آلاف الأشخاص يتظاهرون ضد رئيس وزراء أرمينيا

  • تظاهر حوالي خمسة آلاف شخص الاثنين في يريفان للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء
  • تتهمه المعارضة بأنه يريد التنازل عن جيب ناغورني قره باغ الانفصالي بأكمله لأذربيجان
  • يدور نزاع بين يريفان وباكو حول ناغورني قره باغ منذ التسعينات

 

تظاهر حوالي خمسة آلاف شخص الاثنين في يريفان للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، المتهم من المعارضة بأنه يريد التنازل عن جيب ناغورني قره باغ الانفصالي بأكمله لأذربيجان.

وقال نائب رئيس البرلمان وزعيم المعارضة اشخان سغاتليان لوكالة فرانس برس “نطلق حركة احتجاج شعبية لإرغام باشينيان على الاستقالة”.

وأضاف “أنه خائن، لقد كذب على الشعب”، متهماً باشينيان (46 عامًا) بأنه يريد التنازل لأذربيجان عن ناغورني قره باغ المنطقة الانفصالية ذات الغالبية الأرمينية.

واوضح “ليس لديه تفويض شعبي للقيام بذلك”.

يدور نزاع بين يريفان وباكو حول ناغورني قره باغ منذ التسعينات، وأسفرت الحرب الأخيرة في خريف 2020 عن مقتل حوالى 6500 شخص قبل أن تنتهي بهدنة تفاوضت عليها روسيا.

في إطار الاتفاق، تنازلت أرمينيا عن أجزاء من الأراضي التي كانت تسيطر عليها منذ أول حرب انتصرت فيها مطلع التسعينات ونشرت روسيا حوالى ألفي جندي لحفظ السلام.

وفي نيسان/أبريل أعلن رئيس الوزراء الأرميني أمام البرلمان أن “المجتمع الدولي يدعو أرمينيا إلى تقليص مطالبها بشأن ناغورني قره باغ”، وهي تصريحات نددت بها المعارضة باعتبارها تكشف رغبة في التنازل عن جميع أراضي ناغورني قره باغ لأذربيجان.

وحذر سغاتليان من أن “الاحتجاجات لن تتوقف حتى يستقيل باشينيان”.

حالة من الإحباط

وقال أحد المتظاهرين “على نيكول أن يستقيل. سياسته السيئة أدت إلى خسائر في الأرواح والأراضي”. وأضاف “شعبنا لم يكن يوما في مثل هذه الحالة من الاحباط. لا نرى النور في نهاية النفق”.

وتعطلت وسائل النقل العام في يريفان صباح الاثنين وحاولت مجموعات صغيرة من المتظاهرين وقف حركة السير في وسط المدينة. واعتقلت الشرطة لفترة وجيزة عشرات المتظاهرين.

وانتقدت نقابة الصحافيين الأساليب التي تستخدمها الشرطة مستشهدة بعدة أمثلة لصحافيين كانوا يغطون احتجاجات المعارضة وتعرضوا لمضايقات من الشرطة.

والأحد تظاهر الآلاف في يريفان للمطالبة باستقالة باشينيان.

يُنظر إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا على أنه إذلال وطني في أرمينيا، وأثار احتجاجات مناهضة للحكومة لأسابيع.

وفي أيلول/سبتمبر فاز حزب باشينيان “العقد المدني” في الانتخابات التشريعية المبكرة التي دعي اليها بعد هذه التظاهرات.

نحو مفاوضات سلام

واعلن وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن الذي استقبل الاثنين نظيره الارميني أرارات ميرزويان في واشنطن، دعمه لنيكول باشينيان.

واعرب عن “امتنان فعلي للرؤية والشجاعة والليونة التي يبديها رئيس الوزراء وأرمينيا في هذه العملية للتوصل الى ما نريده جميعا، أي سلام دائم”.

في نيسان/أبريل أعلنت أرمينيا وأذربيجان التحضير لمحادثات السلام لتسوية النزاع في إطار لقاء نظم في بروكسل بين رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني الهام علييف بوساطة رئيس مجلس اوروبا شارل ميشال.

بعد محادثاتهما في بروكسل، طلب باشينيان وعلييف من وزيري خارجيتهما “بدء التحضيرات لمحادثات السلام بين البلدين”.

جاء الاجتماع بعد تجدد التوتر في ناغورني قره باغ في 25 آذار/مارس عندما استولت القوات الأذربيجانية على بلدة استراتيجية تقع في منطقة خاضعة لقوة حفظ السلام الروسية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود انفصاليين.

قدمت باكو في منتصف آذار/مارس مقترحاتها لاتفاقية سلام تنص على اعتراف متبادل من قبل الطرفين بوحدة أراضيهما، ما يعني أن يريفان تقبل أن تكون ناغورني قره باغ جزءا من أذربيجان.

وأثار وزير الخارجية الأرميني أرارات ميرزويان جدلاً في أرمينيا عندما قال في تعليقه على مقترحات أذربيجان، أن “نزاع ناغورني قره باغ ليس قضية أراض بل مسألة حقوق” السكان الأرمن في الإقليم.

ومنطقة ناغورني قره باغ الجبلية حيث الغالبية الأرمينية المدعومة من يريفان، انفصلت عن أذربيجان عند انهيار الاتحاد السوفياتي في 1991 ما أدى إلى اندلاع حرب أولى في التسعينات تسببت في مقتل 30 ألف شخص وتهجير آلاف اللاجئين الأذربيجانيين.