أرديم باتابوتيان: ولد في بيروت وهاجر إلى أمريكا وحصد نوبل
- استخدم أرديم باتابوتيان الخلايا الحساسة للضغط لاكتشاف فئة جديدة من المستشعرات
- حصل على درجة البكالوريوس في الخلية وعلم الأحياء التطوري من جامعة كاليفورنيا
- أرديم باتابوتيان هو عالم أمريكي منحدر من أصل لبناني أرمني، ولد في بيروت عام 1967.
أعلنت جمعية نوبل في معهد كارولينسكا السويدي عن منح جائزة نوبل 2021 في علم وظائف الأعضاء أو الطب لكل من العالمين ديفيد جولياس وأرديم باتابوتيان، لأبحاثهما حول كيفية تحفيز الحرارة والبرودة للنبضات العصبية في الجسم.
وقالت الجمعية في بيان صحافي: “إنّ قدرتنا على الشعور بالحرارة والبرودة واللمس ضرورية للبقاء، وتدعم تفاعلنا مع العالم من حولنا”. وتابعت: “في حياتنا اليومية نأخذ هذه الأحاسيس كأمر مسلم به، ولكن كيف تبدأ النبضات العصبية بحيث يمكن إدراك درجة الحرارة والضغط؟ تمت الإجابة على هذا السؤال من قبل الفائزيْن بجائزة نوبل لهذا العام”.
وكان استخدم أرديم باتابوتيان الخلايا الحساسة للضغط لاكتشاف فئة جديدة من المستشعرات التي تستجيب للمنبهات الميكانيكية في الجلد والأعضاء الداخلية.
أطلقت هذه الاكتشافات المتقدمة أنشطة بحثية مكثفة أدت إلى زيادة سريعة في فهمنا لكيفية استشعار نظامنا العصبي للحرارة والبرودة والمحفزات الميكانيكية.
حدد الفائز بالجائزة مع زميله، الروابط الحاسمة المفقودة في فهمنا للتفاعل المعقد بين حواسنا والبيئة
وقالت لجنة نوبل في استكهولم إنّ الاكتشافات الرائدة للفائزَين بجائزة نوبل هذا العام سمحت لنا بفهم كيف يمكن للحرارة والبرودة والقوة الميكانيكية أن تحفّز النبضات العصبية التي تسمح لنا بإدراك العالم والتكيّف معه. وستُستخدم اكتشافاتهما في بحوث لتطوير علاجات كثيرة، خصوصاً للآلام المزمنة.
وأرديم باتابوتيان هو عالم أمريكي منحدر من أصل لبناني أرمني، ولد في بيروت عام 1967. والتحق بالجامعة الأمريكية في بيروت قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة عام 1986.
وحصل على درجة البكالوريوس في الخلية وعلم الأحياء التطوري من جامعة كاليفورنيا، لوس أنجليس عام 1990، وعلى درجة الدكتوراه في علم الأحياء من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في عام 1996.
وكان زميلا لما بعد الدكتوراه في جامعة كاليفورنيا بسان فرنسيسكو منذ عام 2000، وهو عالم أيضاً في سكريبس ريسيرتش، لاجولا، كاليفورنيا حيث يعمل الآن أستاذاً؛ وهو محقق في معهد هوارد هيوز الطبي، قسم علم الأعصاب في كاليفورنيا أيضاً، وأستاذ بمركز دوريس لعلوم الأعصاب، وضمن أعضاء هيئة التدريس في برنامج الدراسات العليا.
وفي أول تعليق صحافي بعد حصوله على جائزة نوبل، قال باتابوتيان لصحيفة “نيويورك تايمز”: “لقد وقعت في حب إجراء البحوث الأساسية، إذ غيّر ذلك مساري المهني”.
وتابع في حديث عن وطنه الأم: «في لبنان، لم أكن أعرف حتى أنّ العلم مهنة”.
وقال جين بلوك، مستشار جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: “جائزة نوبل هي تقدير ضخم ومستحق لأبحاث أرديم باتابوتيان حول كيفية إدراك البشر لبيئاتهم والتكيف معها”.
وتابع: “توضح قصة البروفسور باتابوتيان كيف يساعد تعليم جامعة كاليفورنيا في إعداد طلابنا لتغيير العالم”.
ونشر الحساب الرسمي لجائزة نوبل على “تويتر” صورة العالم الفائز وهو يشاهد حفل توزيع الجوائز من سريره مع ابنه، حيث علّق عليها الأخير قائلاً: “أشكر هذا البلد الذي أعطاني فرصة عظيمة للتعلّم ودعم البحوث الأساسية، كما أشكر زملائي المتعاونين”.
وكان خلال حصوله على جائزة كافلي عام 2020، وصف أرديم باتابوتيان معاناته خلال الحرب الأهلية اللبنانية، قائلاً: ولدت في بيروت، في بلدي لبنان، وكانت أمي تعمل كمديرة ومعلّمة في مدرسة ابتدائية، وأبي كان كاتبًا ومحاسباً.
أنا الأصغر بين ثلاثة أطفال، وكان عمري 8 سنوات عندما بدأت الحرب الأهلية، حيث كانت الحياة في كثير من الأحيان مرهقة بسبب حظر التجوال، والتقنين الكبير للكهرباء، وتواصل الانفجارات. ثم اشتدت الحرب وتم خطفي من ميليشيات الحرب؛ بعدها، قررت الانتقال إلى لوس أنجلوس.
وتابع باتابوتيان كان لدي ثلاثة ملاذات للطفولة أتذكرها بشغف: ناديي الرياضي حيث لعبت كرة السلة وتنس الطاولة، كما أتذكر رحلاتنا إلى البحر الأبيض المتوسط والجبال المشجرة المحيطة ببيروت، والحرم الجامعي للجامعة الأمريكية حيث حضرت سنة واحدة فصول البكالوريوس كتمهيدي للطب قبل انتقالي إلى أمريكا.