على الجبهتين السياسية والعسكرية.. أوكرانيا تواصل المقاومة ضد روسيا
- في أنطاليا بجنوب تركيا، تمسك الوزيران الروسي سيرغي لافروف والأوكراني دميترو كوليبا بمواقفهما خلال الاجتماع
- قال كوليبا إن لافروف أكد له أن روسيا “ستواصل عدوانها إلى أن نقبل شروطهم بالاستسلام”
- في الأثناء، يواصل الجيش الروسي الحصار الذي يفرضه على مدن كبرى وحملة القصف المكثف
- قتل ما لا يقل عن 71 طفلا في أوكرانيا وجرح أكثر من مئة منذ بدء الغزو الروسي
فشل وزيرا الخارجية الروسي والأوكراني الخميس في التوصل الى اتفاق في تركيا حول هدنة في أوكرانيا خلال أول لقاء بينهما منذ بدء هجوم الجيش الروسي الذي يواصل زحفه مع وصول دباباته إلى مداخل العاصمة كييف.
في أنطاليا بجنوب تركيا، تمسك الوزيران الروسي سيرغي لافروف والأوكراني دميترو كوليبا بمواقفهما خلال الاجتماع، الأول على هذا المستوى منذ 24 شباط/فبراير، برعاية نظيرهما التركي مولود تشاوش أوغلو.
وقال كوليبا للصحافيين “تحدثنا عن وقف لإطلاق النار ولكن لم يتم إحراز أي تقدم في هذا الاتجاه” مضيفا أنه “يأمل” في أن يتمكن من مواصلة النقاش مع نظيره الروسي.
“أوكرانيا لن تستسلم أبدا”
قال كوليبا إن لافروف أكد له أن روسيا “ستواصل عدوانها إلى أن نقبل شروطهم بالاستسلام”، لكنّه أكد للصحافيين أن “أوكرانيا لم ولن تستسلم”.
من جانبه، ذكر لافروف إن روسيا تريد مواصلة الحوار مع أوكرانيا لكنه اعتبر أن “الصيغة الروسية الأوكرانية في بيلاروسيا” التي تجري على مستوى تمثيل أدنى “لا بديل لها”.
وجرت منذ بداية الغزو ثلاث جولات من المحادثات بين المفاوضين الروس والأوكرانيين في بيلاروسيا، حليفة روسيا، أسفرت عن وقف لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين من البلدات المحاصرة.
لكن روسيا اتُهمت مرارًا بانتهاك هذه الاتفاقيات، وقال لافروف “لا نعتزم مهاجمة بلدان أخرى، نحن لم نهاجم أوكرانيا”.
وأقر وزير الخارجية التركي الذي شارك في المحادثات بأن أحدا لم يتوقّع أن يحدث هذا اللقاء “معجزة”، لكنّه أعرب عن أمله في تنظيم قمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
على خط مواز، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس خلال محادثات هاتفية مع بوتين على ضرورة “مرور أي حل لهذه الأزمة بمفاوضات بين أوكرانيا وروسيا”، وطالبا بـ”وقف فوري لإطلاق النار”، وفق مصدر حكومي ألماني.
في الأثناء، يواصل الجيش الروسي الحصار الذي يفرضه على مدن كبرى وحملة القصف المكثف على غرار تلك التي استهدفت مستشفى للأطفال الأربعاء في ماريوبول، الميناء الاستراتيجي على بحر آزوف المحاصر من قبل القوات الروسية.
وأعلنت رئاسة بلدية ماريوبول الخميس مقتل ثلاثة أشخاص بينهم فتاة صغيرة في حصيلة جديدة وإصابة 17 شخصا بجروح أمس فيها. وعلى صعيد منفصل قتل شخص رابع في غارة صباح الخميس.
“جريمة حرب شنيعة”
ووصف الاتحاد الأوروبي قصف المستشفى في ماريوبول الذي استدعى موجة إدانات دولية، بأنه “جريمة حرب شنيعة”، فيما دان البيت الأبيض الاستخدام “الوحشي” للقوة ضد المدنيين. كما ندد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالهجوم “غير الأخلاقي”.
