خطورة الطائرات المسيرة..سهولة الإنكار وصعوبة الإثبات
- القيسي: الطائرات المسيرة خطرة ولا يمكن السيطرة عليها خاصة إذا امتلكتها جماعات مصنفة إرهابية
- القيسي: إيران لا تبيع الطائرات المسيرة لوكلائها بالعكس هي تدعمهم ماليا وبالسلاح لتنفذ مخططاتها
مشكلة حقيقية أصبحنا نواجهها بشكل كبير وخطير.. الطائرات المسيرة سواء المفخخة أو القاصفة أو تلك الخاصة بالتجسس وخاصة التي تعمل خارج إطار الدولة.. صنعتها دول خمس بينها الولايات المتحدة وروسيا والصين و تركيا وإيران التي سلمت هذه الطائرات لميليشياتها في العراق واليمن وسوريا ولبنان..وأصبحت هذه الميليشيات تستخدمها بطرق انتقامية وفوضوية لصالح مخططات إيران.
هذه الطائرات المسيرة استهدفت مقرات دبلوماسية وقواعد عسكرية وشركات نفطية وحتى مقر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
حول خطورة الطائرات المسيرة موضوع حأورت مدير برنامج الأمن والدفاع في مركز صنع السياسات للدراسات الدولية والاستراتيجية اللواء ماجد القيسي في لقاء خاص لأخبار الان.
حوار خاص لأخبار الآن مع مدير برنامج الأمن والدفاع في مركز صنع السياسات للدراسات الدولية والاستراتيجية اللواء ماجد القيسي
- في البداية سيادة اللواء ما خطورة الطائرات المسيرة؟
اللواء: الطائرات المسيرة من أكثر الطائرات خطورة في الوقت الحالي بحيث حتى الولايات المتحدة الأمريكية لم تجد لها معالجة حقيقية خاصة من ناحية اسقاط هذا النوع من الطائرات، والسبب في ذلك هو حجم هذه الطائرات الصغير وأيضا قدرتها على المباغتة، بالإضافة إلى المهام الخطرة التي تستطيع ان تنجزها مثل الاستطلاع والتصوير وبعضها انتحارية،
وقد أصبحت المسيرات الثورة الثالثة في حروب القرن الحالي وهي من اهم الأسلحة المستخدمة في الحروب الحديثة ونمط هذه الحروب نطلق عليه حروب الظل ومثلما تختلف هذه الطائرات في إحجامها تختلف في استخدامها في التصوير وحمل القذائف والمراقبة وشن هجمات.
- سؤال إلى مدير برنامج الأمن والدفاع في مركز صنع السياسات للدراسات الدولية والاستراتيجية ما هو التهديد الذي تشكله الطائرات المسيرة الإيرانية على الشرق الأوسط؟
اللواء ماجد: تعد إيران ضمن خمس دول تصنع الطائرات المسيرة بعد الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا والصين هذه الطائرات تتناسب مع الفلسفة القتالية الإيرانية وهذه الفلسفة تعتمد على الحروب غير المنظمة وبالتالي تعتبر جزء من حروب الظل الإيرانية. و إلى جانب هذه الطائرات امتلكت إيران ترسانة صاروخية وقدرات عسكرية متنوعة أصبحت تشكل خطرا على المنطقة، حتى المسؤولين الاميركيين اعربوا عن قلقهم من تطوير إيران لهذه المسيرات حيث أصبحت المسيرات قادرة على شن هجمات اكثر حدة، وأشار مسؤولون أمريكيون إلى عدم فاعلية أنظمة المراقبة في رصدها.
خطورة المسيرات عالية إذا تذكرنا في عام 2021 استهدفت إيران بطائرة مسيرة إحدى السفن في بحر العرب وتبعد عن خليج عمان 350 كيلومتر، التعرض أيضا لمنشآت أرامكو عام 2018 كان بطائرات مسيرة أيضا وقبل أيام استخدمتها ميليشيات الحوثي حيث استهدفت صهاريج نفط في منطقة المصفح الصناعية قرب منشآت تخزين تابعة لشركة أدنوك النفطية
عام 2021 استخدمت “الدرون”ضد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي
عام 2021 استخدمت ضد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وكانت طائرات قصيرة المدى حمولتها اقل من كيلو غرام وانطلقت من مسافة لا تتعدى كيلومتر واحد وخمسمئة متر. وإذا عدنا إلى يوليو الماضي استهدفت الميليشيات السفارة الأمريكية ببغداد بطائرات مسيرة ايضا اسقطتها آنذاك منظومة الدفاع الجوي وأسقطوا المتفجرات التي كانت تحملها الطائرة وكانت نفس المتفجرات التي استخدمت لاستهداف منزل الكاظمي.
- مداخلة بما أنه تحدثنا عن استهداف منزل رئيس الوزراء الكاظمي ما المقصود من وراء استهداف منزل الكاظمي؟
الهدف من خلال رصدنا لطريقة الضربة وحجم الخسائر هو اغتيال الكاظمي لخلق فوضى لصالح الميليشيات. هذ هو الهدف الأساسي.
