الكرملين يعتبر نية أوكرانيا استعادة القرم “تهديدًا مباشرًا” لروسيا

  •  واشنطن أعلنت أن لديها “أدلة” على استعدادات روسيا لغزو كييف
  • تحذر كييف وحلفاؤها من زيادة القوات الروسية على الحدود

 

وسط تصاعد التصريحات بين البلدين؛ أعلن الكرملين اليوم الخميس أن روسيا تعتبر النية التي أبدتها أوكرانيا باستعادة شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو عام 2014، “تهديدًا مباشرًا” لها، وسط توترات بلغت ذروتها بين البلدين.

وصرّح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين: “نرى ذلك كتهديد مباشر موجّه إلى روسيا”، في إشارة إلى رغبة كييف استعادة السيطرة على شبه الجزيرة.

لقاء “أمريكي-روسي” لبحث التهدئة

ويلتقي وزيرا الخارجية الأمريكي والروسي الخميس في السويد في وقت بلغت التوترات بشأن أوكرانيا ذروتها.

وفيما أعلنت واشنطن أن لديها “أدلة” على استعدادات روسيا لغزو كييف وهددتها بفرض عقوبات قاسية.

ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره الروسي سيرغي لافروف على هامش اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الذي يعقد في ضواحي ستوكهولم بمشاركة خمسين وزيرا.

وتعد منظمة الامن والتعاون في أوروبا من منتديات الحوار الدولية القليلة التي تضم الولايات المتحدة وروسيا. ومنذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014، كلفت هذه الهيئة مراقبة احترام اتفاقات السلام التي تهدف إلى حل الصراع مع الانفصاليين في شرق أوكرانيا.

وتحذّر كييف وحلفاؤها الغربيون منذ نوفمبر الماضي من زيادة تعزيزات القوات الروسية على حدود أوكرانيا واحتمال حدوث غزو.

من جانيها، تنفي موسكو التي تتهم بدعم الانفصاليين الذين يقاتلون كييف، التخطيط لهجوم وفي المقابل تحمل حلف شمال الأطلسي مسؤولية تأجيج التوترات.

وفي اجتماع للناتو الأربعاء في ريغا، قال بلينكن إنه “قلق للغاية” من “الأدلة” التي تشير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “وضع خططا لتحركات عدوانية ضد أوكرانيا”.

وقال: “لا نعرف ما إذا كان الرئيس بوتين قد اتخذ قرارا بالغزو. نحن نعلم أنه يبني قدرة للقيام بذلك بسرعة، إذا قرر ذلك”.

وشدد بلينكن على أن الدبلوماسية هي “الطريقة المسؤولة الوحيدة لحل هذه الأزمة المحتملة” وهدد برد “بسلسلة من العواقب الاقتصادية الطويلة الأمد” التي امتنعت واشنطن” عن استخدامها في الماضي.

 تجميد الناتو في الشرق

وردت موسكو الأربعاء على ما أسمته بـ “المزاعم” باتهامها أوكرانيا بحشد عشرات الآلاف من الجنود في شرق البلاد.

ودعا بوتين الأربعاء إلى “اتفاقات ملموسة” تمنع توسع حلف شمال الأطلسي نحو الشرق ونشر منظومات أسلحته قرب الحدود الروسية مقترحا إطلاق “مفاوضات جوهرية” حول هذا الموضوع.

وبعد انضمام جزء كبير من أوروبا الشرقية إلى حلف شمال الأطلسي عقب انهيار الاتحاد السوفياتي، فإن موسكو ترفض فكرة أن تحذو أوكرانيا حذوها يوما ما رغم أن محادثات عضوية كييف متوقفة حاليا.

من جانبه، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء أيضا، إلى إجراء محادثات مباشرة مع موسكو بشأن الصراع الجاري مع الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق بلاده، وهي حرب أودت حتى الآن بحياة 13 ألف شخص.

وقبل لقاء لافروف، من المقرر أن يجتمع بلينكن مع نظيره الأوكراني دميترو كوليبا الموجود أيضا في ستوكهولم.

وأشار السفير الأميركي لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مايكل كاربنتر إلى أن اجتماع المنظمة المخطط له منذ فترة طويلة “يأتي في وقت حاسم” مع زيادة التوترات على أبواب أوروبا.

فبالإضافة إلى أوكرانيا، شهدت الأسابيع الأخيرة أزمة مهاجرين على حدود بيلاروس والاتحاد الأوروبي وعودة الاشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان، وجميعها أعضاء في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وتوصل الاتحاد الأوروبي الأربعاء إلى اتفاق لفرض مزيد من العقوبات على بيلاروس ومن المتوقع أن تحذو الولايات المتحدة حذوها “قريبا جدا”، وفقا لوزارة الخارجية الأميركية.

وليس من المتوقع أن تؤدي الجلسة العامة لوزراء المنظمة إلى اعتماد اتفاقات رئيسية إذ تستلزم وجود إجماع.

وغالبا ما توقف موسكو مشاريع القرارات المتعلقة بأوكرانيا إذ ان القرارات تشير إلى أن شبه جزيرة القرم أوكرانية وأن روسيا طرف مباشر في الصراع في شرق البلاد، بينما ترى موسكو الصراع حربا أوكرانية داخلية.
واجتماع بلينكن-لافروف هو الأول على مستوى رفيع بين البلدين منذ القمة بين الرئيسين في جنيف في يونيو.