مفاعل تشيرنوبل فى أوكرانيا.. قصة أكبر حادثة نووية شهدها العالم
في مثل هذا اليوم 26 أبريل من عام 1986، شهدت البشرية واحدة من أبشع الحوادث المدمرة في تاريخها منذ الأزل، وهي حادثة نووية إشعاعية كارثية وقعت في المفاعل رقم 4 من محطة تشيرنوبل للطاقة النووية، قرب مدينة بريبيات في شمال أوكرانيا ، وتعد أكبر كارثة نووية شهدها العالم.
المفاعل الرابع بالمحطة حمل لهؤلاء الموظفين وللعالم، أبشع كارثة تقنية شهدها التاريخ البشري الحديث، حيث أدت قوة الانفجارات لنسف المفاعل بشكل كامل، حاملا معه أطنانا من حمم الوقود النووي، واستمر الحريق لمدة 10 أيام.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، بل تسربت في الأثناء مواد خطيرة جدا من اليورانيوم والبلوتونيوم والسيزيوم واليود، شكلت سحابة قاتلة من الإشعاعات النووية التى تجاوزت حدود مدينة تشيرنوبل لتمتد إلى بلدان أخرى مثل بيلاروسيا وروسيا وألمانيا والسويد .
وكأن الكارثة أبت التوقف عند ذلك الحد، حيث صادف فى تلك الفترة هبوب رياح ساعدت في حمل سحابة الإشعاعات القاتلة إلى العديد من البلدان الإسكندنافية، وإلى بلدان أخرى بينها اليونان وتركيا.
ولم تقتصر الحصيلة المريعة للكارثة على عدد القتلى بالحادث نفسه، وإنما أثرت على مئات الأشخاص من عمال الطوارئ الذين خاطروا بحياتهم لمحاولة إخماد الحريق، فيما جرى إجلاء الآلاف من منازلهم بالمناطق المحيطة بالموقع، وأصيب آلاف الأطفال لاحقا بأمراض السرطان المختلفة.
لقي 36 شخصا مصرعهم جراء الإشعاعات القاتلة، كان معظمهم من موظفي المحطة ورجال الإطفاء، لكن الحصيلة الحقيقية لم تقتصر على هذا الرقم، بالنظر إلى قدرة الإشعاعات على التمطط في الهواء والبقاء لسنوات طويلة حصدت الآلاف من الأرواح.
في السنوات التى أعقبت الكارثة، قدرت الوفيات الناجمة عن الإشعاعات بما بين 7 آلاف إلى 10 آلاف شخص، كما اختفت قرى بأكملها من الخريطة الجغرافية، عقب إجلاء سكان 85 قرية من جمهورية بيلاروسيا، و4 من أوكرانيا، و31 من روسيا.
أوكرانيا تدق ناقوس خطر بشأن تشيرنوبل.. الوضع كارثي
وتتزامن ذكرى كارثة تشيرنوبل الـ 36 هذا العام مع الغزو الروسي على أوكرانيا وكانت القوات الروسية قد سيطرت على المحطة في اليوم الأول من العملية التي أطلقتها في 24 فبراير لاجتياح أوكرانيا.
وعلى مدى شهر ونيّف احتلّت هذه القوات المنطقة التي تشهد نشاطا إشعاعيا كبيرا، لتعود وتخرج منها في 31 مارس.
فقد فشلت السلطات الأوكرانية حتى الآن في استعادة سبل مراقبة الإشعاعات النووية في محطة تشيرنوبل حيث حفر الجنود الروس، على حد قولها، شبكة تحت الأرض عندما احتلوا موقع أسوأ كارثة نووية في التاريخ.
يشار إلى أنه في وقت سابق من أبريل، أفادت الوكالة الحكومية الأوكرانية لإدارة المنطقة المحظورة، أن القوات الروسية التي سيطرت على تشيرنوبل سرقت مواد إشعاعية من مختبرات الأبحاث، لافتة إلى أن هذه المواد قد تفتك بمن تعرضوا لها.
وأوردت الوكالة على فيسبوك أن القوات الروسية نهبت مختبرين في المنطقة، مشيرة إلى أن الروس دخلوا منطقة تخزين وسرقوا 133 مادة شديدة الإشعاع، وفق “فرانس برس”.