موسكو تحاول إعادة تجميع صفوفها في أوكرانيا

  • لا تزال العاصمة كييف ومدينة تشيرنهيف تتعرضان للقصف، رغم تعهد موسكو بتقليل الهجمات
  • حوالي خُمس القوات الروسية حول كييف تتحرك شمالا من العاصمة الأوكرانية باتجاه بيلاروسيا
  • يُعتقد أنهم في طريقهم لإعادة الإمداد وإعادة تجميع صفوفهم من أجل عمليات نشر محتملة في أماكن أخرى في أوكرانيا

 

 

لا تزال العاصمة كييف ومدينة تشيرنهيف تتعرضان للقصف، رغم تعهد موسكو بتقليل الهجمات في أوكرانيا.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن حوالي خُمس القوات الروسية حول كييف تتحرك شمالا من العاصمة الأوكرانية باتجاه بيلاروسيا، لكن يُعتقد أنهم في طريقهم لإعادة الإمداد وإعادة تجميع صفوفهم من أجل عمليات نشر محتملة في أماكن أخرى في أوكرانيا.

وتعاني القوات الروسية أصلاً من مشاكل في الإمداد، وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن عمليات إعادة “التركيز الروسي على المناطق الشرقية يشكل ضغطا جديدا على اللوجستيات المتوترة لجيشها”.

ويدفع التخبط اللوجستي الواضح على القوات الروسية الباحثين للتساؤل عن حقيقة ما يجري في الكرملين.

وتقول الباحثة في معهد بروكينغز للدراسات، أنجيلا ستانت، إن “علينا أن نسأل ما مدى دقة المعلومات التي يحصل عليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.

وأضافت الباحثة أنه في ضوء التطورات فإن على المرء أن يفترض أن “أهداف الحرب الروسية قد تغيرت، وأن الكرملين يدرك أن تغيير النظام ربما ليس مطروحا لأنه إذا أرادوا أن يضعوا في السلطة حكومة وكيلة لهم، فسيتعين عليهم احتلال أوكرانيا بمئات الآلاف من القوات”.

وأكدت ستانت أنه “لا يمكن لأي حكومة عميلة أن تستمر عندما تنسحب القوات الروسية، وليس من الواضح ما إذا كان بإمكانهم الاستيلاء على كييف”.

وتعرضت مدن أوكرانية، مثل ماريوبول، إلى دمار عنيف، حيث مسحت شوارع كاملة وسويت مبانيها بالأرض نتيجة القصف الروسي.

وقالت الباحثة الأمريكية في مقال منشور على موقع المعهد “يتساءل المرء عما إذا كانوا سينتقلون إلى أوديسا في مرحلة ما في المستقبل القريب، وإذا أرادوا إضعاف أوكرانيا، فمن الواضح أنهم فعلوا ذلك”.

وبحسب ستانت فإن بوتين فشل في “ترويج الاتحاد مع روسيا إلى الأوكرانيين”، مضيفة “لقد فعلوا العكس تماما، حيث أن كل ما فعله بوتين والكرملين في العام الماضي هو زيادة تنفير الأوكرانيين وخلق شعور أقوى بالهوية الوطنية الأوكرانية”.

ومع أن القصف الروسي مستمر على أوكرانيا، قالت موسكو وكييف إنهما توصلتا لتقدم في مباحثات السلام التي عقدت في تركيا.

وبدت روسيا متراجعة قليلا عن التشدد الذي حافظت عليه منذ بدء الغزو، كما أن الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينيسكي، عرض ضمانات على موسكو تتعلق بالعلاقة مع الناتو.

وقال الباحث في بروكينغز، ستيفن بايفر، إن الرئيس الأوكراني وحكومته والبرلمان “يواصلون العمل بتحد” في العاصمة كييف.

ويلمح بايفر إلى أن كييف قد تكون قدمت كل ما تستطيع تقديمه من التنازلات بالفعل، مضيفا “أعتقد أنه بالنسبة للعديد من الأوكرانيين، فإن هذا يشكل تهديدا وجوديا تقريبا”.

كما قال إن هناك “شعورا واضحا بالإحباط في كييف بأنهم يخوضون حربا يعتقدون أنها ليست فقط ضد أوكرانيا، ولكن ربما تكون على نطاق أوسع ضد أوروبا”، مضيفا إنهم “يشعرون أنهم يحاربونها بمفردهم. وفي حين أنهم يقدرون إمدادات الأسلحة من الغرب، إلا أنهم يريدون أن يروا شيئا أكثر من ذلك”.

ونشر موقع فوكس نيوز ووسائل إعلام غربية أخرى تسريبات غير مؤكدة أشارت إلى رسالة من الرئيس الأوكراني إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين تحمل مقترحات لإنهاء الأزمة.

وبحسب تلك المواقع فإن الرسالة أثارت غضب بوتين، ورد على حاملها، الذي يفترض أنه الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، بقوله “قل له إنني سأحطمهم”.

ويقول الباحث في بروكنز، جيمس غولدجير، “من الواضح أن بوتين لا يهتم بقتل المدنيين، ولذا أعتقد أنه يمكننا أن نتوقع استمرار موت المزيد منهم”.

وحذر غولدجير من أن هذا سيزيد الضغط على الناتو لفعل المزيد، مضيفا “في هذه المرحلة، إذا كان الهدف هو إرسال معدات لمساعدة الأوكرانيين على الدفاع عن أنفسهم دون أن يكون لدى الدول الأعضاء في الناتو قوات تتعامل مباشرة مع القوات الروسية، فستكون هناك حدود لما يمكن أن يفعله الناتو”.

لكن زميلته الباحثة، سيليا بين، تقول إن ما رأيناه خلال الأسابيع القليلة الماضية هو وحدة ساحقة تخرج من أوروبا، ليس فقط على مستوى الاتحاد الأوروبي.

وأضافت كل الصور التي تخرج من منطقة الحرب الأوكرانية، والوضع الرهيب لسكان ماريوبول، وهروب المجتمعات اليهودية، تستعيد ذكريات الماضي إلى أسوأ لحظات التاريخ الأوروبي.