أبراموفيتش احتفظ بمليارات الدولارات في جزيرة جيرسي
جمدت سلطات جزيرة جيرسي الشهر الماضي، أكثر من 7 مليارات دولار من الأصول المرتبطة بالملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، لكن يبدو أن السلطات ذهبت إلى أبعد من ذلك، بالتدقيق في مصادر أموال الأوليغارش.
فقد فتحت الجزيرة الصغيرة، تحقيقا أولياً واسع النطاق حول كيفية استحواذ أبراموفيتش على شركات النفط في روسيا ما بعد الاتحاد السوفيتي، وفقًا لتقرير نشرته “وول ستريت جورنال”.
يدرس التحقيق أيضًا ما إذا كان أحد شركاء الملياردير الروسي قد ساعده في محاولة التهرب من العقوبات البريطانية.
وتقع جيرسي قبالة الساحل الشمالي لفرنسا، وتتمتع بالحكم الذاتي، لكنها تتبع التاج البريطاني.
وعلى مدار سنوات، حاولت السلطات في الجزيرة الصغيرة تسويق نفسها كمركز مالي مهم ومحكوم قانونيا، ما ساعد على جذب مليارات الدولارات إليها.
وكان جزء من تلك الأموال، مرتبط بالأوليغارش الروسي أبراموفيتش، الذي ركز ثروته بشكل متزايد في الجزيرة، وتم منحه إقامة فيها مع بعض مستشاريه المقربين.
وقال وزير العلاقات الخارجية والخدمات المالية في جيرسي إيان جورست، “كان الأفراد الروس والأوليغارشيون يستثمرون ويحصلون على الإقامة في جميع أنحاء أوروبا ، تماما كما كانوا هنا”.
مع تشديد قواعد التهرب الضريبي البريطانية والأوروبية، كان على جيرسي أن تبحث بشكل أعمق عن خلفية عملائها، ولذلك أصبح أبراموفيتش تحت دائرة الضوء، بحسب الصحيفة.
وتقول “وول ستريت جورنال”، إن جيرسي كانت جذابة لأبراموفيتش بسبب قربها من بريطانيا، كما يقول الأشخاص المطلعون على تعاملات الملياردير المالية.
ووفقاً لـ”وول ستريت جورنال”، فقد ساعد مكتب شركة Zedra Trust Company Ltd، في العاصمة سانت هيلير، في إنشاء وإدارة عشرات الشركات والصناديق الاستئمانية المرتبطة بالأوليغارشية.
في عام 2016، أنشأت شركة ميلهاوس كابيتال، مكتبًا في جيرسي، وانتقلت إليها العديد من الشركات المرتبطة بأبراموفيتش من جزر العذارى البريطانية، حسبما تظهر التسجيلات لدى المنظم المالي في جيرسي.
قال أشخاص مطلعون على التحقيقات، إن ثروة أبراموفيتش خضعت لفحوصات صارمة في جيرسي، ولم يكن خاضعًا لأي عقوبات في ذلك الوقت.
في عام 2018 ، عرضت حكومة جيرسي على أبراموفيتش الإقامة في الجزيرة، مما أثار ضجة لدى بعض السكان المحليين.
تقول مساعدة الوزير للتنمية الاقتصادية في الجزيرة، كيرستن موريل، “لم يكن هناك الكثير من القضايا الأخلاقية بشأن أبراموفيتش”.
وأضافت: “في النهاية لم يتسلم السيد أبراموفيتش الإقامة في جيرسي”.
وبعد وقت قصير من الغزو الروسي لأوكرانيا، فرضت بريطانيا عقوبات على أبراموفيتش، قائلة إن “له صلات بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين”.
وحذت جيرسي حذو بريطانيا وجمدت الأصول المرتبطة برجال الأعمال الروس.
لكن إحدى الصفقات التي تمت بعد الغزو الروسي جذبت انتباه سلطات جيرسي، وهي جزء من التحقيق الجاري الآن بشأن تهرب محتمل من العقوبات، وفقًا لما لـ”وول ستريت جورنال”
وبعد وقت قصير من غزو روسيا لأوكرانيا، تُظهر الإيداعات في بريطانيا أن “يوجين تينينباوم”، استحوذ على شركة Ervington Investments Ltd، وهي أداة استثمارية مرتبطة سابقًا بالأوليغارش الروسي.
وتمت الصفقة عبر شركة Heathville Investments Ltd، المسجلة في جيرسي، لكن تينينباوم قال إن عملية الشراء لم تكتمل، ونفى امتلاك أصول مملوكة لأبراموفيتش، وفقا لـ”وول ستريت جورنال”.