انقسام داخل الحزب الشيوعي الصيني يقوده شي ضد المطالبين بالإصلاح

نشر موقع Nikkei Asia تحليلاً تناول فيه تجاهل الصحيفة الرسمية التابعة للحزب الشيوعي الصيني الحاكم للرئيس شي جين بينغ، معتبراً أن هناك شيئاً غير عادي يحدث في الصين.

يلفت الموقع إلى تعليق نشر في صحيفة الشعب اليومية الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني، دون ذكر شي جين بينغ، الأمين العام للحزب ورئيس الأمة.

المقال المنشور بقلم تشو تشينغشان، رئيس معهد تاريخ وآداب الحزب باللجنة المركزية للحزب الشيوعي، تناول الجلسة السادسة للجنة المركزية التاسعة عشرة للحزب

واعتمدت الجلسة التي استمرت أربعة أيام وعقدت الشهر الماضي “قرارًا جديدًا بشأن التاريخ” لكن كان لافتاً غياب الثناء للرئيس الصيني.

وبدلاً من ذلك، أثنى المقال على الزعيم الراحل دينغ شياو بينغ، مشيرًا إليه بالاسم تسع مرات، وأن سياسة الإصلاح والانفتاح التي طبقها دينغ في السبعينيات كانت بمثابة “إيقاظ كبير للحزب”.

كما أن دينغ “حرر أفكار الناس من القيود طويلة الأمد للدوغمائية اليسارية”.

يوضح التعليق أيضًا تفاصيل الإنجازات التي حققها سلفا شي، جيانغ زيمين وهو جينتاو، وكلاهما ظل على مسار إصلاح دينغ، حيث يرى الكاتب أنهما جعلا الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

ويشير المقال إلى أنه منذ بدء عهد شي جين بينغ في عام 2012، عاشت الصين على بقايا الطعام من حقبة كل من دينغ وجيانغ وهو.

واللافت في المقال أن كاتبه صاحب وزن ثقيل يتمثل دوره الأساسي في تفسير تاريخ الحزب الشيوعي الصيني، وكان سيشارك أيضًا في تجميع “القرار المتعلق بالتاريخ” الذي تم تمريره مؤخرًا ، والذي يحاول تصوير شي على أنه تجاوز دينغ من حيث المكانة.

علاوة على ذلك، يشغل شو منصب عضو حالي في اللجنة المركزية، بما يعادل وزيرًا في مجلس الوزراء.

مقال مضاد في نفس الصفحة

أثار مقال تشو هجومًا مضادًا سريعًا، فبعد أربعة أيام من نشره، نشرت صحيفة الشعب ذاتها مقالًا بقلم جيانغ جين تشيوان، مدير مكتب أبحاث السياسات التابع للجنة المركزية للحزب في نفس الصفحة، يشيد بسياسات الرئيس شي ويتجاهل تمامًا دينغ شياو بينغ وجيانغ زيمين وهو جينتاو.

في المحصلة تشير المادتان المنشورتان في صحيفة الشعب إلى وجود معسكرين أيديولوجيين داخل الحزب الشيوعي الصيني، أولئك الذين يدعمون مسار دينغ وجيانغ وهو من جهة ، وأولئك الذين يقفون خلف ماو وشي من جهة أخرى.

ويدور الصراع حول الخطوط السياسية بين أتباع ماو وشي، الذين يفضلون تركيز السلطة السياسية، وأتباع دينغ-جيانغ-هو، اللذين يرفعون راية الإصلاح والانفتاح.

والقرار الثالث المتعلق بالتاريخ، الذي يعكس طموحات شي لتجاوز دينغ، أعاد إشعال هذا الصراع السياسي، الذي أصبح أيضًا معركة حول كيفية التعامل مع الاقتصاد الصيني المتباطئ بشكل واضح.

ومن المرجح أن يكون هناك خلاف كبير حول القرار، والذي يقول كثيرون إنه يحمل تناقضات ضخمة.

ويرى الموقع أن الصراع على الخطوط السياسية في الصين يرتبط ارتباطًا وثيقًا بصياغة السياسات الاقتصادية الفعلية.