جورج بوش.. التخطيط وصل مرحلة متقدمة
- سافر الرجل إلى دالاس في ولاية تكساس لتصوير منزل بوش
- لم توجه التهم بعد إلى المشتبه به بحسب فوربس
- المتهم معتقل في الوقت الحالي
كشفت وثائق قضائية أن مكتب التحقيقات الفيدرالي يحقق في مؤامرة لـ “اغتيال” الرئيس الأمريكي السابق، جورج دبليو بوش، يرتبط بها مواطن عراقي يقيم في الولايات المتحدة، وفق ما أفادت به شبكة سي إن إن التي اطلعت على تلك الوثائق.
وقالت الشبكة الإخبارية إن دور المواطن العراقي شمل استطلاع الحي الذي يقع فيه منزل بوش في دالاس، إضافة إلى مهام أخرى تتعلق بالتخطيط للعملية.
ووفق الوثائق فإن المواطن العراقي دخل الولايات المتحدة في سبتمبر 2020.
لكن الوثائق لا تظهر أنه تم اتهامه بارتكاب جريمة، ولم تتمكن سي إن إن من الوصول إليه أو التعرف على محام له.
وذكر موقع فوربس الأمريكي الذي اطلع على مذكرات تفتيش صادرة من مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI أن الأمر يتعلق بمخطط “لاغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش”، وأن الشخص العراقي “مرتبط بتنظيم داعش”، واسمه شهاب أحمد شهاب (52 عاماً).
ووفق فوريس فإن التخطيط وصل مرحلة متقدمة، حيث سافر الرجل إلى دالاس في ولاية تكساس لتصوير فيديو لمنزل بوش.
وكان الرجل على ما يبدو يخطط لتهريب القتلة إلى داخل الولايات المتحدة، عبر حدودها مع المكسيك، كما تشير مذكرة التفتيش التي نشرت فوربس أجزاء منها، والتي صدرت في 23 مارس الماضي.
وقال المحققون إن المهرب المزعوم قال إنه أراد أيضا العثور على جنرال عراقي سابق ساعد الأمريكيين خلال الحرب واغتياله، ويعتقد أن هذا الجنرال يعيش تحت هوية وهمية في الولايات المتحدة.
ونقلت فوريس عن مكتب التحقيقات الفيدرالي قوله إنه كشف النقاب عن المخطط من خلال عمل اثنين من المخبرين السريين ومراقبة حساب المتآمر المزعوم على منصة المراسلة WhatsApp.
ونقلت عن المشتبه به، وهو يقيم في كولومبوس بولاية أوهايو، إنه “يريد اغتيال بوش لأنه شعر أنه مسؤول عن قتل العديد من العراقيين وتفتيت البلاد بعد الغزو العسكري الأميركي عام 2003” وفقا للمذكرة.
وتظهر القضية كيف يواصل المحققون الفيدراليون مراقبة التهديدات من داعش حتى مع ضعف التنظيم بشدة.
كما توضح القضية، بحسب فوربس، كيف أن مكتب التحقيقات الفيدرالي، تمكن من “الالتفاف على خصوصية تطبيق واتساب باستخدام المخبرين وتتبع البيانات الوصفية التي يمكنهم الحصول عليها من شركة المراسلة”.
ودخل شهاب الولايات المتحدة عام 2020، ولديه طلب لجوء معلق.
ووفقا لطلب مذكرة التفتيش الصادرة عن مكتب التحقيقات الفيدرالي، استخدم عملاء فيدراليون مصدرين سريين مختلفين للتحقيق في المؤامرة، أحدهما ادعى أنه يقدم المساعدة في الحصول على وثائق هجرة وهوية مزورة، والثاني كان يفترض أنه يقوم بتهريب البشر إلى الولايات المتحدة.
ولم توجه التهم بعد إلى المشتبه به، بحسب فوربس، التي قالت إن المتهم معتقل في الوقت الحالي.
ونقلت المجلة عن فريدي فورد، كبير موظفي مكتب بوش قوله “الرئيس بوش لديه كل الثقة في الخدمة السرية الأميركية ومجتمعات إنفاذ القانون والاستخبارات لدينا”.
تفاصيل الخطة
وفي نوفمبر 2021، سأل شهاب المخبر السري إذا كان يعرف كيفية “الحصول على هويات وشارات الشرطة أو مكتب التحقيقات الفيدرالي المقلدة” للمساعدة في تنفيذ عملية القتل.
