مرتزقة فاغنر الروس ينتقلون إلى قاعدة فرنسية في مالي
أشارت مجلة “الإيكونوميست” الفرنسية في تقرير لها أنه ما إن غادرت القوات الفرنسية قاعدة عسكرية في تمبوكتو وسلمتها إلى نظيرتها المالية، في 14 ديسمبر الماضي، حتى انتقل إليها مرتزقة فاغنر الروس.
وكشفت المجلة عن مسؤول عسكري فرنسي، أن القوة التي انتشرت في القاعدة بلغ قوامها نحو 450 فردا، معظمهم من مرتزقة شركة فاغنر الروسية، التي أسسها يفغيني بريغوزين، أحد المقربين من الرئيس فلاديمير بوتين.
وتقول إن الحكومة المالية تدفع عشرة ملايين دولار شهريا لهذه المجموعة، معظمها مقابل الذهب.
وتقول حكومة مالي إنها لا تملك أسلحة تقاتل بها الإرهابيين، وإن الروس موجودون هناك باعتبارهم مدربين، أرسلتهم حكومتهم رسميا.
وتنقل المجلة أنه تم رصد مسلحين روس في أجزاء عدة من البلاد، مشيرة إلى تقارير تؤكد أن “جهاديين” قتلوا مؤخرا عنصرا من مرتزقة فاغنر، وجرحوا اثنين آخرين.
وترى “إيكونوميست” أن سياسة بوتين في نشر أعداد صغيرة من المرتزقة تستهدف دعم الحكومات المستبدة، أو تلك التي لا يرضى الغرب عنها، “لأنه (الرئيس الروسي) ليس لديه أي مصلحة في مساعدة أفريقيا على أن تصبح أكثر سلمية أو ديمقراطية”.
روسيا توسع نفوذها مستغلة الاضطرابات السياسية
وأطاح العقيد أسيمي غويتا، الذي يدير البلاد حاليا، برئيس مالي المنتخب في 18 أغسطس 2020، ثم قاد انقلابا جديدا في مايو الماضي، أطاح فيه بالرئيس الانتقالي، باه نداو، ورئيس وزرائه، مختار أواني، ونصّب نفسه رئيسا للمرحلة الانتقالية.
وكان مجلسه العسكري، الذي تدرب بعض أعضائه في روسيا، قد وعد بإجراء انتخابات في فبراير. لكنه قال بعد ذلك إنه سيؤجلها، ربما حتى ديسمبر 2025.
ويعتقد المسؤول الفرنسي أن هدف روسيا هو إخراج فرنسا وحلفائها من مالي، حتى تتمكن من توسيع رقعة نفوذها.
وتعمل موسكو، التي تعد بالفعل أكبر مورد للأسلحة إلى أفريقيا، على توسيع علاقاتها الأمنية في أفريقيا مستغلة الاضطرابات السياسية.