الحكومة الإماراتية أنجزت ما لا يمكن تحقيقه
- الإمارات في ظل التحديات الدولية الراهنة، أطلقت خطتها للخمسين عاماً المقبلة
- الإمارات أصرت على استمرار المسيرة والعطاء والإنجاز والتميز أثناء فترة جائحة “كورونا”
- أفضل الطرق لتقييم نجاح الحكومات هي رضا المجتمع
أكد الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أن اللامستحيل هو فكر القيادة الإماراتية في انجاز ما لا يمكن تحقيقه، فهي التي تحدت اللامستحيلات، بعزم الرجال وإرادة شعب لا يعرف المستحيل.
وقال في جلسة رئيسية ضمن القمة العالمية للحكومات 2022، إن الإمارات منذ تأسيسها تحدت المستحيل، فالاتحاد تحقق، وتمكننا من تحويل الصحراء إلى دولة، بل قهرت الإمارات المستحيل وتبنت المسرعات لتحقيق المنجزات، مشيراً بأن التخطيط الإستراتيجي للتطوير في العمل الحكومي انطلق منذ التأسيس برؤية وأمل يعانق السماء.
وأضاف بأن إستراتيجية الدولة عند تأسيسها على يد “الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان” كانت غير مكتوبة، وفي عهد التمكين بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة انتقلنا إلى مرحلة التخطيط الإستراتيجي، حيث شهدنا أول نسخة مكتوبة عام 2008 بأهداف ومؤشرات.
وأشار الشيخ سيف بن زايد آل نهيان إلى أن الإمارات في ظل التحديات الدولية الراهنة، أطلقت خطتها للخمسين عاماً المقبلة بمبادئها العشرة، كون هذا التخطيط والتأهيل والتحسين المستمر هو الذي مكننا من تحقيق المستحيل في الإمارات.
وأكد بأن إنجازات الدولة لا يمكن حصرها فهي كثيرة ومتتالية، لذا سنتطرق إلى جانب من هذه المنجزات، فعلى سبيل المثال أصرت الإمارات على استمرار المسيرة والعطاء والإنجاز والتميز أثناء فترة جائحة “كورونا” ونبراسنا قول الوالد المؤسس “أن الأرض طواعية للرجال الذين يملكون الأمل”، ونحن مؤمنون بأن هذه الجائحة ابتلاء من رب العالمين وعلينا الاجتهاد وبالله التوفيق، ومن هنا جاء تسمية الإمارات بأنها “إمارات اللامستحيل”
وقال: إن كثيراً من الدول أثناء الأزمة قد هوجمت إعلامياً بحق وباطل، وقام الإعلام السلبي بمهاجمة الإمارات وإجراءاتها في التعامل مع الجائحة، لكن الذي تحقق على أرض الواقع كان كبيراً.
مشيراً بتردد أقاويل كثيرة في بداية الجائحة مع قلة المعلومات والغموض، مما زاد ذعر وقلق الجمهور، وتداعى ذلك على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، وقد اختلفت طريقة التعامل مع الجائحة بين الدول، منها بشكل منطقي ومقبول وأخر غير ذلك.
وأكمل الشيخ سيف بن زايد آل نهيان”أن الدولة تعاملت مع الأزمة بجدية وإيجابية، فالشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصف الجائحة بأنها أزمة وسوف نتخطاها ونبهر العالم، وكانت كلمة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة “لا تشلون هم” و “أن الغذاء والدواء خط أحمر” شعار المرحلة.
وتابع “شكلت الحكومة فريقين أحدهما للتعامل مع الإجراءات الاحترازية والوقائية وإدارة الأزمة، والأخر “طويل الأمد” يسير في خط موازٍ يبني مستقبل الإمارات للخمسين عاماً المقبلة، ومن هنا تلمس الفرق بين القيادة التي تعد الشعب أبناءها وبين من يدير الأزمة بفلسفة “القطيع”.
