تاريخ الأزمة الأوكرانية الروسية.. كيف بدأت؟
تزداد المخاوف يومًا بعد يوم من غزو روسي محتمل لأوكرانيا على الرغم من المساعي الدولية لتفادي التصعيد العسكري.
وحشدت كل من روسيا وأوكرانيا قواتها العسكرية على الحدود.. بينما عزز حلف شمال الأطلسي دفاعاته في أوروبا الشرقية ووضع قواته في حالة تأهب. فكيف اندلعت هذه الأزمة؟
وفي عودة على بداية هذا التوتر.. نذكر أن الخلاف اندلع بين كييف وموسكو منذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014، وتبع ذلك اندلاع حرب في شرق أوكرانيا مع الانفصاليين الموالين لروسيا الذين يعتبر الكرملين الراعي العسكري لهم بالرغم من نفي موسكو.
بدأت أزمة شبه جزيرة القرم مع الإطاحة بالرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش في فبراير 2014. وبعد ذلك شهدت المنطقة مظاهرات واحتجاجات أدت إلى ضم شبه الجزيرة إلى روسيا بشكل مخالف للقانون الدولي.
وتاريخيًا.. يُشكِّل الروس غالبية سكان شبه جزيرة القرم. كما يتمتع الجيش الروسي بقاعدة بحرية كبيرة فيها وهو الأمر الذي دعم الانفصاليين.
وكانت القرم جزءًا من روسيا منذ القرن الثامن عشر، وتمتعت بحكم ذاتي تحت اسم جمهورية القرم السوفيتية الاشتراكية ذاتية الحكم منضوية تحت جمهورية روسيا السوفيتية الاتحادية الاشتراكية في الفترة من عام 1921 وحتى عام 1944، إذ قام الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين بتهجير الأكثرية التترية القرمية وألغى الحكم الذاتي.
واتهم ستالين تتار القرم بالتواطؤ مع المحتل النازي، ولذا قام بتسفيرهم الى آسيا الوسطى وسيبيريا في عام 1944 في عملية كلّفت أرواح الكثيرين منهم.
ولم يُسمح لهؤلاء التتار بالعودة الى موطنهم الأصلي في القرم الا بعد انهيار وزوال الاتحاد السوفيتي. وعندما عادوا – وكان عددهم يناهز الربع مليون – في أوائل تسعينيات القرن الماضي.. وجدوا أنفسهم في دولة مستقلة جديدة هي أوكرانيا حيث واجهوا نسبة بطالة عالية جدًا وظروف سكن رديئة للغاية.
ونتيجة لذلك، نشبت توترات واحتجاجات متواصلة تتعلق بحقوق الملكية إذ أن تمليك الأراضي في القرم للتتار كان أمرًا خلافيًا في أوكرانيا.
وأصبح إقليم القرم ذاتي الحكم جزءًا من أوكرانيا المستقلة منذ عام 1991. واعترفت روسيا بحالة القرم القانونية كجزء من أوكرانيا، وتعهدت بالحفاظ على وحدة أوكرانيا في مذكرة بودابست للضمانات الأمنية التي وُقعت في عام 1994.
ومع وجود توترات انفصالية خلال عقد التسعينات، ظلت القرم جمهورية ذاتية الحكم ضمن أوكرانيا.
وفي نهاية عام 2013.. بدأت احتجاجات الميدان الأوروبي في كييف للمطالبة بدخول أوكرانيا إلى الاتحاد الاوربي بعد تعليق حكومة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش التوقيع على اتفاقية الشراكة مع الاتحاد. وازدادت وتيرة هذه الاحتجاجات مع بداية عام 2014 وأدت إلى مقتل العديد من المحتجين والقوى الحكومية.
وتأججت الاشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين ابتداءً من يوم 20 فبراير.. وفي ظل تلك الظروف صوّت مجلس النواب الأوكراني على عزل الرئيس يانوكوفيتش في 22 فبراير 2014.
وأرسلت روسيا خلال شهر فبراير آلافًا من الجنود الإضافيين ليستقروا في القواعد العسكرية التي يسمح لروسيا بموجب المعاهدة بين موسكو وكييف بامتلاكها في القرم.
وفي 27 فبراير، احتل مسلحون يرتدون ملابس عسكرية روسية منشآت ذات أهمية في القرم، مثل مبنى البرلمان ومطارين، واتهمت كييف موسكو بالتدخل في شؤونها الداخلية، بينما أنكر الطرف الروسي هذه الادعاءات.
وفي الأول من شهر مارس عام 2014، وافق مجلس الاتحاد في روسيا في جلسة طارئة على طلب الرئيس فلاديمير بوتين استخدام القوات الروسية في أوكرانيا.
وبعد احتلال برلمان القرم من قبل القوات التي يُعتقد أنها قوات خاصة روسية، أعلنت قيادة القرم أنها ستجري استفتاء على الانفصال عن أوكرانيا.
وفي 16 مارس 2014، أُجري استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا الاتحادية، وجاءت نتيجة الاستفتاء لصالح الانضمام لروسيا بنسبة 95%.