التلسكوب “هابل” يرصد بدقة كواكب النظام الشمسي

بدأ التلسكوب “هابل” مهامه في تقريب الفضاء إلينا في 24 أبريل/نيسان من عام 1990 ، ورصد تفاصيل الكون المذهلة، ولا يزال “هابل” يوضح لنا مقدار التطور في كواكب النظام الشمسي، إذ تم تمديد مهمته حتى عام 2026.

وعلى وجه التحديد، يركز هابل على الكواكب ذات الوزن الثقيل التي تكمن وراء حزام الكويكبات، والمتمثلة في كواكب المشتري وزحل وأورانوس ونبتون.

وخلال العام الحالي سجل “هابل” صوراً مدهشة لتلك الكواكب كجزء من الملاحظات يسجلها كل عام مشروع “إرث الغلاف الجوي للكواكب الخارجية” المعروف اختصارا (أوبال – OPAL)، والذي يتبع وكالة ناسا.

وتعد صور هابل للكواكب الخارجية من بين أكثر الصور عالية الدقة الممكنة، باستثناء تلك التي التقطتها المجسات التي تزور الكواكب على مسافة قريبة.

وفي صور هذا العام قد تبدو صور كوكبي أورانوس ونبتون ضبابية، بسبب أحجامها النسبية في السماء، كما أخبرتنا هذه الصور أن بقعة المشتري الحمراء تغير شكلها ولونها.

ومن خلال OPAL، علمنا أن بقعة المشتري الحمراء تغير شكلها ولونها، والتقط التلسكوب صورا للشفق القطبي المذهل والقوي على الكوكب. كما قام هابل أيضا بتصوير الشفق القطبي لزحل، وكشف عن نشاط الموجات الراديوية وعدم تناسق الشفق القطبي الذي يشير إلى مجال مغناطيسي غير متوازن.

وسمحت صور هابل للعلماء بتتبع عاصفة مظلمة على نبتون كانت تتصرف بشكل غريب للغاية أثناء تجوالها عبر السماء الباردة، وكشف عن سحب على أورانوس، المحاط بحلقاته وأقماره.

صور مذهلة لكوكب المشتري

والتقطت صور المشتري يوم 4 سبتمبر الماضي، حيث ظهر مضطرب بالعواصف، مع سحب تتطاير حول الكوكب بفعل الرياح القوية، ويلف الكوكب حزام غريب، مع شرائط برتقالية وحمراء غير عادية ملفوفة حول خط الاستواء، والتي عادة ما تكون بيضاء أو بنية شاحبة.

وتظهر عدة بقع حمراء فوق خط الاستواء، ويشير الباحثون إلى أن هذه عواصف جديدة، يمكن تعريفها بأنها “دوامات إعصارية” من المحتمل أن تكون مؤقتة، على عكس البقعة الحمراء شبه الدائمة التي تقع أسفلها مباشرة.

في 12 سبتمبر، التقط “هابل” صور الكوكب ذي الحلقات، حيث يخضع زحل لتغيرات موسمية مع الدوران حول الشمس، تمامًا مثل الأرض، لكن الفارق أن السنة في زحل هي 29 سنة أرضية، مما يجعل فصول كل منها حوالي 7.5 سنة.

مع تغير درجات الحرارة في نصفي الكرة الأرضية، تتغير أيضا السحب، كذلك يتغير لون خطوط زحل، وتبدو مختلفة بشكل كبير عن العام الماضي، عندما كان نصف الكرة الشمالي في نهاية الصيف.

أما كوكب أورانوس، الذي تم تصويره في 25 أكتوبر، يقضي فصل الربيع في نصف الكرة الشمالي، ونظرا لكونه بعيدا عن الشمس، فإن الفترة المدارية (السنة) أطول حتى من فترة زحل، حيث يستغرق الفصل الواحد على أورانوس 21 عاما أرضيا.

أخيرا، التقطت صور كوكب نبتون في 7 سبتمبر، ويُعتقد أن نصف الكرة الجنوبي يمر بفصل الربيع، وتستمر الفصول هناك لأكثر من 40 سنة أرضية، فقد مر على فصلي الخريف والربيع على نبتون أكثر من 20 عامًا، ومن المرجح أن يستمرا لنحو 20 عاما آخر.

تكشف الصور الجديدة أنّ عاصفة نبتون المظلمة الغريبة لا تزال معلقة، ويمكن للمشاهد رؤية العاصفة في الصورة أعلى يسار الكوكب، حيث سيرى دائرة مظلمة حول القطب الجنوبي. ولا تزال هذه العاصفة حاضرة منذ رصدها مسبار “فوياجر 2” أغسطس عام 1989.