طالبان سيطرت على أفغانستان في أغسطس الماضي
- في التسعينيات، منعت طالبان النساء من الحصول على التعليم
- طالبان وعدت أن تجربة حكمها الحالية ستكون أفضل من السابقة
- لم تف الجماعة المتشددة بأي من وعودها
منذ أن سيطرت جماعة طالبان على السلطة في أفغانستان، منذ أغسطس الماضي، بدأت في فرض قواعدها على المواطنين وبالأخص النساء والفتيات.
طالبان وعدت كثيرا أنها ستكون نسخة مغايرة عن سابقتها، إلا أنها لم تف بأي من وعودها، وهو ما ظهر في القوانين التي تسنها من حين إلى آخر، والتي تكون ضد الحريات، ولا سيما المتعلقة بسفر النساء وتعليم الفتيات.
وعندما سيطرت الجماعة على أفغانستان مرة أخرى العام الماضي، قال القادة إنهم سيحترمون حقوق المرأة في حدود الإسلام، لكنهم لم يفعلوا.
وفي التسعينيات، منعت الجماعة المتشددة، النساء من الحصول على التعليم، وكذلك من عملهن في معظم الوظائف.
وكان يُطلب من النساء أن يرافقهن رجل في جميع الأوقات، وأن يرتدين البرقع الذي يغطي الوجه من الرأس إلى أخمص القدمين.
لذلك، بدأت النساء الأصغر سناً اللواتي تمتعتن بالحرية النسبية على مدار العشرين عامًا الماضية، وليس لديهن ذاكرة لطالبان منذ التسعينيات، تدريجيًا يدركن معنى العيش في ظل حكم طالبان، غالبًا للمرة الأولى.
وتراجعت طالبان، الأربعاء، عن تعهدها بإعادة فتح المدارس للفتيات فوق الصف السادس، والتي كانت مغلقة منذ أن استولت الجماعة المتشددة على أفغانستان في الصيف، بينما عاد الأولاد إلى المدرسة الثانوية في سبتمبر.
وتكافح النساء في أفغانستان قواعد الجماعة الجديدة التي تطالبهن برفقة قريب ذكر، للتمكن من السفر لأكثر من 48 ميلا “بناء على تفسير الجماعة المتشددة” وذلك وفقا لما كشفت عنه صحيفة وول ستريت جورنال.
وتقول النساء في جميع أنحاء البلاد إن قواعد الوصاية تُفرض على نطاق أوسع بكثير، وتشمل الحاجة إلى انضمام قريب ذكر إليهن للقيام بمهام أساسية مثل دخول المباني الحكومية أو زيارة الطبيب أو ركوب سيارة أجرة.
تأتي قواعد الوصاية في الوقت الذي تعمل فيه طالبان على تقييد حقوق المرأة بطرق أخرى
وغالبًا ما يُترك توقيت وكيفية تطبيق قيود الوصاية لأهواء شرطة الأخلاق الدينية في الجماعة.
وتقول النساء والجماعات الحقوقية إن هذه القوى تميل إلى أن تكون أكثر عدوانية خارج المدن الكبرى.
ويقول السكان إن قوات الشرطة الدينية التابعة لطالبان في إقليم غزنة جنوب شرق البلاد كانت قاسية بشكل خاص، حيث يقومون بشكل روتيني بفحص سيارات الأجرة للتأكد من عدم وجود نساء غير مصحوبات.
ولا يُسمح للنساء بدخول مكتب الجوازات المحلي بدون رجل.
المستشفيات ممنوعة على النساء
أصبحت المستشفيات والعيادات في مختلف أنحاء غزنة ممنوعة الآن من علاج النساء من جميع أنواع الأمراض، إلا إذا ظهرن مع الزوج أو الأب أو الابن أو العم أو الأخ.
وقالت فهيمة، وهي طبيبة في غزنة: “دوريتهم المتنقلة تأتي باستمرار إلى المستشفيات في منطقتنا لمعرفة ما إذا كانت هناك مريضات بدون أوصياء ذكور”.
وكشفت أنها رفضت علاج مريضتين حضرتا إلى مستشفاها لأنهما لم يكونا برفقة قريب ذكر، إحداهن كانت تعاني من مضاعفات الحمل.
قالت الطبيبة التي طلبت عدم ذكر اسمها الكامل: “اضطررت إلى إبعادهن لم يكن لدي خيار”.
وقالت فهيمة كذلك، إنها لم تكن تعتقد أن هيئة الأمر بالمعروف ستكون صارمة في تطبيق هذه الأنواع من القواعد، حتى تأكدت من ذلك بعد أن أصيبت امرأة ببندقية على أيديهم، كانت من دون محرم.
وقالت: “إنهم يهددوننا، ويخبروننا أننا إذا عالجنا امرأة بدون ولي أمر ذكر، فسوف يضربوننا”
For those who say Taliban has changed in these 20 years, watch this video of coward Taliban savages brutally flogging this Afghan woman as she screams helplessly. These coward Pakistan backed terrorists can only show their power by attacking women. pic.twitter.com/njxZlzGWXK
— Aditya Raj Kaul (@AdityaRajKaul) September 12, 2021
طالبان تمنع حق منحته الشريعة
قال عاكف مهاجر، المتحدث باسم وزارة منع الآداب العامة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذي تتبعه هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إن الوزارة لم تصدر مثل هذا الأمر.
وقال في حديث للصحيفة: “يمكن للنساء الذهاب إلى العمل والتسوق وزيارة الأقارب حتى 78 كيلومترًا دون ولي أمر ذكر، مضيفًا أن هذا حق منحته الشريعة الإسلامية.
وتبقى مكانة المرأة في المجتمع قضية تقسم قيادة طالبان وتؤجج التوتر مع جنود الحركة المتشددين.
وانعكس هذا التقسيم في السياسة، هذا الشهر، حيث تخرجت أول مجموعة من ضابطات الشرطة من أكاديمية للشرطة تديرها طالبان.
واختفت النساء بالفعل من السياسة، وقد طُلب من معظم الموظفات في الخدمة المدنية اللواتي كن يشكّلن في السابق ربع مجموع الموظفين البقاء في المنزل إلى أجل غير مسمى.
وخوفا من مواجهة جنود طالبان، تقول العديد من النساء إنهن خائفات للغاية من المغامرة بالخروج.
وقالت هيذر بار، المديرة المساعدة لقسم حقوق المرأة في هيومن رايتس ووتش، إن عدم قدرة النساء على التحرك بحرية يعيقهن عن الوصول إلى حقوقهن الأخرى.
وأضافت: “النساء اللاتي يخرجن بدون محرم يتعرضن للمضايقة والتوقيف والاعتقال والمنع من القيام بالأشياء التي يحتجن إلى القيام بها”.