ألكسندر دوغين.. المُؤثر في صناعة القرار الروسي
- طالب بقتل الأوكرانيين وعدم الحديث معهم
- ألكسندر دوغين يعمل على “إحياء الامبراطورية الأوراسية”
“سيأتي دور صربيا في الأجندة الجيوسياسية الروسية لإحياء الاتحاد السوفيتي، وسوف ترى عندما نصوغ الهدف المتعلق بالبلقان. الآن يجب أن ننهي ما بدأناه”.. بكلمات في ثوانٍ معدودة كشف ألكسندر دوغين والذي يُسمى بـ “راسبوتين” أهداف الكرملين في البلقان، ودور صربيا في الخطط الروسية.
ليس بغريبٍ على أستاذ الاجتماع الروسي؛ الحديث عن أهداف الكرملين علانية- كيف لا؟، وهو صاحب الأفكار الخبيثة التي تُنفذها روسيا منذ سنوات في دول الجوار، لإعادة إحياء مجد روسيا من خلال “إحياء الامبراطورية الأوراسية” التي تشرّع تمدداً وهيمنة في مجال البلد الحيوي في أوروبا وآسيا من دون أي اكتراث باستقلال الدول المعنية.
وبظهور صربيا ضمن الخطط السرية لروسيا لإحياء الاتحاد السوفيتي سيتزعزع أمن البوسنة، فبعد أزمة أوكرانيا نزاع آخر قد يكون أشد عنفاً في البوسنة والهرسك، وسط مخاوف من أن تعود الحرب الأهلية للاندلاع.
فالقوميون الصرب، يثيرون نزاعات في دولة البوسنة والهرسك المتعددة القوميات والأديان. وهؤلاء يتلقون الدعم من روسيا، وهو ما يثير المخاوف من انفجار الوضع.
ويخشى سكان البوسنة المزيد من التصعيد والاستفزاز، حيث ضاعف زعيم صرب البوسنة السياسي ميلوراد دوديك الذي لا يخفي قربه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تهديداته الانفصالية منذ أشهر قبل الحرب في أوكرانيا التي جاءت لتضيف عوامل لعدم الاستقرار في البلد الممزق بين الشرق والغرب.
وكان حلف الناتو قد ذكر في آذار/مارس أن البوسنة من الأهداف المحتملة “لعمليات تدخل روسية إضافية”.
وحذرت موسكو من أنها “سترد” إذا انضمت البوسنة إلى الحلف الأطلسي.
Alexander Dugin, so called “Putin’s brain” announces Russia’s geopolitical agenda for the Balkans. The last 30 seconds are telling and chilling.https://t.co/5mrObyZXWM
— Ivana Stradner (@ivanastradner) May 8, 2022
وتزمنًا مع ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في العام 2014، قال ألكسندر دوغين في مقابلة إن الحل مع الأوكرانيين هو: “اقتل، اقتل، اقتل، يجب ألا يكون هناك أي نقاش، كأستاذ أقول لك ذلك”.
المقابلة أحدثت تململاً في بعض أوساط الإنتلجنسيا الروسية. ونتدج عنها عريضة جمعت 10 آلاف توقيع تطالب بإقالة دوغين من رئاسة قسم علم الاجتماع في جامعة موسكو.
يفتخر دوغين -المولود في العام 1962 لأب كولونيل في الاستخبارات العسكرية السوفياتية- بأنه طالبَ بضمّ القرم وهذا ما حدث.
ويفتخر بأنه طالب بقيام ما سمّاه “روسيا الجديدة” أي منطقة الدونباس وهذا ما يحدث.
وهو يطالب بتقسيم أوكرانيا ما بين غرب وشرق على النحو الذي يسعى الغزو الروسي إلى تحقيقه.
وفي كتابه “أسس الجيوسياسة: المستقبل الجيوسياسي لروسيا”، الصادر بالروسية في عام 1997، أعلن دوغين بأن المعركة للسيطرة على العالم من قبل الروس لم تنته بعد.
الكتاب سرعان ما ألهم النخب العسكرية والأمنية الروسية، وقاد عملية تغيير مفاهيمية لدى موظفي الخارجية. وساهم في تطوير فرضيته جنرالات روس.
ويقوم الكتاب على مزيج من التصورات القيامية ذات المنشأ الأرثودوكسي، والفاشية الوطنية الروسية المحافظة. وهو يسعى إلى إقامة وجود قاري جديد لـ”أوراسيا”، كامبراطورية متخيلة تمتد من دبلن غرباً إلى فلاديفوستوك شرقاً، جوهرها روسيا اﻷرثودوكسية.
الكتاب الرؤيوي، تحول من تنبؤات لـ ألكسندر دوغين إلى دليل عمل، تُنفذ تعاليمه على أرض الواقع.
تحدث دوغين في كتابه عن إقامة حلف روسي-ألماني، والسماح لبرلين بالهيمنة على الدول البروتستانتية والكاثوليكية في أوروبا الشرقية والوسطى.
كما يجب تشجيع فرنسا على إقامة تحالف مع ألمانيا، نظراً للتقاليد العريقة لدى البلدين في مناهضة اﻷطلسيين.
وفي هذا المسعى يجب عزل بريطانيا عن أوروبا، وإخراجها من الاتحاد الأوروبي، وتعزيز النزعة الانعزالية لدى الأميركيين، وإغراقهم في مشاكل داخلية ذات علاقة بالتطرف والإثنيات، وخاصة الأزمات العرقية المرتبطة بالسود.
والغاية النهائية لدوغين هي تحويل أوروبا بكاملها إلى نموذج فنلندا الواقعة تحت الهيمنة الروسية، أي “فنلدنة أوروبا”.
وفي مقابل التنازلات للألمان، يتوجب على روسيا، امتصاص فنلندا، واجبار رومانيا ومقدونيا والبوسنة وصربيا واليونان على التوحد مع موسكو، التي يسميها دوغين “روما الثالثة”، في اطار المجموعة الأرثودوكسية الشرقية.
أما أوكرانيا، فوفق الفيلسوف الروسي، فلا معنى جيوسياسياً لها، وهي خطر محدق على “أوراسيا”. لذا ينبغي على موسكو احتلال أوكرانيا بالكامل وعدم التوقف قبل الوصول إلى كييف.