هكذا يعاني الأطفال مرضى السرطان في أوكرانيا من الغزو الروسي
في فندق تم تعديله في بولندا، تأتي موجات من الأطفال وعائلاتهم للراحة، ورغم أنهم يندرجون ضمن موجة أوسع من الأوكرانيين اللاجئين، لكن معاناة هؤلاء مختلفة بشكل أعمق بكثير، إذ إنهم أيضا مرضى بالسرطان توقف علاجهم بسبب غزو روسيا لأوكرانيا.
تقضي عائلاتهم بضعة أيام في عيادة “يونيكورن ماريان ويلمسكي” في بلدة بوتشينيك قبل المتابعة إلى المراكز الطبية البعيدة مثل الولايات المتحدة لتلقي العلاج من الأورام الصلبة أو سرطانات الدم.
وحتى الآن مر أكثر من 600 طفل وأسرهم عبر العيادة، بضمنهم العشرات متجهين إلى مستشفى سانت جود لأبحاث الأطفال في ممفيس بولاية تينيسي، الذي ينسق جهود الإخلاء.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن مايك موريسي، رئيس منظمة السرطان الأوروبية قوله إن “الحرب هي قضية حياة أو موت، وكذلك السرطان”.
وتشارك المنظمة في مجموعة دولية من الأطباء والمسؤولين والمدافعين الذين يعملون للحفاظ على رعاية مرضى السرطان داخل أوكرانيا التي مزقتها الحرب، ويشمل عملهم التواصل مع مراكز السرطان في أوكرانيا، فضلا عن جمع المعلومات وتنسيق الرعاية للاجئين.
وبعد ما يقرب من شهرين من الحرب، فر أكثر من 4.6 مليون لاجئ من أوكرانيا، ونزح ملايين آخرون داخليا. ومن بينهم نحو 160 ألف شخص تم تشخيص إصابتهم بالسرطان في عام 2020 وحده.
وتحققت منظمة الصحة العالمية من أكثر من 100 هجوم على مرافق الرعاية الصحية والعاملين وسيارات الإسعاف في أوكرانيا منذ بدء القتال.
ونقلت الصحيفة عن بوغدان ماكسيمينكو، جراح السرطان في المعهد الوطني للسرطان في كييف، إنه يقضي معظم وقته في إجراء العمليات لجرحى الحرب.
وقال إن العديد من مرضى السرطان لا يستطيعون القيام بالرحلة إلى المستشفيات في أماكن أخرى في أوروبا، لذلك يبقون داخل أوكرانيا فيما يواجهون مشاكل العقاقير والأدوية التي تنفد.
ويعمل حوالي ثمانية مراكز للسرطان في أوكرانيا، لكن بأقل من قدراتها قبل الحرب ويقع معظمها في غرب البلاد.
وفي مركز لفيف الإقليمي للسرطان، وهو الأكبر في غرب أوكرانيا، تضاعفت استشارات العيادات الخارجية ثلاث مرات منذ بدء الحرب.
ويعد تنسيق إمدادات أدوية السرطان أمرا معقدا بشكل خاص بسبب مجموعة أدوية العلاج الكيميائي المستخدمة لعلاج سرطانات معين ، كما قال ريتشارد سويلفان ، عضو لجنة الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، الذي قال “أنت في الواقع لا تنسق مرضا واحدا. أنت تنسق مئات الأمراض المختلفة”.
وقال الدكتور سوليفان إن تتبع المرضى يمثل تحديا أيضا، وخاصة البالغين.
وقد ذهب بعض الرجال المصابين بالسرطان إلى الخطوط الأمامية، وفوت العديد منهم مواعيدهم العلاجية.
وبالنسبة للعديد من اللاجئين، من المحتمل ألا يكون السرطان على رأس الأولويات، أو قد لا يعرف الكثير منهم إلى أين يذهبون.
ويقوم العاملون الصحيون بتوزيع منشورات على المعابر الحدودية، وأنشأت بعض المجموعات خطوطا ساخنة ومواقع على شبكة الإنترنت لمساعدة الناس في العثور على الرعاية.
وحتى بالنسبة للاجئين الذين طلبوا العلاج وتلقوه، فإن العلاج يمكن أن يكون مضطربا بشكل كبير.
ونقلت الصحيفة عن ناتاليا التي تتعافى من جراحة لإزالة المبيضين والرحم والأنسجة المحيطة بها بعد ورم كبير إن أطباءها جاؤوا إلى غرفتها وقالوا لها “إذا كنت تستطيعين المشي، فيجب عليك المغادرة”.
وتقول إنها عانت من مضاعفات من المحتمل أن تكون ناجمة عن خروجها المستعجل بعد بضعة أيام من جولتها الأولى من العلاج.
كما أن غياب السجلات الطبية كان من بين التحديات الأكبر.
وأعاد الأطباء تقييم المرضى من الصفر. وكان لا بد من ترجمة سجلات بعضهم.