لم تعتلِ الخشبة منذ تشرين الأوّل/أكتوبر 2019:”اشتقت للجمهور وللتواصل معه ومشاركته هذه القصّة”. وتتابع: “من غرفة ملابسي، يمكننا سماع أصوات الحاضرين الذين يجلسون فيما الأجواء تزداد حماسة. هذا ما أحبّ”.
وعنى إغلاق مسارح برودواي وايقاف العروض الـ31 هناك في آذار/مارس 2020 قطع الحياة عن مدينة نيويورك التي تأثّرت بشدّة بالجائحة.
ورغم السماح بإعادة فتح صالات العروض الفنية في ربيع عام 2021، اقتصرت العروض على عدد محدود للغاية من الحاضرين في معظم المسارح التابعة لرابطة برودواي، ما شكّل خطوة في المجهول للممثلين حينها.
وتلفتت كيو سميث إلى أن الوضع “كان دقيقا جداً”. وتضيف: “كان لدينا ما يكفي من المدخرات لكنها بدأت تنفذ بحلول نهاية هذه الفترة”. إلّا أن العودة إلى المسرح شكّلت متنفساً لها رغم استفادتها من إغلاق المسارح لتهتمّ بطفلها “365 يوم في السنة”.
وتتابع سميث قائلة:”لم أظنّ أبدًا أنّني سأتشوّق يوماً للأداء في ثمانية عروض في الأسبوع الواحد، لأن الأمر صعب جدًا”.
ومن ناحية أخرى، لجأ جيمس سيول (43 عاماً) مؤقتًا إلى إعطاء دروس خصوصية كبديل مؤقت عن الأداء المسرحي، إلّا أنه لم يفكّر قطّ بالعزوف عن ممارسته الفنّ.
أمّا بول ويتي، فراوده الشكّ حول ما إذا كانت المسارح ستعود وتفتح يوماً. ويقول: “كلّ شيء كان مخيفاً جداً (…) وحاولت أن أجد أساليب أحافظ من خلالها على إبداعي” مثل العزف على البيانو أو حضور “جلسات افتراضية على تطبيق زوم”.
وبيعت كلّ تذاكر العرض الأول لـ”كوم فروم أواي”، فيما تأمل المنتجة سو فروست أن يحصل ذلك في العروض اللاحقة أيضا، رغم عدم تمكّن السياح الأجانب بعد من زيارة نيويورك بسبب إغلاق الحدود الأميركية أمام الوافدين من بلدان كثيرة.
معظم الرموز البريدية للأشخاص الذين يشترون التذاكر تدلّ أنهم من الساحل الشرقي، ما يرمي إلى تطوّر السياحة الداخلية في الولايات المتّحدة.
وستكون برودواي “قويّة (بشكل كافٍ) لتخطّي هذه العاصفة”، بحسب ما قالت المنتجة.