وقال عضو في الإدارة العسكرية لمنطقة دونيتسك لوكالة فرانس برس إن القصف وقع بينما كانت نساء يلدن في المستشفى الذي أعيد تجهيزه للتو.
وقتل ما لا يقل عن 71 طفلا في أوكرانيا وجرح أكثر من مئة منذ بدء الغزو الروسي في 24 شباط/فبراير، على ما أعلنت ليودميلا دينيسوفا المكلفة حقوق الإنسان لدى البرلمان الأوكراني الخميس.
وبحسب رئاسة الأركان الأوكرانية، تواصل القوات الروسية “عمليتها العدوانية” لمحاصرة كييف بينما تهاجم على جبهات أخرى مدن إيزيوم وبتروفسكي وهروتشوفاكا وسومي وأختيركا وفي منطقتي دونيتسك وزابوريجيا.
ووصلت دبابات روسية الخميس إلى أطراف المناطق الواقعة شمال شرق العاصمة.
وأفاد مراسل وكالة فرانس برس بأن أعمدة من الدخان تصاعدت في بلدة سكايبين الواقعة على بعد أقل من كيلومتر من آخر حاجز للقوات الأوكرانية قبل المدخل الشمالي الشرقي للعاصمة.
ومساء، سقط وابل من الصواريخ الروسية من نوع غراد في بلدة فيليكا ديميركا المهجورة على بعد خمسة كيلومترات من أطراف العاصمة.
وأعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو الخميس أن نصف سكان العاصمة الأوكرانية فروا منذ بدء الغزو الروسي للبلد في 24 شباط/فبراير.
وفتحت مجدداً ممرات إنسانية الخميس للسماح بإجلاء المدنيين من المناطق التي تضررت كثيرا جراء القتال.
وكانت قافلة حافلات تتجه صباحا الى شمال غرب كييف حيث تنظم السلطات إجلاء أشخاص عالقين في إيربين وبوتشا.
والأربعاء أجلي أكثر من 60 ألف أوكراني من بلدات محاصرة، وفق ما أعلن الخميس الرئيس الأوكراني في فيديو.
“مساعدة عسكرية”
أقر مجلس النواب الأميركي مساء الأربعاء ميزانية فدرالية جديدة تتضمن تخصيص نحو 14 مليار دولار للأزمة الأوكرانية، ويفترض أن يصوت مجلس الشيوخ الآن على النص الذي يتألف من شق اقتصادي وآخر إنساني وينص كذلك على مد كييف بشحنات أسلحة وذخائر.
كما وافق صندوق النقد الدولي الأربعاء على تقديم مساعدة طارئة تبلغ قيمتها 1,4 مليار دولار لأوكرانيا، لكن في الوقت نفسه، رفضت واشنطن الأربعاء بشكل قاطع عرض بولندا تسليم الجيش الأميركي طائراتها من طراز ميغ-29، ليسلمها بدوره إلى أوكرانيا، معتبرة أنه اقتراح “ينطوي على مجازفة” وقد يؤدي إلى تصعيد روسي.
ومنذ البداية، يحاول الأمريكيون وحلفاؤهم مساعدة أوكرانيا مع تجنب التدخل المباشر للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي.
في وارسو، أعلنت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس أن الحلف الأطلسي أصبح “أقوى” وروسيا “أضعف” بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وعلى صعيد الاتحاد الأوروبي، يناقش رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء الـ27 الخميس والجمعة في فرساي قرب باريس، التحديات الاقتصادية والأمنية التي تفرضها الحرب في أوكرانيا على اوروبا.
وبعد أسبوعين من بدء النزاع، بدأت انعكاسات العقوبات تظهر بشكل متزايد في روسيا التي تعلن شركات عديدة الواحدة تلو الأخرى انسحابها منها أو مقاطعتها.
اقتصاديا، لا تزال تتّسع قائمة المؤسسات الأجنبية التي قرّرت وقف تعاملها مع روسيا بشكل كامل أو جزئي، وآخرها إلى الآن سوني ونينتندو اللتين قررتا وقف تصدير منتجاتهما إلى روسيا، فيما قرّرت موسكو حظر تصدير بعض السلع والتجهيزات.