كما سأل عما إذا كان من الممكن تهريب المتآمرين إلى خارج البلاد بنفس الطريقة التي جاءوا بها بعد اكتمال مهمتهم، وفقا للمذكرة.
وادعى المتآمر المزعوم أنه جزء من وحدة تسمى “الرعد” التي كان يقودها طيار عراقي سابق تابع بشكل مباشر لرئيس النظام العراقي السابق، صدام حسين، توفي مؤخرا، بحسب المذكرة.
وقال إنه سيتم إرسال ما يصل إلى سبعة أعضاء من المجموعة إلى الولايات المتحدة لقتل الرئيس بوش، وفقا لمحادثة موصوفة في المذكرة، وكانت مهمة المواطن العراقي هي “تحديد موقع وإجراء مراقبة على مساكن الرئيس السابق بوش ومكاتبه والحصول على أسلحة نارية ومركبات لاستخدامها في الاغتيال”، وفق فوربس.
وبعد سفره إلى دالاس مع المخبر لالتقاط فيديو لمقر إقامة بوش، التقط المتهم المزيد من اللقطات لمعهد جورج دبليو بوش، وفقا لعملاء فيدراليين.
وتولى بوش الابن رئاسة الولايات المتحدة من أعوام 2001 إلى 2009، وهي الفترة التي شنت فيها الولايات المتحدة حملة ضد نظام صدام حسين وأسقطته.
وفي إحدى المحادثات مع مصدر سري في مكتب التحقيقات الفيدرالي، قال المشتبه به إنه كان يخطط لإدخال أربعة ذكور عراقيين كانوا موجودين في العراق وتركيا ومصر والدنمارك إلى الولايات المتحدة، وفقا للمذكرة.
وفي محادثة لاحقة، ادعى أن أحد الأربعة كان “سكرتير وزير مالية داعش”، على حد قول مكتب التحقيقات الفيدرالي.
ووصف المهرب المزعوم الرجال بأنهم “أعضاء سابقون في حزب البعث في العراق لم يتفقوا مع الحكومة العراقية الحالية وكانوا منفيين سياسيين”، بحسب المكتب.
وحزب البعث هو التنظيم السياسي الذي كان يقوده صدام حسين ويدير البلاد، قبل الإطاحة به عام 2003.
وكانت الخطة، وفقا للمذكرة، هي الحصول على تأشيرات زيارة مكسيكية للمجموعة. وفي الوقت نفسه، كان يتواصل مع جهة اتصال في مصر عبر ملف شخصي مزيف على فيسبوك، حمل صورة شخصية ليدين تحمل كل منهما وردة، مصممة لتبدو رومانسية و”غير مشبوهة”، وفقا لمكتب التحقيقات الفيدرالي.
وفي عام 2021، حصل مكتب التحقيقات الفيدرالي على أمر بتفتيش حساب Facebook، على الرغم من أنه من غير الواضح ما الذي حصلوا عليه من معلومات خلال التفتيش.
وقال موقع فوربس إن المواطن العراقي استخدم هاتفا مراقبا أعطي له من قبل المخبر، مضيفا أنه “كان مستخدما متحمسا لتطبيق واتساب وكان عضوا في مجموعات الدردشة بين البعث وداعش على التطبيق”.
وفي محادثة أخرى مع أحد المخبرين، ادعى المشتبه به أنه “كان في اتصالات حديثة مع صديق في قطر كان وزيرا سابقا في العراق في عهد صدام حسين وكان لديه إمكانية الوصول إلى كميات كبيرة من المال” وكان يراسله عبر واتساب، حسبما نقل فوربس عن مكتب التحقيقات الفيدرالي.
كما ادعى المشتبه به أنه قام للتو بتهريب شخصين مرتبطين بحزب الله – وهي منظمة تعتبرها الولايات المتحدة إرهابية – إلى الولايات المتحدة مقابل رسوم قدرها 50 ألف دولار لكل منهما.
وفي الملف الصادر عن مكتب التحقيقات الفيدرالي أيضا، ادعى المتآمر المزعوم أنه عضو في “المقاومة” وقتل العديد من الأمريكيين في العراق بين عامي 2003 و 2006، وقام بتفخيخ المركبات وتفجيرها على الجنود الأمريكيين، وفق فوربس.