القصف الروسي لخاركيف يحول دون فتح ممرات إجلاء
- خلال الـ24 ساعة الماضية، قصفت القوات الروسية المدينة 47 مرة بالمدفعية
- قالت وزارة الدفاع البريطانية إن روسيا تواصل قصف مدينة تشيرنيهيف الواقعة في شمال أوكرانيا
قال الحاكم العسكري لمنطقة خاركيف إن المنطقة تعرضت لقصف كثيف خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وذكر أوليه سينيهوبوف، رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة خاركيف، في بيان على تلغرام، أن القصف المكثف حال دون فتح ممرات إجلاء في المنطقة.
وأضاف سينيهوبوف: “خلال ال24 ساعة الماضية، قصفت القوات الروسية المدينة 47 مرة بالمدفعية وقذائف الهاون والدبابات والضربات في مناطق بياتيهاتكي وأليكسييفكا والمنطقة السكنية في منطقة مصنع خاركيف تراستو”.
وأضاف أنه “تم تسجيل حوالي 380 قذيفة من طراز جراد وسميرش [مدفعية صاروخية]. وفي سالتيفكا، دمر العدو خط أنابيب الغاز، وحدث حريق كبير، وعمل رجال الإنقاذ على السيطرة عليه”.
وأشار سينيهوبوف إلى أن القوات الروسية أطلقت نيرانا كثيفة على ديرهاشي شمال غربي مدينة خاركيف مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين وتدمير مبنى مجلس المدينة.
وقال “أعنف نقطة في منطقة خاركيف تبقى إيزيوم، حيث يتواصل القتال والقصف المستمر. نحن نعمل كل يوم لفتح ممرات إنسانية. لكن روسيا حتى الآن لا تمنحنا مثل هذه الفرصة”.
وفي ماريوبول، أظهرت صور الأقمار الصناعية تدمير مجمعات سكنية وطمسها بالكامل، بحسب شبكة سي إن إن.
كما تعرض مستودع تابع للجنة الدولية للصليب الأحمر، وسط قصف روسي مكثف للمنطقة.
وتظهر صور الأقمار الاصطناعية من “بلانت لابس بي بي سي”، والتي حللتها الأسوشيتدبرس أضرارا واضحة بسقف المستودع الواقع على طول نهر كالميوس بالقرب من مصبه على بحر آزوف. ويحمل مبنى المستودع علامة الصليب الأحمر أعلاه.
وتسنت رؤية ثقب واحد في الأقل من جراء القصف المشتبه به في صورة تم التقاطها في 21 مارس. وقد ظهرت بوضوح أربعة ثقوب في السقف في الصور التي تم التقاطها الأربعاء. وكانت علامة الصليب الأحمر موجودة على سطح المستودع منذ أواخر أغسطس 2021 على أقل تقدير، وفقا لصور الأقمار الاصطناعية.
وقالت المنظمة في بيان إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر وزعت جميع الإمدادات من داخل المستودع في وقت سابق من مارس، ولم يوجد فيه أي موظف منذ 15 مارس.
ولم تقر روسيا بعد بصحة الادعاء.
تدمير أحياء سكنية في ماريوبول
وشهدت ماريوبول، التي كان يقطنها زهاء 430 ألف نسمة قبل الحرب، قتالا عنيفا لأسابيع وسط الحرب الروسية على أوكرانيا. واستهدفت الهجمات الروسية مستشفى للولادة ومواقع إطفاء ومنازل مدنية.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن روسيا تواصل قصف مدينة تشيرنيهيف الواقعة في شمال أوكرانيا، على الرغم من مطالبة موسكو بتقليص هجومها حول تلك المدينة وكذلك كييف.
وأضافت الوزارة أن “القصف الروسي الشديد وكذلك الضربات الصاروخية مستمران”.
وتابعت أن “القوات الروسية تواصل الاحتفاظ بمواقعها شرق وغرب كييف رغم انسحاب عدد محدود من الوحدات. من المرجح أن ينشب قتال عنيف في ضواحي المدينة في الأيام المقبلة”.
كما ورد في تحديث الاستخبارات البريطانية أن القتال العنيف مستمر في ميناء ماريوبول الجنوبي الذي تحاصره روسيا منذ أسابيع، لكن القوات الأوكرانية ما تزال تسيطر على وسط المدينة.
ومن المحتمل أن يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بنظيره الأوكراني دميترو كوليباو، خلال أسبوعين لإجراء محادثات، حسبما أعلنت تركيا الخميس بعد استضافتها الطرفين في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وقال وزير خارجية تركيا مولود تشاوش أوغلو، في مقابلة تلفزيونية “قد يحصل اجتماع على مستوى أعلى، على الأقلّ على مستوى وزراء الخارجية، خلال أسبوع أو أسبوعين”، مشيرًا إلى أن “من المستحيل تقديم موعد”.
وأضاف “المهمّ هو أن يجتمع الطرفان وأن يتفقا على وقف دائم لإطلاق النار”، مشيرًا إلى أن تركيا “تودّ استضافة اجتماع لوزيري الخارجية بصفتها وسيط صادق”.
والتقى مفاوضون روس وأوكرانيون في اسطنبول ومنحت المحادثات بصيص أمل لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لكن لا تزال المؤشرات على تراجع الهجمات على الأرض قليلة.
وقال مدير مكتب الرئيس الأوكراني، أندري يرماك، إن لديه “تفاؤل محدود” بعد المفاوضات الدبلوماسية مع روسيا في إسطنبول، مؤكدا أنه “يبدو وكأنه حوار”.
وأضاف يرمالك لقناة “سي إن إن”: “لدينا موقف مبدئي للغاية ونريد التوصل إلى أي حل وسط يتوافق مع استقلالنا ووحدة أراضينا وسيادتنا”.
وتابع: “لدي قدر ضئيل جدًا جدًا من التفاؤل بشأن هذا. نواصل هذا الحديث، لكننا سنبدأ في الإيمان بالواقع إذا بدأت بعض الأشياء الحقيقية في الحدوث. نريد وقف هذه الحرب، نريد القوات الروسية أن تنسحب من أراضينا”.
وقال “نحن نصر على فتح الممرات الإنسانية بشكل خاص مرة أخرى لماريوبول”. وأشار إلى أن القوات الروسية أجبرت الآلاف من سكان المدينة على الانتقال إلى روسيا.
وتابع: “أعتقد أن كارثة ماريوبول تشبه إلى حد بعيد ما حدث في زمن الحرب العالمية الثانية، وما حدث في حصار لينينغراد لأن الناس ماتوا عمليًا بدون طعام وبدون ماء”.
من جانبه، أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أنّه لا يصدّق التعهّدات التي أطلقتها روسيا بشأن تقليص عملياتها العسكرية في بلاده، مشيراً إلى أنّ قواته تتحضّر لخوض معارك جديدة في شرق البلاد.
وجاء إعلان الرئيس الأوكراني بعدما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها ستلتزم اعتبارًا من صباح الخميس، وقفًا لإطلاق النار في ماريوبول إفساحًا في المجال أمام إجلاء المدنيين من المدينة الأوكرانية المحاصرة، ما اعتبرته نائبة رئيس الوزراء الأوكرانية “تلاعبًا”.
وقال زيلينسكي في رسالة مصوّرة “نحن لا نصدّق أحدًا، ولا حتّى عبارة جميلة واحدة”، مشيرًا إلى أنّ القوات الروسية تعيد انتشارها لمهاجمة إقليم دونباس الواقع في شرق البلاد. وأضاف “لن نتنازل عن أيّ شيء. سنقاتل من أجل كلّ شبر من أرضنا”.