واضاف أيضا : أنه لا يتطرق للمنجزات الإماراتية الداخلية في كلمته “إمارات اللامستحيل” بل عن الموقف الدولي، فنحن لدينا إيمان أن العالم أصبح قرية صغيرة، دول العالم فيه جيران لبعضها البعض، ولن ننجح في مواجهة التحديات إلا من خلال العقيدة التكاملية، بحث شاهدنا عدد من الدول تنطوي على نفسها في الأزمة وتغلق أبوابها وتمنع الدواء عن غيرها ولم تستقبل أحدا بما فيها أفراد شعبها.
وهنا أكد “بالمقابل، سخرت الدولة وانطلاقاً من العقيدة التكاملية، إمكانياتها لإيصال المعونات والإغاثة لجميع الدول المحتاجة بدون تفرقة وساعدت في إجلاء 5000 شخص من العالقين بسبب الجائحة، وافتتحت المدينة الإنسانية أبوابها لجميع الجنسيات، وقدمت عطايا سخية من خلال 202 طائرة إغاثية تقل أكثر من (2250) طناً من المساعدات إلى 136 دولة، وأسهمت في بناء 8 مستشفيات في بلدان مختلفة، فكانت 80% من الاستجابة الدولية إماراتية محققين بذلك مقولة ورؤية القيادة، المستقاة من تعاليم ديننا الحنيف.
وقال أيضا: إن أفضل الطرق لتقييم نجاح الحكومات هي رضا المجتمع، وقد قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان “البيت متوحد”، الذي يعني بأن الانسجام كبير بين الحكومة والشعب، وقد لمس العالم الكثير من النتائج المؤسفة نتيجة الفجوة بين قرارات الحكومات واحتياجات الشعوب، عارضاً مشاهد مرئية وفيديوهات من واقع حال العالم مقارنة بما حدث في الإمارات من انسجام وقرارات وإجراءات صائبة.
وأشار الشيخ سيف بن زايد آل نهيان إلى حرص القيادة وقربها من شعبها وإيمانها بأن المجتمع الوفي المخلص يستحق المزيد على الدوام، وقدم الشكر لخط الدفاع الأول، العاملين في الصفوف الأمامية في مواجهة الأزمة الصحية، معرباً عن تعاطفه وتعازيه لكل من فقد أحباءه حول العالم، متمنياً سموه الاستقرار والسلام والتوفيق لجميع شعوب العالم.
وأوضح أن أحد أهم ركائز الإمارات معادلة القيادة الاستثنائية والمواطنة الإيجابية و العقيدة التكاملية، وعليها عملت في تمكين الأسرة عماد المجتمع ومن بينها مبادرات “أم الفرسان” الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، وذكر أن أبناء المجتمع منهم من حقق منجزات قيادية رغم أن أمهاتهم لم يعرفن التعليم، وبقيادة الأسرة الإماراتية حققنا إنجازات كبيرة.
وذكر أمثلة على شخصيات تميزت محلياً وعالمياً، من بينها سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة التي قادت رحلة الإمارات للمريخ، و لانا زكي نسيبة مساعدة وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون السياسية، المندوبة الدائمة لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة التي ترأس مجلس الأمن كأول سيدة عربية، واللواء الدكتور أحمد الريسي أول عربي يصل لرئاسة المنظمة الدولية للشرطة الجنائية “الإنتربول” وهزاع المنصوري أول رائد عربي في الفضاء، و محمد بن سليم أول رئيس عربي للاتحاد الدولي للسيارات.
وأضاف أيضا أن من بين المغرضين من انتقد الإمارات في مجالات حقوق الإنسان فردت عليهم بالفوز بعضوية مجلس الأمن، ومنهم من انتقدوها في مجال دعم الإرهاب، ففازت برئاسة منظمة الإنتربول، وعدوها دولة حديثة بعمر لا يتجاوز 50 عاماً، لكن عمر ساروق الحديد 3000 سنة فأصبح يومها الوطني يوماً عالمياً للمستقبل، وهذا هو نهج إمارات اللامستحيل، تقابل الانتقادات بالإنجازات.
كما أشار إلى أن حكومات العالم وضعت أولويات للصرف الحكومي بالتركيز على الصحة والاقتصاد في ظل الأزمة، لكننا في الدولة برؤية القيادة وفي عز الأزمة زادت الميزانيات وتوزعت على قطاعات مختلفة، ومن بينها على سبيل المثال ” الإسكان” الذي خصص له 19.6 مليار درهم بزيادة 28% عن العام الفائت، وبلغ الصرف في أخر 3 سنوات 52.56 مليار على هذا القطاع الذي يعد الأعلى في العالم مقارنة بالناتج المحلي للدول.
