بوكو حرام فقدت قدرتها على استقطاب الشباب
تطورات متسارعة تشهدها نيجيريا مؤخراً و تنبئ باقتراب نهاية جماعة بوكو حرام الإرهابية، فبعد مقتل زعيمها أبو بكر شيكاو في مايو/أيار الماضي في هجوم لـ “داعش ولاية غرب إفريقيا”، واستسلام آلاف العناصر من بوكو حرام للجيش خلال الأشهر الأخيرة، جاء إعلان الجيش النيجيري الذي أكد مقتل زعيم تنظيم داعش في غرب أفريقيا أبو مصعب البرناوي، الذي سبق وابتهج لمقتل شيكاو.
مقتل شيكاو، الزعيم الأبرز لبوكو حرام منذ 2009، شكل صدمة كبيرة للتنظيم الذي كان يسيطر على أجزاء واسعة من ولاية بورنو، وحوض بحيرة تشاد الذي تتقاسمه أربع دول (نيجيريا، تشاد، الكاميرون والنيجر) إلى غاية انضمامه لـ”داعش” في 2015، غير أن “داعش” اختار أبو مصعب البرناوي، الذراع الأيمن لشيكاو، على رأس “ولاية غرب إفريقيا”، الأمر الذي رفضه الأخير، ما أدى إلى انشطار بوكو حرام إلى نصفين.
وتؤكد مصادر متعددة أن البرناوي أصيب في معارك مع مقاتلي شيكاو في وقت سابق من سبتمبر وتوفي متأثرا بجراحه، كما أن تأخر الجيش في الإعلان عن موته يعود لتفادي إعلانات سابقة عن وفاة قياديين في التنظيم الإرهابي، لكنهم عادوا للظهور إلى العلن ماسبب إحراجاً لهيئة الأركان النيجيرية، والتي توجه لها انتقادات عدة على مستوى الإخفاق الاستخباراتي.
ويرى خبراء في الجماعات الإرهابية أنه مع تصفية شيكاو والبرناوي، لن تعود بوكو حرام كما كانت، حتى لو بدت متوحدة، فليس هناك من يتمتع بمواصفات قيادية كشيكاو والبرناوي، كما ان الجماعة فقدت قدرتها على استقطاب الشباب كما فعلت في أوجها،كما أن العمليات العسكرية والغارات الجوية التي شنها الجيش النيجيري، خصوصا في الأعوام الثلاثة الأخيرة، ساهمت في إضعاف بوكو حرام، وخسارته لعدة مناطق كان يسيطر عليها في بورنو، الحدودية مع الكاميرون وتشاد والنيجر.