إصابة الآلاف بكورونا رغم سياسة الاغلاق
- في 30 أبريل، سجلت السلطات حالات إصابة في أكثر من 471 تجمعا سكانيا
- أثارت عمليات الإغلاق في شنغهاي وعشرات المدن الأخرى مظاهر استياء السكان.
- أثارت قرارات الغلق المتتالية غضب السكان.
كانت “فيرونيكا”، التي تعيش في مدينة شنغهاي، تعتقد أنها فعلت كل شيء، وقد احترمت جميع قواعد الحماية والوقاية لتجنب الإصابة بكوفيد 19.
وقررت السلطات في مدينة شنغهاي، في مطلع أبريل الماضي، إغلاق المدينة بأكملها، وفرض اجراءات صارمة، وإجبار المواطنين على البقاء في منازلهم لأيام، لتجنب مزيد الاصابات.
واتبعت “فيرونيكا” أسرتها المكونة من أربعة أفراد، بدقة أوامر الحكومة بالبقاء في المنزل، ولم تغادره.
وقالت “مرة واحدة فقط، وقفت أمام الباب لاجراء اختبار كورونا الإلزامي”.
في منتصف ابريل، قررت شنغهاي تخفيف القيود، حيث سمحت للسكان بالتجول داخل مجمعاتهم. ارتدت فيرونيكا وكل سكان المدينة الكمامة قبل مغادرة منازلهم.
ولكن في أواخر أبريل، أجرت فيرونيكا تحليل كورونا، للمرة الثاني عشر، حيث ثبت إصابتها هي وأحد أفراد عائلتها، وعدد من الجيران بفايروس كورونا.
وقالت فيرونيكا “ليس لدي أي فكرة عن كيفية أًصبت بكورونا بعد اتباع كل التوصيات الصحية.. لم أغادر المنزل”.
أغلقت السلطات في المدينة، كامل المبنى الذي تسكن فيه فيرونيكا.
وتم إرسالها وعائلتها، وكل من ثبت إصابته في المبنى إلى مركز الحجر الصحي.
وقالت فيرونيكا لإدارة المركز الحجر الصحي، حيث تم حجز فيرونيكا مع عائلتها، مع مئات الأشخاص في قاعة واسعة “لقد اتبعت جميع القواعد والتوصيات”.
فيرونيكا واحدة من آلاف السكان الذين أصيبوا بـكورونا، في مجمعات سكنية كانت خالية من الفيروس ومغلقة لأسابيع متتالية.
تؤكد إصابة فيرونيكا وعائلتها، مدى صعوبة إيقاف انتشار متغير أوميكرون، سريع الانتشار، حيث تتمسك الصين بسياسة صفر إصابة، مما يجعلها تتخذ قرارات الإغلاق بشكل مستمر وفي مختلف أنحاء البلاد.
وأثارت قرارات الغلق المتتالية غضب السكان، الذين خرجوا في احتجاجات رافضة لقرارات الحكومة أكثر من مرة.
في 30 أبريل، سجلت السلطات حالات إصابة في أكثر من 471 تجمعا سكانيا، بعد عدم تسجيل أي إصابة على الإطلاق منذ بداية ابريل المنقضي.
كانت إجراءات الغلق التي تتخذها السلطة في شنغهاي صارمة للغاية ، خاصة خلال الأسبوعين الأولين من شهر أبريل، حيث لم يُسمح للسكان بالخروج من المجمعات إلا لأسباب استثنائية، مثل حالات الطوارئ الطبية. ولا يُسمح بالخروج من المنازل أو التواصل مع الجيران.
سجلت الهيئات الصحية في شنغهاي، تراجع أرقام الحالات الجديدة، لمدة ستة أيام متتالية، لكنها لا تزال تسجل آلاف الحالات الجديدة كل يوم، ما أثار حيرة السلطات حول كيفية انتشار الوباء، والجدوى من سياسة الاغلاق.
أثارت عمليات الإغلاق في شنغهاي وعشرات المدن الأخرى مظاهر استياء السكان، خاصة وأن تسجيل عدد قليل من الإصابات يتسبب في حبس ملايين الآخرين.
وأرجع العديد من السكان تواصل الاصابات، إلى الوقوف في طوابير لإجراء اختبارات الكشف المتكررة، أو توصيلات الطعام والمواد الأخرى، والتي تعتمد جميعها على المتطوعين وموظفي بعض الادارات.