تيانانمن.. الصين تسعى لمحو هذه الذكرى من تاريخها
- المظاهرات كانت تطالب بمزيد من الديموقراطية
- عام 1989 أصبحت ساحة تيانانمن بؤرة احتجاجات ضخمة
لأول مرة منذ 33 عاماً، لن يتم إحياء أي قداس في ذكرى تيانانمن في هونغ كونغ، في دليل جديد على محو ذكرى قمع المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية في بكين في 4 يونيو 1989، في الإقليم الصيني الذي كان يتمتع بحكم شبه ذاتي.
منذ أن فرضت بكين قانوناً صارماً للأمن القومي في عام 2020 لإنهاء الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية، تم حظر المسيرات التقليدية لإضاءة الشموع التي شارك فيها آلاف الأشخاص في المدينة. وتم إغلاق متحف تيانانمن وتفكيك نصب تذكارية.
ما هي أحداث تيانانمن؟
في عام 1989 أصبحت ساحة تيانانمن في بكين بؤرة احتجاجات ضخمة قمعها حكام الصين الشيوعيون. وتم التقاط واحدة من أكثر الصور شهرة في القرن العشرين خلال تلك الاحتجاجات والتي تظهر شاباً وحيداً يحاول وقف تقدم دبابات الجيش في الساحة.
ولا يزال الحديث عن تلك الأحداث، موضوع حساس للغاية في الصين، جيث تم تفكيك وإزالة عدد من النصب التذكارية القليلة التي لها علاقة بتلك الأحداث من ثلاث جامعات في هونغ كونغ.
ما الذي أدى إلى الأحداث؟
كانت الصين تمر بتغييرات كبيرة في الثمانينيات من القرن الماضي. حيث بدأ الحزب الشيوعي الحاكم بالسماح بعمل بعض الشركات الخاصة والاستثمار الأجنبي.
كان الزعيم دينغ شياو بينغ، يأمل في أن يعزز ذلك اقتصاد البلاد ويرفع مستويات المعيشة للناس. لكن هذه الخطوة جلبت معها الفساد أيضاً، وفي الوقت نفسه بعثت الآمال في مزيد من الانفتاح السياسي.
وانقسم الحزب الشيوعي بين أولئك الذين كانوا يحثون على التغيير السريع وبين المتشددين الذين أرادوا الحفاظ على تحكم الدولة بمفاصل الحياة بحزم.
وفي منتصف الثمانينيات، قاد الطلاب احتجاجات في العاصمة بكين، وكان من بين المشاركين أشخاص عاشوا في الخارج وتبنوا أفكاراً جديدة وعاشوا مستويات معيشية أفضل.
كيف نمت الاحتجاجات؟
في ربيع عام 1989 اندلعت احتجاجات تطالب بالمزيد من الحرية السياسية.
اندلعت شرارة المظاهرات عند وفاة السياسي البارز، هو ياوبانغ، الذي أشرف على بعض الإصلاحات الاقتصادية والسياسية، والذي تم طرده من منصب رفيع في الحزب الشيوعي قبل ذلك بعامين من قبل خصومه السياسيين.
وفي أبريل/نيسان، تجمع عشرات الآلاف لحضور جنازته، مرددين شعارات تطالب بمزيد من حرية التعبير وتخفيف الرقابة.
وفي الأسابيع التالية، تجمع المتظاهرون، الذين قدرت أعدادهم بنحو مليون، في أكبر تجمع لهم في ساحة تيانانمن التي تعد من أشهر معالم العاصمة بكين.
في البداية، لم تتخذ الحكومة أي إجراءات مباشرة ضد المتظاهرين.
اختلف مسؤولو الحزب حول كيفية التعامل معها، بعضهم أيد فكرة تقديم بعض التنازلات، أما البعض الآخر، فأراد اتخاذ موقف أكثر تشدداً. وفي النهاية كانت الغلبة لموقف المتشددين.
وفي الأسبوعين الأخيرين من شهر مايو تم فرض الأحكام العسكرية في بكين.
وفي 3 و 4 من يونيو، بدأت القوات في التحرك نحو ساحة تيانانمن، وفتحت النار على المتظاهرين وسحقتهم، واعتقلت العديد منهم بغية استعادة السيطرة على المنطقة.
رجل الدبابة.. رمز الصمود
في 5 يونيو، واجه رجل رتلا من الدبابات المتوجهة نحو الساحة.
كان الرجل يحمل حقيبتي تسوق، وتم تصويره وهو يسير لمنع الدبابات من التقدم.
تم جره من قبل رجلين، ولا أحد يعلم ما حلّ به بعد ذلك، لكن صورته أصبحت رمزاً ومثلاً للصمود في تلك الاحتجاجات.
ولا أحد يعرف على وجه اليقين عدد القتلى في هذه الاحتجاجات.
وقالت الحكومة الصينية في أواخر يونيو، إن 200 مدني وعشرات من رجال الأمن قد قتلوا. إلا أن التقديرات الأخرى، فتراوحت بين مئات إلى عدة آلاف من القتلى.
وفي عام 2017، كشفت وثائق بريطانية تم الكشف عنها مؤخراً، أن برقية دبلوماسية من السفير البريطاني في الصين آنذاك، السير آلان دونالد، قالت إن عشرة آلاف شخص لقوا حتفهم.
قلق من الحديث عن الذكرى
الحديث عن الأحداث التي وقعت في ساحة تيانانمن يعتبر من المسائل الحساسة للغاية في الصين.
يتم حذف المنشورات المتعلقة بمذبحة تيانامن بانتظام من الإنترنت، وتراقب الحكومة بإحكام كل ما يتعلق بذلك، لذلك لا يعلم جيل الشباب الذي لم يعاصر تلك الاحتجاجات ما جرى ما عدا نسبة ضئيلة منهم.