جوائز “إيرث شوت” تستنبط حلولا للأزمة المناخية
- بنسختها الأولى “إيرث شوت” تكافئ كوستاريكا ومدينة ميلانو الإيطالية وشركة هندية
- الأمير وليام ينتقد مشاريع السياحة الفضائية ويدعو للتركيز على مشكلات الأرض
على مشارف مؤتمر الأطراف المناخي الدولي السادس والعشرين (كوب 26) سلّم الأمير وليام مساء الأحد جوائز “إيرث شوت” بنسختها الأولى والتي كافأت كوستاريكا ومدينة ميلانو الإيطالية وشركة هندية لجهودها من أجل استنباط حلول للأزمة المناخية.
وتطمح الجائزة إلى مكافأة الأشخاص (من نشطاء وعلماء واقتصاديين…) وكذلك الشركات والمنظمات والحكومات والمدن وحتى البلدان التي تقدم “حلولا قابلة للتطبيق” لأزمة المناخ، مما يجعل من الممكن تحسين “الظروف المعيشية في العالم، ولا سيما بالنسبة للمجتمعات الأكثر عرضة لتغير المناخ”.
وانتقد الأمير وليام هذا الأسبوع التهافت على مشاريع السياحة الفضائية، داعيا للتركيز على مشكلات الأرض. وقال “بعض من أعظم الأدمغة والعقول في هذا العالم يجب أن يحاولوا إصلاح هذا الكوكب أولا، وليس محاولة العثور على المكان التالي للعيش”.
وقبل حفل توزيع جوائز “إيرث شوت”، قال الأمير تشارلز المعروف باهتمامه في قضايا البيئة منذ زمن بعيد، إنه “فخور جدا” بابنه “لالتزامه المتزايد بالبيئة والطموح الكبير لجائزة إيرث شوت” التي ستساعد “في إيجاد حلول مبتكرة”.
ويبدو أن العائلة المالكة تتحدث بصوت واحد للضغط من أجل اتخاذ إجراءات في مواجهة حالة الطوارئ المناخية.
وخلال افتتاح الجلسة الجديدة لبرلمان ويلز، أعربت الملكة إليزابيث الثانية عن استيائها من زعماء العالم الذين “يتحدثون” عن تغير المناخ، لكنهم “لا يتحركون”.
خمس فئات فائزة بجائزة إيرث شوت
وتلقى الفائزون في كل من الفئات الخمس (حماية الطبيعة واستعادة بريقها، وتنقية هوائنا، وإحياء محيطاتنا، وبناء عالم خالٍ من النفايات، وإصلاح مناخنا البيئي)، جائزة قدرها مليون جنيه استرليني (1,37 مليون دولار) لمساعدتهم على إنجاز مشاريعهم.
ومن بين المشاريع الخمسة الفائزة مزرعة “كورال فيتا” في البهاماس التي تربي شعبا مرجانية مقاومة لاحترار المناخ، وتقنية “إيه إي إم إلكترولايزر” وهي وحدة تحليل كهربائي تحوّل الكهرباء المتجددة إلى هيدروجين أخضر يشكّل طاقة نظيفة .
وحصلت شركة “تاكاشار” الهندية على الجائزة في فئة “تنقية الهواء” لابتكارها جهازاً محمولاً منخفض التكلفة يثبت على الجرارات، يتولى تحويل بقايا المحاصيل منتجات حيوية قابلة للبيع، مثل الأسمدة. وتهدف هذه التقنية إلى منع حرق المخلفات الزراعية الذي يؤدي إلى تلوث الهواء.
ومن الجهات الفائزة أيضاً مدينة ميلانو الواقعة في شمال إيطاليا التي كوفئت عن نظامها لمكافحة إهدار الغذاء من خلال برنامج أُطلِق عام 2019 لتقليل النفايات إلى النصف بحلول سنة 2030، يقوم على جمع الطعام من محال السوبر ماركت ومقاصف الشركات خصوصاً وإعطائه لمنظمات غير حكومية تتولى توزيعه على المواطنين الأكثر حاجة إليه.
كما نالت جمهورية كوستاريكا جائزة تقديراً لجهودها في حماية الغابات وزرع الأشجار وإعادة تأهيل النظم البيئية.
وقال الرئيس الكوستاريكي كارلوس ألفارادو “نرحب بمبادرة التقدير هذه بكل فخر ولكن بتواضع. ما حققناه في هذا البلد الصغير الواقع في أميركا الوسطى يمكن أن يطبق في أي مكان”.
ودعا الأمير وليام في شريط فيديو قصير عُرِض خلال الاحتفال الذي نقله التلفزيون إلى “الاتحاد لتصليح الكوكب”. وقال “إن الإجراءات التي نختارها أو لا نختار اتخاذها في السنوات العشر المقبلة ستحدد مصير الكوكب للسنوات الألف المقبلة”.
وأعلن حفيد الملكة إليزابيث الثانية أن احتفال توزيع جوائز “إيرث شوت” لسنة 2022 سيقام في الولايات المتحدة. وافتتحت الحفلة بعرض خاص مسجّل لفرقة موسيقى البوب “كولدبلاي” ظهر فيه 60 شخصاً يستخدمون دواسات لإنتاج الكهرباء. ثم ألقى عالم الطبيعة البريطاني الناشط في مجال حماية البيئة ديفيد أتنبورو كلمة طالب فيها بالتحرك سريعاً ومن دون اي تأخير لتحقيق هذا الهدف.
وشارك في تسليم الجوائز إلى الفائزين كلّ من الممثلتين إيما طومسون وإيما واتسون والممثل ديفيد أويلوو ونجم فريق ليفربول لكرة القدم محمد صلاح.
أطلقت جائزة “إيرث شوت” سنة 2020 مع مكافآت مالية بقيمة 50 مليون جنيه استرليني (68,7 مليون دولار) على عشر سنوات، ويروج القائمون لها على أنها “أرقى جائزة بيئية في التاريخ”. وهي مستوحاة من برنامج الصعود إلى القمر الذي أطلقه الرئيس الأميركي جون ف. كينيدي وساهم في تقدم البشرية على صعيد التكنولوجيا.