الأسوأ منذ 74 عاماً.. الأزمة الاقتصادية في كولومبو تدفع المتظاهرين للتخريب
- المتظاهرون عبروا عن غضبهم من طريقة إدارة رئيس البلاد للأزمة الاقتصادية
- قوات الأمن لجأت لقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود
أصيب شخص واحد على الأقلّ بجروح خطرة في كولومبو العاصمة الاقتصادية لسريلانكا حيث فرضت السلطات حظر تجوّل إثر محاولة مئات المتظاهرين اقتحام منزل الرئيس غوتابايا راجاباكسا احتجاجاً على طريقة إدارة حكومته للأزمة الاقتصادية غير المسبوقة في البلاد منذ سبعة عقود.
وأطلقت قوات الأمن في كولومبو النار لتفريق الحشود، من دون أن يتّضح على الفور ما إذا كانت استخدمت الرصاص الحيّ أو الرصاص المطاطي. كما لجأت إلى قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يطالبون باستقالة راجاباكسا.
وأشعل المتظاهرون النار في حافلة للجيش وسيارة للشرطة كانتا متوقفتين في حي ميريانا السكني حيث منزل الرئيس، كما هدموا جداراً قريباً واستخدموا حجارته لرشق عناصر الشرطة والجيش.
وقالت مصادر رسمية لوكالة فرانس برس إنّ راجاباكسا لم يكن في منزله خلال هذه المواجهات.
وإثر هذه المواجهات العنيفة في كولومبو فرضت السلطات حظر تجوّل في العاصمة إلى أجل غير مسمّى.
وبعد أربع ساعات على اندلاع أعمال العنف كانت المنطقة لا تزال مغلقة أمام حركة السيارات.
وتفجر الغضب بسبب أزمة اقتصادية غير مسبوقة في البلاد منذ سبعة عقود.
واعترفت الحكومة بأن الأزمة الحالية هي الأسوأ منذ استقلال البلاد عام 1948.
ففي السنوات الأخيرة تعرضت البلاد التي خرجت من عقود من الحرب الأهلية عام 2009 لسلسلة كوارث وأحداث مؤلمة.
وعانت الزراعة جفافاً كارثياً في 2016، وقضت هجمات نفذها إسلاميون متطرفون على السياحة في أحد عيد الفصح عام 2019 عندما أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 279 شخصًا. ثم جففت جائحة كوفيد-19 التحويلات التي يرسلها السريلانكيون العاملون في الخارج.
وتشكل السياحة وتحويلات المغتربين المصدر الأساس للعملات الأجنبية التي تحتاجها كولومبو لسداد كلفة الواردات وخدمة الدين الخارجي البالغ 51 مليار دولار.
وبسبب النقص الشديد في العملة الأجنبية، صارت الجزيرة عاجزة عن استيراد سلع حيوية، فتشكّلت طوابير طويلة أمام محطات الوقود، ولم تعد أدوية كثيرة متوفرة في الصيدليات، بينما يمضي كثيرون الليل على ضوء الشموع بسبب انقطاع الكهرباء.