بعد الاعتراف الروسي باستقلال دونيتسك ولوهانسك… هل بدأت حرب أوكرانيا؟
- بايدن يتحدث عن “بداية غزو” لأوكرانيا ويعلن فرض عقوبات على روسيا
- الناتو يتوقع هجوماً روسياً واسع النطاق على أوكرانيا
- عقوبات غربية وأمريكية وأسترالية على روسيا
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنّ اعتراف موسكو بالمنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا وإرسالها قوات إليهما هو “بداية الغزو الروسي لأوكرانيا”، كاشفاً عن أولى العقوبات على موسكو على غرار ما فعل شركائه الغربيون.
وبلغت الخشية من تصعيد عسكري في أوكرانيا التي يحتشد عند حدوها 150 ألف جندي روسي بحسب واشنطن، ذروتها مع اعتراف بوتين باستقلال منطقتي لوهانساك ودونيتسك الانفصاليتين في شرق أوكرانيا.
وأشارت إدارة بايدن إلى عدم جدية روسيا في العمل لتجنب نشوب نزاع عبر الإعلان عن إلغاء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اللقاء الذي كان مقرّراً بينه وبين نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف هذا الأسبوع.
من جهته، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إنّ “كلّ الدلائل تشير إلى أن روسيا تواصل التخطيط لهجوم واسع النطاق على أوكرانيا”.
وعمدت الدول الغربية على الفور على إقرار دفعة أولى من العقوبات ردا على الاعتراف بالمنطقتين الانفصاليتين حيث تتواجه كييف مع الانفصاليين منذ ثماني سنوات في نزاع أسفر عن سقوط أكثر من 14 ألف قتيل.
وكان أبرز تدبير اتخذ في هذا الإطار، إعلان ألمانيا تعليق خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 لنقل الغاز الروسي إلى اوروبا.
وفي البيت الأبيض أعلن بايدن “دفعة أولى” من العقوبات تهدف إلى منع موسكو من الحصول على أموال غربية لتسديد دينها السيادي.
وحذّر مسؤول أمريكي كبير من أنّ العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على مصرفين روسيين سيتّسع نطاقها لتشمل القطاع المصرفي الروسي بأكمله إذا مضت موسكو أكثر في غزوها لأوكرانيا.
اما الاتحاد الأوروبي فقد أقرّ حزمة من العقوبات “ستكون موجعة جداً لروسيا”، على ما قال وزير خارجية التكتل جوزف بوريل.
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من جهته عقوبات تطال ثلاثة أثرياء مقربين من الكرملين وخمسة مصارف روسية، معربا عن معارضته لإقامة مباريات دولية في روسيا مثل المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا المقررة نهاية أيار/مايو في سانت بطرسبرغ.
كندا تعلن فرض عقوبات اقتصادية على روسيا
كما أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو فرض عقوبات اقتصادية على روسيا، قائلا “سوف نحظر على الكنديين الانخراط في شراء سندات الدين الحكومية الروسية. وسنفرض عقوبات إضافية على المصارف الروسية المدعومة من الدولة ونمنع أي تعاملات مالية معها”.
وأعلنت أستراليا أيضا فرض عقوبات على ثمانية مستشارين أمنيين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد غزو روسيا “غير المبرر وغير المقبول” لأوكرانيا.
إلا ان هذه التدابير تبقى متواضعة مقارنة بتلك التي توعّدت بها الغرب روسيا إذا غزت قواتها أوكرانيا.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي الذي طالبت بلاده الثلاثاء ب”أسلحة” وضمانات حول انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، إنه بات يدرس إمكان قطع العلاقات الدبلوماسية مع موسكو.
ووجّه الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش الثلاثاء انتقاداً شديد اللهجة إلى موسكو بقوله إنّ “مبادئ ميثاق الأمم المتحدة ليست قائمة طعام انتقائية” يمكن للكرملين أن يختار منها ما يشاء.
وشدّد على أنّ الخطوة التي أقدم عليها بوتين سدّدت “ضربة قاضية لاتفاقات مينسك التي وافق عليها مجلس الأمن الدولي”.
ميدانياً , أظهرت صور جوية جديدة تحرك قوات روسية من قواعدها باتجاه الغابات على الحدود الأوكرانية في تطور يشي بأن الحرب باتت وشيكة.
وذكر موقع “ديلي بيست” الأمريكي أن صور الأقمار الصناعية الجديدة أظهرت اقتراب معدات عسكرية روسية من الحدود الشمالية لأوكرانيا خلال الـ24 ساعة الماضية، حيث أمرت موسكو بنشر قوات في الجمهوريات الأوكرانية المعلنة من جانب واحد على طول الحدود الشرقية للبلاد.
وتُظهر صور الرادار التي التقطتها شركة “كابيلا سبيس” وحللها باحثون في معهد “ميدلبري” للدراسات الدولية، معسكرًا جديدًا للمركبات العسكرية الروسية والخيام في غابة تبعد 35 ميلًا من مدينة خاركيف الأوكرانية.
وقال جيفري لويس، مدير برنامج شرق آسيا في جامعة ميدلبري لصحيفة “ديلي بيست”: “يقع المعسكر على بعد 20 كيلومترًا من الحدود، ما يعني أن هذه القوات في وضع يمكنها من الانتقال إلى أوكرانيا”.
ويقع المعسكر الذي شوهد في صور الأقمار الصناعية جنوب بيلغورود، في روسيا، حيث وثقت صور الأقمار الصناعية التي نشرتها شركة “ماكسار تكنولوجيز”، ومقاطع فيديو تم تحميلها من قبل السكان المحليين تدفقًا ثابتًا للمعدات العسكرية الروسية التي تراكمت خلال الأيام القليلة الماضية.