كيف كان تشين تشوانغو يضطهد الإيغور في إقليم شينجيانغ
- خلال فترة حكم تشيوانغو تعرضت الصين لسنوات من التنديد الدولي بحملات القمع التي كان يمارسها
- أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على مسؤولين صينيين بينهم تشيوانغو
- وصف السيناتور الأمريكي ماركو روبيو التقارير الآتية من إقليم شينجيانغ الصيني بأنها “كما لو كانت فيلماً مروِعاً”
عندما يذكر تشين تشوانغو.. تذكر سمعته السيئة في إدارة إقليم شينجيانغ وجرائمه بحق أقلية الإيغور هناك، إذ قام بتجميع الملايين منهم في معسكرات للاعتقال إضافة إلى الانتهاكات الأخرى.
خلال فترة حكم تشيوانغو تعرضت الصين لسنوات من التنديد الدولي بحملات القمع التي كان يمارسها بحق أقلية الإيغور المسلمة، وأقليات أخرى في الصين.
وأعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على مسؤولين صينيين بينهم تشين تشوانغو، تتهمهم بالمسؤولية عن انتهاكات لحقوق الإنسان بحق المسلمين في إقليم شينجيانغ.
واستهدفت العقوبات الأمريكية الجديدة مصالح اقتصادية صينية في الولايات المتحدة يمتلكها زعيم الحزب الشيوعي الصيني في شينجيانغ تشين تشوانغوغو قوه وثلاثة مسؤولين آخرين.
قالت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي إن تشيوانغو قام بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان ضد الإيغور.
خلال فترة حكم تشيوانغو لإقليم شينجيانغ، واجهت الصين اتهامات بشن حملات اعتقال جماعية واضطهاد ممنهج ضد المسلمين من الإيغور، وأقليات عرقية أخرى.
قالت الإدارة الأمريكية إن تشيوانغو كان مهندس سياسات الصين ضد الأقليات وبالأخص الإيغور.
وبسبب سياسات تشيوانغو في شينجيانغ، فرضت واشنطن عقوبات على سياسيين وشركات صينية، كما أعلنت مقاطعتها دورة الألعاب الأولمبية الشتوية المقبلة دبلوماسياً.
وأكدت جماعات حقوقية وحكومات أجنبية مراراً وتكراراً أنها وجدت أدلة على عمليات احتجاز جماعي وعمل قسري وتلقين سياسي وتعذيب وتطهير من قبل تشيوانغو وفريقه الحاكم في شينجيانغ، فيما وصفت واشنطن ذلك بأنه إبادة جماعية.
تقول منظمة حقوق الإنسان إن الممارسات العنصرية التي استخدمها تشيوانغو تنطبق أيضاً على النواحي الاقتصادية، فالإيغور لا تعليم لهم، ولا توظيف بحجة أنهم غير مؤهلين، ولا يعرفون الصينية جيداً، وتعد جوازات السفر حلماً لمسلمي الإيغور.
وقد أصدرت هيئة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في شهر أغسطس/آب الماضي تقريراً يفيد بأن ما يقرب من مليون إنسان من مسلمي الإيغور أجبروا على البقاء فيما يشبه معسكرات اعتقال جماعية في منطقة شينجيانغ،
ووصل حجم الاعتقالات الصينية إلى مستوى مذهل، فعلى الأقل واحد من كل 10 من مسلمي الإيغور الذين يعيشون في منطقة شينجيانغ قد “اختفى في معسكرات الاعتقال”.
تضيف المنظمة أن الذهول يزداد من الأرقام التي تُشير إلى أولئك الذين لديهم عائلات أو أصدقاء، تعرضوا إلى الاعتقال دون أدنى جريمة إلا ممارسة شعائر دينهم الإسلام، في منطقة يتم ربط الدين فيها بشكل قاطع بأعمال التخريب والنزعات الانفصالية والإرهاب.
وأضافت وزارة الخزانة شركة الذكاء الاصطناعي الصينية “سانس تايم” إلى القائمة السوداء، لأنها توفر برامج للتعرف على الوجه، تركز بشكل خاص على تحديد المنتمين لأقلية الإيغور، وهذه الخاصية استقدمها تشيوانغو إلى شينجيانغ واستخدمها بكثرة خلال فترة حكمه هناك.
في تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال قالت فيه إن تشيوانغو كان صاحب فكرة عمليات “التعقيم” الجماعية التي تقوم بها السلطات الصينية بحقّ نساء الإيغور (أي جعل النساء عقيمات، غير قادرات على الحمل).
ووفقاً لتقارير إعلامية محلية، فإن تشين هو الشخص الوحيد الذي شغل منصب مفوض الحزب في كل من شينجيانغ والتبت، ويعلق الأستاذ بكلية الشؤون الدولية بجامعة جورجتاون جيمس ميلوورد بقوله إن إستراتيجيته المزدوجة من إجراءات أمنية مشددة من جهة وإعادة التأهيل من جهة أخرى صُمِّمت كي “تنزع عن الناس إثنيتهم وتحبسهم”.
وسط هذا الصراع الطويل وتنامي الإسلاموفوبيا في الصين على يد تشين، أخذ نجمه في الصعود وتتصاعد معه حملات القمع بحق أقلية مسلمي الإيغور، وكأنه يقول “إذا كنت مسلماً حاول ألا تكون صينياً، وإذا كنت مسلماً صينياً فحاول ألا تكون من الإيغور”.
وفي إطار السياسة التي وصل صداها حتى قلب العاصمة بكين، فرضت السلطات الصينية في مطلع أبريل/نيسان الماضي قيوداً جديدة يُحظر من خلالها على الإيغور في إقليم شينجيانغ النقاب وإطلاق اللحى وأحياناً الحجاب، ويُجبرون بشكل دوري على مشاهدة التليفزيون الرسمي وتسليم المصاحف وسجادات الصلاة، وغيرها من المتعلقات الدينية للسلطات المحلية، خوفاً من اكتشافها ومصادرتها خلال علميات الدهم والتفتيش، كما مُنع الصيام مراراً من المدارس العامة والمؤسسات الحكومية.
أرسل تشيوانغو مسؤولين من الحزب الشيوعي إلى قرى الإيغور، وأسس شبكة من نقاط التفتيش والكاميرات ذات تقنية التعرف على الوجوه، وأغلق المساجد في محاولة منه لـ”تصيين” الإسلام في الإقليم (إضفاء الطابع الصيني على الإسلام).
وصف السيناتور الأمريكي ماركو روبيو التقارير الآتية من إقليم شينجيانغ الصيني في فترة حكم تشيوانغو بأنها “كما لو كانت فيلماً مروِعاً”.