وفي التعليم قال إن الدولة قدمت مبادرات ريادية محلية وعالمية منها مبادرات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والشيخ محمد بن زايد آل نهيان مثل “المدرسة الرقمية” التي تستهدف مليون طالب وتدريب 1500 مدرس ومدرسة، ومبادرة “ووترفولز” والتي دربت مليون و200 ألف من العاملين في الجهات الصحية في 197 دولة حول العالم، ووفرت على هذا القطاع أكثر من 480 مليون درهم.
وقال شيدت دولة اللامستحيل إستراتيجية للتعامل مع الفرص والتحديات والحروب والأزمات التقليدية وغيرالتقليدية وأن الإرهاب ينتهز كل الفرص اللا إنسانية واللا أخلاقية خلال هذه الأزمة، وقد كان الهجوم عليها من صغار وأعداء البشرية ومن على شاكلتهم الذين أطلقوا صواريخ باليستية وطائرات مسيرة استهدفت مواقع مدنية، أودت بحياة 3 أرواح بريئة من المقيمين في الدولة دليل على بشاعة الإرهاب، وبفضل جاهزية الإمارات واستعدادها على أعلى المستويات تمكنَّا من رد معظم الصواريخ والهجمات الإرهابية بنسبة 94 %، وجاء الرد الإماراتي بقوة في نفس الليلة، مؤكداً سموه أن القيادة وفرت كل الإمكانيات لتطوير القدرات الداخلية، وقدم سموه تحية شكر واعتزاز لقوات الإمارات العسكرية والأمنية على قدرتها الفعالة وجاهزيتها لحماية الوطن.
وأكد أن الإرهاب لا يستهدف الإمارات بمفردها بل يستهدف النجاح والبشرية، ورسالة سموه للعالم “أن الإمارات لا تتعامل كغيرها مع الإرهاب من خلال أجندة سياسية.. وعلى الجميع أن لا يتعاملون مع من يتعامل مع الإرهاب ضمن أجندة سياسية.. حتى نتمكن من حماية البشرية، فالصواريخ وتكاليف العمليات الإرهابية أصبحت قليلة تمكنهم من توسيع نطاق أعمالهم الدنيئة.
وقال إن العالم وقف مع الإمارات وبلغت الإدانات أكثر من 153 إدانة حول العالم، وصدر عنها قرار دولي بمنع تصدير السلاح لميليشيات الحوثي، وهذا إنجاز عالمي ودبلوماسي، مقدمين الشكر لكل من وقف مع الإمارات في هذا الموقف الذي يعرف فيه الصديق من العدو.
وأضاف ، تغلبت الإمارات على الإرهاب بتواصل المسيرة والمنجزات والعمل، واستمرت اجتماعات الحكومة دون أن تتأثر بالهجمات لأن الإمارات تعمل بشكل مؤسسي ووفق خطط علمية ممنهجة، ورغم كل التحديات فإن مؤشرات ثقة الشعوب بحكوماتها تشير إلى أن الإمارات في المركز الثاني عالمياً، والمركز الأول في مؤشر الشعور بالأمان عند المشي فالليل منفرداً.
ثم قدم الشيخ سيف بن زايد آل نهيان ملخصاً لبعض المؤشرات الاقتصادية كأمثلة على نجاح الإمارات وقت الأزمات من بينها ارتفاع مؤشر الأسواق الناشئة بنسبة 7%، والأسواق المتقدمة بنسبة 29%، وسوق الإمارات يرتفع بنسبة 56% منذ عام 2020 حتى اليوم، ونسبة ارتفاع أسواق الإمارات بعد الهجمات كان بنسبة 15%.
وأكد في ختام كلمته، أن كل هذه المنجزات والمؤشرات تؤكد رؤية القيادة ومقولاتها أن الإمارات استطاعت وتستطيع أن تبهر العالم على الدوام وأن تكون إمارات اللامستحيل .