قال عضو مجلس الشيوخ الباكستاني عن حركة إنصاف نعمان وزير إنه بحث مسألة الامتيازات التي تتمتع بها الصين من ناحية إعفاءها من الرسوم الجمركية مع خالد منصور المساعد الخاص لرئيس الوزراء في الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني والذي وعد بـالتخفيف من الظلم المسلط تجاه الصناعة المحلية الباكستانية.
وأضاف نعمان: “إن استبعاد شخص ما من الانتاج أو وضع قيود عليه ليكون جزءًا من الكونسورتيوم الدولي للتأهل لمناقصات لمشروع الممر يتعارض مع المواثيق التجارية الدولية، وهذا هو السلوك غير التنافسي للشركات الصينية.
باكستان تتكبد خسائر كبيرة جراء سياسات الصين
وأظهرت دراسة أجرتها المجلة الدولية للعلوم الاجتماعية والإنسانية والتعليم (IJSSHE) في عام 2019 أن المتعاقدين الباكستانيين يتكبدون خسارة كبيرة ومتواصلة بسبب الشركات الصينية حيث أن بكين عمدت إلى إصدار أوامر للشركات العاملة في الممر الاقتصادي الباكستاني بالتعاقد مع الشركات الصينية في مشاريع الممر، وفي الوقت نفسه منحت باكستان إعفاءات خاصة للشركات الصينية بما في ذلك على رسوم المكوس الفيدرالية وضرائب المبيعات ورسوم الاستيراد على مواد البناء والسلع، كما يُسمح للمقاولين الصينيين باستيراد الآلات والمعدات من الصين دون دفع رسوم.
وقال نعمان إن المصنعين الباكستانيين مستعدون لاستيراد المواد الخام الفولاذية بموجب قواعد الرسوم الجمركية والإعفاء الضريبي للمصدرين وتوفير السلع اللازمة لمشاريع الممر.
وصدّرت الصين حتى الآن مئات الملايين من أطنان الفولاذ إلى باكستان وهي شحنات ساعدت في الحفاظ على صناعتها المحلية التي كانت تواجه عراقيل كبيرة في الأسواق.
البنية التحتية للممر الاقتصادي الصيني ستعمل على تبسيط وتعزيز أمن طرق التجارة العالمية للصين والتي يمكن أن تتعرض للتهديد في البحر بسبب صراعها مع الولايات المتحدة، فميناء جوادر الذي تموله بكين سيقلص طرق التجارة العالمية الحالية التي يبلغ طولها 12000 كيلومتر ، بما في ذلك واردات الوقود الحيوية ، إلى 3000 كيلومتر فقط.
تلتزم باكستان تعاقديًا باستخدام المنتجات الصينية فقط في مختلف مشاريع الممر ، مما أدى إلى استيراد مئات الآلاف من الأطنان من قضبان الصلب والأسمنت ومواد البناء معفاة من الرسوم الجمركية، وتم استخدام هذه السلع في بناء مطار جوادر الدولي ومناطق معالجة الصادرات والمناطق الاقتصادية الخاصة والمنطقة الاقتصادية الحرة ومحطات الطاقة ومخططات الإسكان الحكومية الباكستانية.
في 2015-2016 صدرت الصين أكثر من 100 مليون طن من الصلب إلى باكستان، وهو ما يمثل نصف إجمالي صادرات الصين العالمية من الصلب خلال هذه الفترة وأظهرت بيانات رسمية أن واردات باكستان من الحديد والصلب من الصين بلغت 646.7 مليون دولار في عام 2020.
ووفقًا لقاعدة بيانات الأمم المتحدة حول التجارة الدولية، تراوحت واردات باكستان من الصلب من الصين في الفترة من 2014 إلى 2018 بين 1.5 مليار دولار إلى 1.2 مليار دولار سنويًا وتزامنت الزيادة في الواردات مع بدء مشاريع “الحصاد المبكر” للممر، في المقابل تعاني باكستان من عجز تجاري مرتفع ومتزايد مع الصين بسبب الواردات الهائلة من الآلات ومواد البناء المرتبطة بالممر الاقتصادي الصيني الباكستاني ووفقًا لبيانات صينية رسمية بلغ إجمالي التجارة بين باكستان والصين في النصف الأول من 2020-2021، 12.56 مليار دولار ، حيث بلغت صادرات باكستان إلى الصين 1.735 مليار دولار فقط.
ولذلك تواصل الجهات المتضررة في باكستان ضغطها وتنديدها بمبيعات الصلب التي لم تذهب إلى المنتجين المحليين في الوقت الذي تمتلك الدولة مخزونًا يبلغ 780 مليون طن من خام الحديد، معظمها يحتوي على درجة عالية من الحديد بنسبة 35 ٪ .