اختبار واسع النطاق لأسبوع عملٍ من أربعة أيام في بريطانيا
بات لويس بلومسفيلد يملك مزيداً من الوقت ليمضيه مع عائلته، ويفكّر بالقيام بعمل تطوّعي أو حتّى اكتساب مهارات جديدة، بعدما قرّر مصنع حيث يعمل بشمال لندن المشاركة في اختبار واسع النطاق في بريطانيا، يقضي باعتماد أسبوع عملٍ من أربعة أيّام.
أوضح لويس بلومسفيلد، عامل في المصنع: “أول فكرة خطرت ببالي كانت العمل التطوعي، ثم فكرت، يمكنني القيام بشيء آخر، يمكنني أن أكتسب مهارة جديدة، هناك أمور كثيرة يمكن أن تفعلها خلال يوم عطلة إضافيّ”.
وتشارك ستون مؤسسة تضم 3000 عامل ابتداء من حزيران/يونيو في هذه التجربة، التي تعتبر الأكبر على الإطلاق في العالم، والتي تهدف لمساعدة الشركات على تقليص أوقات العمل من دون خفض الرواتب أو إبطاء دورة الإنتاج.
قال مؤسّس المصنع سام سميث: نريد أن نجعل هذا مكانا أفضل للعمل، ولكن أيضا نريد أن نكون جزءا من تغير تقدمي في المجتمع نريد أن نساعد في الأثر البيئي والصحة العقلية وتربية الأطفال وكل أنواع الفوائد الأخرى في المجتمع التي قد نعتقد بأنها ستتحقق إذا تغيرت طريقة عمل الناس.
وتؤكّد “المؤسسة الملكيّة للبيولوجيا” التي تشارك بدورها في الاختبار أنّها تهدف إلى منح موظّفيها مزيداً من الاستقلاليّة، وتأمل في أن يساهم تقليص أيّام العمل الأسبوعيّة في جذب عمّال جدد والحفاظ على أفضل الموظّفين في صفوفها، خصوصاً ضمن سوق عملٍ يشهد ضغوطا في المملكة المتحدّة.
فيما أوضح مارك داونز، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الملكيّة للبيولوجيا في بريطانيا: “حافزنا كان مدفوعا بما حدث خلال العامين الماضيين بسبب الجائحة، أعتقد أن المؤسسة الملكية للبيولوجيا جنبا إلى جنب مع العديد من المؤسسات إن لم تكن كلها، أدركت أن العمل يمكن أن يتم بشكل مختلف، وهذا شجعنا على البحث عن طرق يمكن من خلالها أن نكون أكثر مرونة
ويبقى من الأسهل اعتماد أسبوع عمل أقصر في قطاع الخدمات الذي يمثّل 80% من اقتصاد المملكة المتحدة. لكنّ المسألة أكثر تعقيدا بالنسبة لخدمات التوزيع والأطعمة والمشروبات.
السؤال يكمن هنا، هل ستنجح الزيادة المفترضة بالإنتاجيّة بعد الاستغناء عن يوم عمل في تعويض ما فقدته في ذلك اليوم؟ أعتقد أن هذا هو الجزء الأساسي في هذه التجربة، إذا نجحت فهذا رائع، وإن لم يكن كذلك، فسنواجه أوقاتا صعبة للغاية في اعتماد أربعة أيام في الأسبوع من دون التضحية ببعض النموّ في الاقتصاد”.
وخاضت دولٌ مثل إسبانيا وايسلندا والولايات المتحدة وكندا تجارب مماثلة، ومن المتوقّع أن تنضم أستراليا ونيوزيلندا إلى هذه المجموعة في آب/أغسطس.