لندن وطهران قامنا بتسوية دين يبلغ 400 مليون إسترليني
- طهران اتهمت نازنين بقلب نظام الحكم وآشوري بالتجسس
- نازنين وأنوشه وصلوا عمان قبل توجههما إلى لندن
- طهران كانت احتحزتهما قبل ستة أعوام
وصل الإيرانيان البريطانيان المفرج عنهما في طهران نازنين زاغاري-راتكليف وأنوشه آشوري إلى المملكة المتحدة جوا بعدما أمضيا سنوات طويلة رهن الاعتقال في إيران
وجاء الإفراج عنهما في إطار تسوية أعلنت الحكومة البريطانية أنها سدّدت بموجبها دينا قديما على صلة بصفقة أسلحة ملغاة.
وحطت الطائرة التي تقل زاغاري-راتكليف وعاشوري عند الساعة 01,08 صباحا (01,08 ت غ) في مطار برايز نورتون التابع للقوات الملكية الجوية في جنوب غرب بريطانيا، بعد إطلاق السلطات الإيرانية سراحهما الأربعاء.
وأظهرت لقطات فيديو زاغاري-راتكليف وعاشوري وهما يتبادلان الحديث مع ملاحي الطائرة في قمرة القيادة، قبل نزولهما والسير على المدرج باتجاه مبنى المطار الرئيسي حيث كانت عائلتيهما تنتظران.
وغردت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس “أنا سعيدة لأن نازانين وأنوشه وصلا بسلام إلى المملكة المتحدة وتم لم شملهما مع عائلتيهما وأقاربهما”، متابعة “أهلا وسهلا بكما في الوطن”.
وكانت تراس قد صرحت أن زاغاري-راتكليف وآشوري “سيعودان إلى بريطانيا اليوم”، في حين أن سجينا ثالثا هو مراد طاهباز “أفرج عنه من السجن موقتا”.
وعصر الأربعاء وصلت زاغاري-راتكليف وآشوري إلى عُمان، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية في السلطنة، قبل ان يتوجّها منها إلى لندن.
وسلّمت طهران الإيرانية-البريطانية زاغاري-راتكليف المحتجزة لديها منذ نحو ستة أعوام، إلى السلطات البريطانية في طهران.
وأورد التلفزيون الرسمي عبر موقعه الالكتروني “إيريب نيوز”، إنه “تم تسليم زاغاري-راتكليف إلى الحكومة البريطانية بعدما أمضت عقوبة سجن لستة أعوام”.
وأكد القضاء الإيراني في وقت لاحق الإفراج عن أنوشه آشوري أيضا. وكانت وسائل إعلام بريطانية ذكرت أن آشوري في طريقه أيضا إلى بريطانيا.
وأتى الافراج عنهما بعدما أشارت وزيرة الخارجية البريطانية إلى أن لندن وطهران توصلتا إلى تسوية لدين قديم يبلغ 400 مليون جنيه إسترليني (467 مليون يورو) رفضت لندن تسديده منذ الإطاحة
بشاه إيران العام 1979. لكن لندن أعلنت الأربعاء أنها سددت الدين.
لكن السلطات البريطانية تعمدت تجنب القول إن اعتقال المفرج عنهما وآخرين محتجزين في إيران، على علاقة بهذا الدين.
في العام 2016 اعتقلت زاغاري-راتكليف في طهران أثناء زيارة لاسرتها، وهي مديرة مشروع في مؤسسة تومسون رويترز، فرع الأعمال الخيرية لوكالة الأنباء التي تحمل الاسم نفسه.
وكانت قد اتُهمت بالتآمر لقلب نظام الحكم في إيران وهو ما تنفيه بشدة، وحُكم عليها بالسجن خمس سنوات.
والعام الماضي، حُكم عليها مرة أخرى في أواخر أبريل بالسجن لمدة عام لمشاركتها في تجمع خارج السفارة الإيرانية في لندن في العام 2009.
خسرت زاغاري-راتكليف استئنافها، ما أثار مخاوف اسرتها من ايداعها السجن مجددا بعد الافراج عنها بسوار إلكتروني في آذار/مارس 2020 ووضعت في الإقامة الجبرية
منذ ذلك الحين بسبب وباء كوفيد-19.
اوقف آشوري وهو مهندس متقاعد في 2017 وحكم عليه بالسجن عشر سنوات بعد إدانته بتهمة التجسس لحساب إسرائيل.
وقد نفى الاثنان نفيا قاطعا التهم الموجهة إليها فيما باشر آشوري إضرابا عن الطعام في سجن إيوين في طهران.
أما مراد طاهباز فهو إيراني-أميركي يحمل الجنسية البريطانية أيضا وقد أوقف مع مدافعين آخرين عن البيئة في كانون الثاني/يناير 2018 وحكم عليه بالسجن عشر سنوات بعد إدانته بتهمة “التآمر مع أميركا”.
“تهم مفبركة”
ورحب ساشا ديشموخ رئيس منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة بقرار الافراج “الرائع” مؤكدا أن الاثنين “سجنا على أساس تهم مفبركة حول الأمن القومي”.
وأضاف انه بعد الافراج عن راتكليف وآشوري “يجب على الحكومة أن تجدد فورا دعواتها للافراج عن المواطنين البريطانيين الآخرين مهران رؤوف ومراد طاهباز الذين لا يزالان يمران بالمعاناة نفسها مثل نازنين وأنوشه”.
ومهران رؤوف ناشط حقوقي أوقف في تشرين أكتوبر 2020 وهو معتقل انفراديا بحسب منظمة العفو.
واعتقل مواطنون يحملون جنسيات بلدان أخرى من النمسا وكندا وفرنسا والمانيا والسويد والولايات المتحدة في ظل ظروف مماثلة.
اعلن زوج نازنين ووالد طفلتهما ريتشارد راتكليف إضرابا عن الطعام لمدة 21 يومًا في خريف عام 2021 لتسليط الضوء على قضيتها.