السلطات الإيرانية تحقّق في “”هجوم سيبراني” عطّل محطات توزيع الوقود
أكدت السلطات الإيرانية أن الخلل الذي أدى لتعطل توزيع الوقود في مختلف محطات البلاد الثلاثاء، سببه “هجوم سيبراني“، وفق التلفزيون الرسمي.
ونقلت القناة الرسمية عن المجلس الأعلى للأمن القومي أن الخلل نتج عن “هجوم سيبراني على النظام المعلوماتي لتوزيع الوقود”، مشيرة إلى أن “تفاصيل الهجوم ومنشأه موضع تحقيق”.
وأصاب عطل محطات الوقود في عموم إيران في وقت سابق الثلاثاء، قال التلفزيون الرسمي بداية أنه نتج عن “خلل في النظام المعلومات”.
وبث التلفزيون لقطات لمحطات مقفلة، بينما اصطفت سيارات على مقربة منها.
وقالت المتحدثة باسم الشركة الإيرانية لتوزيع المشتقات النفطية فاطمه كاهي للتلفزيون الرسمي، إن الشركة دعت الى “اجتماع طارئ لحل المشكلة”.
وشدد وزير الداخلية أحمد وحيدي على أن الخلل في عمل محطات الوقود “يعود الى مشكلة تقنية سيتمّ حلها قريبا”.
هجمات سابقة تتهم إيران إسرائيل بالوقوف خلفها
وشكلت إيران في الأعوام الماضية هدفا لعدد من محاولات الهجمات المعلوماتية.
ففي أيار/مايو 2020، تحدثت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عن وقوف إسرائيل خلف هجوم معلوماتي طال أحد الميناءين الواقعين في مدينة بندر عباس بجنوب إيران، وذلك رداً على ما قالت الصحيفة إنه هجوم الكتروني إيراني على منشآت هيدروليكية مدنية إسرائيلية.
وفي شباط/فبراير من العام ذاته، أعلنت وزارة الاتصالات الإيرانية أنها تمكنت من صدّ هجوم معلوماتي استهدف شركات مزوّدة لخدمات الإنترنت، وأدى لاضطراب الاتصال بالشبكة لنحو ساعة.
وفي أواخر 2019، أعلنت طهران تعرض مواقع حكومية لهجوم “شديد التنظيم”.
وتعود إحدى أبرز الهجمات الالكترونية التي أصابت إيران الى أيلول/سبتمبر 2010، حين ضرب فيروس “ستاكسنت” منشآت مرتبطة ببرنامجها النووي، ما أدى إلى سلسلة أعطال في أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم.
واتّهمت إيران الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف وراء الهجوم. كما اتهم عدد من الخبراء في مجال الأمن المعلوماتي أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية بتدبيره.
توقيت الهجوم يتزامن مع ذكرى الاحتجاجات الدامية
الى ذلك، ألمحت وكالة “فارس” الإيرانية المحسوبة على التيار المحافظ، الى أن يكون توقيت هجوم اليوم، مرتبطا باقتراب ذكرى احتجاجات واسعة اندلعت في إيران منتصب تشرين الثاني/نوفمبر 2019، كانت شرارها قرار بزيادة أسعار الوقود في خضم أزمة اقتصادية حادة.
وخلال هذه الحوادث التي تعاملت معها قوات الأمن بالشدة، ووصفتها الحكومة بأنها “أعمال شغب” دبّرها “أعداء” أجانب، أُحرقت محطات وقود ومصارف وتعرّضت مراكز شرطة لهجمات ومحال تجارية للنهب. كما قطع الاتصال بشبكة الانترنت لنحو أسبوع.
وبعدما امتنعت على مدى أشهر عن توفير حصيلة للضحايا، أعلنت السلطات الإيرانية عن مقتل 230 شخصاً خلال أعمال العنف هذه. من جهتهم، اعتبر خبراء مستقلون يعملون لصالح الأمم المتحدة، أن الحصيلة قد تتجاوز 400 قتيل.