نيجيريا تؤكد مقتل زعيم ولاية غرب أفريقيا بتنظيم داعش
- اسم البرناوي الحقيقي حبيب يوسف،مولود في عام 1994
- أبو مصعب كان بمثابة أخ أو ابن شيكاو، وذراعه اليمنى قبل انشقاقه
- يشهد شمال شرق نيجيريا تمردا منذ أكثر من 10 سنوات بدأ بهجمات شنتها جماعة بوكو حرام في 2009
عندما كان في الحادية والعشرين من العمر ظهر أبو مصعب البرناوي للعلن أول مرة في يناير 2015، وذلك في شريط فيديو دعائي لتبني إحدى أكبر المجازر بحق المدنيين في باغا، في شمال شرق نيجيريا.
وبالأمس، بعد أكثر من ست سنوات على تلك المجزرة، أعلن الجيش النيجيري وفاته من دون أن يقدم أي تفاصيل عن تاريخ الوفاة أو أسبابها.
ولم يصدر تنظيم داعش في غرب إفريقيا أي تأكيد بشأن وفاة زعيمه البرناوي، علما أنه سبق للجيش النيجيري وأن أعلن وفاة قياديين إرهابيين، ليعاودوا الظهور لاحقا.
البرناوي واسمه الحقيقي حبيب يوسف، المولود في عام 1994، هو الإبن البكر بين الأبناء الأحياء لمحمد يوسف مؤسس جماعة بوكو حرام.
ولقب البرناوي يشير إلى “الرجل المتحدر من بورنو” بلغة الكانوري (نسبة إلى قبيلة الكانوري المنتشرة في أربع دول وهي نيجيريا، السودان، تشاد والكاميرون) وتنتمي إلى اللغات النيلية الصحراوية.
وفقا لخبراء نيجيريين في الجماعات المتطرفة، فقد اختار الزعيم السابق لبوكو حرام أبوبكر شيكاو هذا الاسم الحركي للشاب حبيب يوسف بعد مقتل والده بأيدي الشرطة النيجيرية في العام 2009.
وعند بلوغ البرناوي الخامسة عشرة من العمر، أصبح معروفا باسم أبو مصعب البرناوي.
ويشير الأخصائي النيجيري في النزاع فولان نصرالله، على حسابه في تويتر، إلى أن “أبو مصعب كان بمثابة أخ أو ابن للشيكاو ، وذراعه اليمنى”.
طلاقة لسان البرناوي جعلت منه المتحدث باسم جماعة بوكو حرام
في المقابل، العلاقة توترت بعدها بين البرناوي، وشيكاو الذي ظل يردد مرارا أن البرناوي ليس متحدثا رسميا باسم الجماعة.
وفي تلك الفترة أفادت مصادر مقربة من الحركة أن البرناوي ابتعد عن مرشده عندما قرر شيكاو مبايعة داعش في 2015، واقترب من شخص آخر بارز في الجماعة وهو مامان نور الذي كان صديقا مقربا من والده المتوفي.
تمكن نور والبرناوي معا من تجنيد مقاتلين في معقلهما خارج غابة سامبيسا حيث وزعا مقاتليهما حول بحيرة تشاد وفي المنطقة الشمالية لنيجريا قرب الساحل.
بعدها عمد الرجلان “المنشقان” عن داعش من خلال رسائل صوتية إلى التنديد بـ”النزعات الاستبدادية” لدى الشكوي، واتهماه بقتل قادة وبعدم إدانة عمليات نهب جماعية جرت في المنطقة.
في 2015 وصلت القطيعة بين البرناوي شيكاو إلى ذروتها عندما قدم تنظيم بوكو حرام البرناوي في نشرته الرسمية على أنه “الوالي الجديد” للجماعة.
وفي عام 2016، انقسمت جماعة بوكو حرام المتطرفة إلى قسمين، الأول ظل يعرف بنفس الاسم ويقوده شيكاو، فيما كان القسم الثاني يدعى “تنظيم داعش في ولاية غرب إفريقيا، واعترف به التنظيم المتطرف، بقيادة البرناوي.
خلافا لجماعة بوكو حرام التي لا تتردد في قتل المدنيين الذين لا ينخرطون في صفوفها بشن هجمات أو ارتكاب مجازر فظيعة، يزعم تنظيم داعش- ولاية غرب إفريقيا إنه يسعى لكسب ثقة أبناء المنطقة وضمان موارد مالية بشكل منظم.
بدورها في حزيران/ يونيو أكدت جماعة بوكو حرام مقتل زعيمها أبو بكر شيكاو
وجاء تأكيد الجماعة مقتل زعيمها بعد 10 أيام من إعلان البرناوي في تسجيل صوتي أن شيكاو انتحر بتفجير نفسه كي لا يقع في أسر تنظيم داعش في غرب أفريقيا.
وتصاعد القلق في السنوات الماضية حيال تنامي نفوذ تنظيم داعش في غرب إفريقيا الذي يبدو على وشك استيعاب مقاتلي بوكو حرام والسيطرة على معاقل الحركة السابقة، إذ يعني ذلك أنه بات يسيطر على منطقة أوسع وأن لديه عددا أكبر من المقاتلين ومزيدا من الاسلحة.
ويشهد شمال شرق نيجيريا تمردا منذ أكثر من 10 سنوات بدأ بهجمات شنتها جماعة بوكو حرام في 2009 وأسفر عن سقوط أكثر من 40 ألف قتيل ونزوح مليونا شخص.
ومن بين أبرز المجازر في نيجيريا خلال الفترة التي تواجد فيها البرناوي في صفوف بوكو حرام تلك التي وقعت في بلدة باغا شمال شرقي البلاد عام 2015 عندما قتل مسلحو بوكو حرام 100 شخص على الأقل واحرقوا 16 بلدة وقرية على ضفاف بحيرة تشاد بالكامل.
وفي 2014 قام التنظيم المتشدد باختطاف نحو 200 تلميذة من مدرسة في مدينة تشيبوك بشمال شرق البلاد لا يزال مصيرهن مجهولا حتى اليوم