- سؤال: هل إيران باعت هذه الطائرات المسيرة في العراق من خلال ميليشياتها؟
اللواء: إيران لا تبيع الطائرات المسيرة لوكلائها بالعكس هي تدعمهم ماليا وبالسلاح لتنفذ مخططاتها ومشاريعها الإجرامية ليس فقط في العراق لكن العراق بالنسبة لإيران منطقة دفاع متقدمة ودولة ارتكاز ودولة وصل ما بينها وبين سوريا وبالتالي اصبح العراق نقطة للدعم اللوجستي للفصائل الموجودة في سوريا ولبنان ولهذا دائما نسمع بالمرر الاستراتيجي الذي يربط طهران ببغداد وهو القائم ىألبوكمال ودمشق ثم بيروت بالضاحية.. هذا الممر الاستراتيجي مهم لدرجة كبيرة بالنسبة لإيران ولهذا السبب هناك استراتيجية تدافع بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران. فمثلا الولايات المتحدة موجودة حاليا في “التنف” داخل الحدود السورية وموجودة في عين الأسد ووجودها هو لقطع هذا الطريق الاستراتيجي هذا الطريق هو جزء من مشروع المرشد الأعلى علي خامنئي الذي أصدره عام ٢٠٠٥ وهو على ان تكون إيران دولة فوق الإقليمية وبالتالي تحتاج إلى العراق وسوريا ولبنان وصولا إلى البحر الأبيض المتوسط.
- سؤال هل الميليشيات تستطيع أن تصنع المسيرات؟
الميلشيات لا يمكن لها ان تصنع المسيرات لكنها تجمع أجزاء منها لان هناك أنظمة وتكنولوجيا لا يمكن لهذه الميليشيات ان تصنعها مثل أنظمة الملاحة “الجيروسكوب” والـ “جي بي أس” وغيرها لان هذه تدخل فيها إطار صناعة الدول، لذلك فان إذا إيران هي من تزودهم بهذه التقنية.
- لماذا لا يجد المجتمع الدولي وسيلة للحد من انتشار هذه الطائرات الخطرة؟
الولايات المتحدة الأمريكية تبحث عن طرق لمعالجة هذه الطائرات بحيث أدخلت منظومة “الكاييوت” ومنظومة السيروم ومنظومة الديترويت لكن هذه الطائرات في بعض الأحيان تخترق كل هذه المنظومات وتذهب إلى أهدافها ، مثلا استهداف مطار بعداد الدولي مؤخرا وزعم ان الطائرة بدائية لكن هدف الميليشيات تأتي ضمن عمليات الازعاج لأنها تعرف هناك خطوط حمراء بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية وانه فيما لو وقعت خسائر سترد ردا قاسيا مثلما حدث عند استهدف الولايات المتحدة لموقع الميليشيات في جرف الصخر وبعض المناطق الاخرى ردا على مقتل ثلاثة من القوات الأمريكية في التاجي ومتعاقد من الكي وان.
القيسي: الطائرات بدون طيار تنفذ عمليات سرية واستخباراتية لا ترى بالعين المجردة وهذه عمليات خطرة سهلة الإنكار وصعوبة الاثبات
وهنا أكرر أن الطائرات المسيرة خطرة ولا يمكن السيطرة عليها خاصة إذا امتلكتها الميليشيات أو جماعات مصنفة أصلا إرهابية ليست تنظيمات مؤسساتية وبالتالي فلا رادع لها حتى وإن كان هناك قرارات وقوانين، يجب التركيز على خطورة المسيرات اليوم تعد أصعب الحروب هي حروب الجيش ضد ألا جيش لأن هذه الحروب غير مكلفة بالنسبة للتنظيمات أو الميليشيات وتأثيرها كبير، بالإضافة إلى سهولة الإنكار وصعوبة الإثبات، إذا لاحظنا هناك عمليات عدة نفذتها إيران أو ميليشياتها وأنكرتها ولا نستطيع إثباتها لكننا نعلم أن إيران المزود. بالإضافة إلى ما ذكرته هذه الطائرات تنفذ عمليات سرية واستخباراتية لا ترى بالعين المجردة وهذه عمليات خطرة سهلة الإنكار وصعوبة الاثبات.
- سؤال: هل الولايات المتحدة سحبت قواتها من العراق بسبب هذه التهديدات بحسب ما تدعي هذه الميليشيات؟
القوات الأمريكية لم تنسحب من العراق، بل تحولت من مهامها من قتالية إلى تدريب واستشارة حيث تغير وضع القوات الأمريكية عن العام 2010 لأنها في عام 2014 كانت هناك خطة الاتفاق الاستراتيجي وهي اتفاقية امنية والمادة الرابعة منها تشير إلى انه إذا طلبت الحكومة العراقية المساعدة من الولايات المتحدة لرد أي تهديدات فستقدمها لذلك الحكومة طلبت من القوات الأمريكية مساعدة العراق لمحاربة تنظيم داعش.
إذا، خبراء ومختصون عسكريون كشفوا اللثام عن المستور وعبروا عن خشيتهم من انتشار هذا النوع من الأسلحة بعيدا عن سيطرة الدول وبحسب تقرير صادر عن مركز الأمن الأميركي الجديد فان هناك جماعات عدة حصلت على أصناف هذه الطائرات الرخيصة والتي أصحبت متاحة بأحجام مختلفة ولأغراض متعددة ويشير التقرير إن انتشار تقنية هذه الطائرات ووصولها إلى المسلحين يمثل التطور المقبل للحرب عن طريق التحكم عن بعد، حيث يمكن للجماعات الإرهابية بناء قوات جوية فعلية..ورغم أن الطائرات المسيرة التي يطورها المسلحون تكون ذات تقنية منخفضة، فإنها من المحتمل أن تكون مميتة.