زمور يلوح بمنع اللحوم الحلال في فرنسا
لوح مرشح اليمين المتطرف للانتخابات الرئاسية في فرنسا إيريك زمور بالتضييق على محال اللحوم الحلال في فرنسا بمجرد انتصاره في الإستحقاق الإنتخابي. ونشر زمور عبر حسابه على فايسبوك وتويتر صورًا لزيارة قام بها لسوق منطقة رانجيس قرب العاصمة باريس، برفقة عدد من الجزّارين الفرنسيين وظهر وهو يحمل دجاجة مذبوحة بالصعق الكهربائي، قائلًا “إنه سيعمل على دعمهم ” كما أشاد بعملهم مثنيا على جهودهم التي أوصلت المطبخ الفرنسي للعالمية. واعتبر الإعلام الفرنسي والعربي تصريح زمور تلويحا على التضييق على محال اللحوم الحلال في فرنسا، و التي قد يذهب زمور لحد منعها من النشاط في حال أصبح رئيسا، نظرا لاعتماد برنامجه الإنتخابي على محاربة كل ما يرتبط بالهجرة واللاجئين، وما يختلف عن ملامح ” فرنسا بيضاء مسيحية ” مثلما ردد في الكثير من المناسبات .
وليس غريبا على اليمين المتطرف الفرنسي معاداة المهاجرين والإسلام والعرب وكل ما يتصل بهم، فقد سبق لجوردن بارديلا، تأكيده أن مرشحة حزبه في الرئاسيات مارين لوبان تعهدت هي الأخرى بمنع الأطعمة الحلال الخاصة بالمسلمين والكوشر الخاصة باليهود، إذا فازت هي الأخرى في انتخابات الرئاسة. وبحسب بارديلا فإن “الطريقة الإسلامية في الذبائح تصيبه بالصدمة، ولا يريد رؤيتها مستقبلًا في فرنسا”، وفق زعمه.
لكن تبقى تصريحات زمور بخصوص المهاجرين والذين يدينون بغير المسيحية في فرنسا … تمتص اهتماما إعلاميا أكثر من تصريحات غيره في الوقت الراهن، والسبب أن المرشح اليميني دأب على إطلاق تصريحات معادية للمهاجرين والعرب والإسلام، جعلت الإعلام الفرنسي يطلق عليه ” ترامب فرنسا “.
وفي هذا الصدد نشر اليوم على صفحته على فايسبوك صورا لأماكن تتسم بالفوضى وتراكم الفضلات يعتقد أنها أماكن إقامة مهاجرين وكتب بتهكم: ” أحضرنا العالم الثالث فأصبحنا نحن العالم الثالث، المارسيليون ككل الفرنسيين، يريدون شيئا آخرا صوتوا يوم 10 أفريل ”
وزارة لطرد المهاجرين
فبهذا التلويح بدعم الجزارين الفرنسيين الذين يعتمدون الطرق غير ” الإسلامية في الذبح “، يؤكد زمور المولود بالجزائر أنه مصمم على التعاطي مع ملف المهاجرين واللاجئين في بلده بحزم دون التخلي عن نزعته ” العنصرية ” كما توصف في أوساط سياسية وإعلامية فرنسية ، فزمور سبق أن أطلق عدة وعود معادية للفئات غير ” البيضاء وغير ” المسيحية ” ، فقد وعد في حال فوزه بالرئاسة أن ينشيء وزارة لعكس الهجرة” ، مهمتها طرد “الأجانب غير المرغوب فيهم”. مؤكدا أن الوزارة ستكون لها الوسائل والمواثيق اللازمة لإجراء رحلات (ترحيل) جماعية”، مؤكدا أنه سيطرد “مرتكبي الجنح والمجرمين، وكل الأشخاص الذين لم نعد نريدهم”، لافتا إلى أنه يعتزم زيارة الجزائر والمغرب وتونس “لبحث إمكانية تنظيم هذا الأمر” مع قادة هذه الدول.
وتعهد زمور بطرد مِليون لاجِئ غير شرعي يُقيمون في فرنسا حاليًّا، إذا فاز في الانتِخابات التي ستبدأ في العاشر من الشّهر المُقبل، وبرأي زمور فإن ما تعيشه فرنسا من أزمات سببه المهاجرين، لذلك يرتكز برنامج على ما يسميه ” استعادة فرنسا “، التي برأيه سلبها المهاجرون من الفرنسيين. ويبدو غريبا أن يصدر هذا الكلام من شخص أصوله ليس فرنسية، فهو من أصول جزائرية وسبق له قبل أيام أن صرح للإعلام الفرنسي أنه من أصول أمازيغية جزائرية، مع ذلك هو لا يجد حرجا في مطالبة باقي المهاجرين بمغادرة فرنسا.
وكان زمور شمل بتحفظه على اللاجئين، الأوكرانيين الفارين من الحرب في بلادهم، ودعا زمور الفرنسيين يوم الخميس على ” آر تي ال ” للتفكير في مصالحهم لأنه “عندما تكون هناك حرب، تستدير العيون، هذا طبيعي، إنه إنسان لكني أعتقد أن الأزمات لا تلغي بعضها البعض، إنها تتراكم. وهناك أزمة كبيرة لتغيير الناس في أفق عام 2050.” وأردف قائلا : ” أيها الفرنسيون لا تفرطوا في الكرم أكبر الأخطاء السياسية التي يرتكبها الفرنسيون هي عندما يضعون المشاعر في السياسة”. وتابع زمور “ما أردت أن أقوله للفرنسيين هو كونوا حذرين نحن شعب كريم بالإضافة إلى أن الأوكرانيين إخواننا، فهم أوروبيون ومسيحيون، ومن الواضح أننا نرحب بهم. ولكن احذروا”.
ضد حقوق الانسان
وأوضح إريك زمور في ذات السياق أن “فرنسا عالمية لأنها مسيحية. لكن هذا لا يعني أنه يجب عليها حماية العالم بأسره ” أنا على سبيل المثال ضد ما يسمى بسياسة حقوق الإنسان. ليس على فرنسا أن تبني نفسها على الدفاع عن حقوق الإنسان لتحديد سياستها الخارجية على أساس مصالحها. ” .
في المقابل وفي تقرير لها سلطت صحيفة “الغارديان” الضوء على عنصرية وكراهية إيريك زمور المرشح الرئاسي المعادي للإسلام، وقالت إن صحافيا فرنسيا استطاع خرق صفوف المرشح الرئاسي المعادي للإسلام زمور واكتشف “قدرا كبيرا من العنصرية وجيش ظل على فيسبوك”. وقال جون هينلي، مراسل الشؤون الأوروبية إنه شهد عنصرية في صفوف الفريق الانتخابي لزمور ومحاولة إعادة كتابة الجدل اليميني المتطرف على الموسوعة الإلكترونية “ويكيبيديا” التي تعتبر من الصفحات الأكثر متابعة في فرنسا.