الأفغان يتحدون البرد للحصول على جواز سفر
-
المئات يصطفون للحصول على جوازات سفر في محاولة لمغادرة أفغانستان
- الأفغان يريدون الهرب من الغلاء وانعدام الأمن
- بحسب الأمم المتحدة، تواجه أفغانستان “واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم
تحدى مئات الأفغان البرد القارس في كابول منتظرين في طوابير طويلة أمام مكتب الجوازات في ساعة مبكرة من صباح الأحد، بعد يوم من إعلان حكومة طالبان أنها ستستأنف إصدار وثائق السفر.
بدأ كثر رحلة الانتظار الليلة الماضية ووقف معظمهم بصبر في صف واحد، بعضهم يأسا لمغادرة البلاد لتلقي علاج طبي، والبعض الآخر هربا من حكم طالبان.
وكان مقاتلو طالبان المسؤولون عن حفظ النظام والذين بدا عليهم التوتر، منشغلين بتفريق مجموعات صغيرة كانت تتشكل في مقدم الصف أو قرب نقطة تفتيش.
وقال العنصر الأمني في حركة طالبان أجمل توفان (22 عاما) “لا نريد حدوث أي هجوم انتحاري أو تفجير” معربا عن خوفه من خطر التجمعات.
وأوضح توفان بهدوء موجها بندقيته نحو الأرض “مسؤوليتنا هنا هي حماية الناس. لكن الناس لا يتعاونون”.
وكان توفان يتحدث إلى وكالة فرانس برس فيما دفع عنصر آخر رجلا سقط بعد ذلك على رأسه بسبب لفائف من الأسلاك الشائكة.
وقال محمد عثمان أكبري (60 عاما) إنه كان يحاول الوصول إلى باكستان بشكل عاجل لأن المستشفيات المتداعية في البلاد لم تكن قادرة على إكمال جراحة لقلبه.
في موقع قريب، كانت سيارات الإسعاف التي تقل مرضى غير قادرين على الوقوف في طوابير، متوقفة على جانب الطريق.
وقال مسلم فخري وهو سائق سيارة الإسعاف (21 عاما) “المريض يعاني مشكلة في القلب” في إشارة إلى رجل يبلغ 43 عاما مستلق على نقالة داخل سيارته.
وأوضح أن مقدم الطلب يجب أن يكون حاضرا لضمان إصدار جواز السفر.
“لا أحد يهتم”
توقفت حركة طالبان في البداية عن إصدار جوازات السفر بعد فترة وجيزة من عودتها إلى السلطة مع انهيار النظام السابق , وفي تشرين الأول/أكتوبر، استؤنفت الخدمة لفترة قصيرة لكن تدفق الطلبات تسبب بمشكلات تقنية ما دفع طالبان إلى وقفها مجددا بعد أيام قليلة.
وقال رئيس دائرة جوازات السفر علام غول حقاني السبت أن كل المشكلات التقنية حلّت وأصلحت الأجهزة البيومترية مضيفا أن جوازات السفر ستصدر في البداية لمن قدموا طلبات. وأوضح أنه سيتم قبول الطلبات الجديدة اعتبارا من 10 كانون الثاني/يناير.
وقالت مرسال رسولي (26 عاما) إنها سعيدة لسماع هذه الأخبار. وأضافت لوكالة فرانس برس وهي تعانق طفلتها البالغة عامين في محاولة لحمايتها من البرد القارس “الوضع هنا ليس سلميا”.
وأوضحت أنه “إذا ساء الوضع أكثر، سيكون بحوزتنا جواز سفر” وبالتالي يصبح الفرار ممكنا.
وأشارت إلى أن زوجها في إيران لأنه لم يتمكن من العثور على عمل هنا، معربة عن قلقها إزاء الارتفاع الكبير في الأسعار وعدم وجود وظائف وعدم تمكّن الإناث من مواصلة دراستهن.
اختبار حسن نية طالبان
ويعتبر استئناف إصدار جوازات السفر اختبارا لحسن نية طالبان التي تعهّدت للمجتمع الدولي أن تسمح لمواطنيها الذين يرغبون في مغادرة البلاد ويحملون تأشيرات صالحة، بالقيام بذلك.
وبحسب الأمم المتحدة، تواجه أفغانستان “واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم” ومن المتوقع أن تزداد سوءا مع بداية الشتاء البارد. وحذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من “مجاعة” وشيكة.
وتطالب الحركة بإعادة إرسال المساعدات التي تقدر بمليارات الدولارات لإنعاش الاقتصاد ومحاربة المجاعة التي تلوح في الأفق.
وكان الموسيقي المحلي أوميد نصير الذي كان يرتدي سترة جلدية، يائسا للمغادرة وقال “الفنانون هم الأكثر عرضة للخطر، لكن لا أحد يهتم”.