تتار القرم.. اضطهاد روسي متواصل وتمسك بالهوية والتراث الإسلامي
تحيي أوكرانيا في الـ 18 أيار/مايو من كل عام ذكرى الإبادة الجماعية لشعب تتار القرم، كما تحيي مع شعوب العالم ذكرى ضحايا الترحيل القسري.
وبالإضافة إلى الاضطهاد الذي تعرض له تتار القرم عبر التاريخ تواصل روسيا اليوم محاربة ثقافتهم وتقاليدهم بما في ذلك أزيائهم الرسمية التي يعتدون بها ويواظبون على ارتدائها في مناسباتهم الاجتماعية.
يعكس زي التتار الوطني السمات الفردية لهذا الشعب المحب للحرية، يخبر كل عنصر عن بعض الخصائص الثقافية والمعتقدات والسمات الوطنية. الزي الشعبي هو المؤشر الأكثر وضوحًا على جنسية الشخص. إنه يعكس جوهر الشعب كله.
في الزي الوطني للتتار ، يتم تقديم الأقمشة ذات الألوان “الشرقية” الزاهية ، والقبعات ذات الزخارف المعقدة ، والأحذية من مختلف الأنواع والأغراض ، والمجوهرات الأنيقة والمتطورة في مزيج متناغم. بسبب كل هذه العناصر ، يتم تشكيل شخصية خاصة لملابس التتار الوطنية.
يتكون أساس الزي التقليدي للتتار من بنطلون واسع (يشتان) وقميص (kulmek). كان يرتدي القفطان أو الجلباب بشكل تقليدي فوق القميص. علاوة على ذلك ، فإن كلمة “رداء” نفسها لها جذور عربية وهي منسجمة جدًا مع عنصر مماثل من الملابس العربية – خلجات.
كانت الأحذية الوطنية للتتار عبارة عن أحذية عالية مصنوعة من الجلد الناعم. صُنعت أحذية العطلات النسائية باستخدام تقنية الفسيفساء الجلدية أو مزينة بالتطريز. كانت أحذية عطلة نهاية الأسبوع الصيفية عبارة عن أحذية ذات مقدمة مدببة ومنحنية قليلاً. يمكن أن يكون للأحذية النسائية كعب منخفض. كان التتار الفقراء يرتدون أحذية خفيفة في الصيف وأحذية نصفية في موسم البرد.
أيضًا ، غالبًا ما كان التتار يرتدون الشوبا. كان لباسًا خارجيًا خفيفًا غير مُبطن يصل طوله إلى أسفل الركبة مباشرة. عادة ما يتم حياكته من أقمشة الكتان أو القنب.
عادة ، لم يكن للملابس المتأرجحة العلوية للتتار مشابك ، وبالتالي فإن الحزام هو سمة لا شك فيها للزي الوطني. يمكن خياطته بالتساوي من القماش أو محبوك من الصوف.
سمة مميزة أخرى لملابس التتار هي شكلها شبه المنحرف. وكذلك الحجم الكبير والسطوع المذهل للأقمشة. كان من المعتاد أن يرتدي التتار عددًا كبيرًا من المجوهرات ، مما يضيف سطوعًا للصورة.
الملابس النسائية التقليدية
والتتار سكان شبه جزيرة القرم الأصليون، تعرضوا لتهجير قسري اعتبارًا من 18 مايو/ أيار 1944، باتجاه وسط روسيا وسيبيريا ودول آسيا الوسطى الناطقة بالتركية، التي كانت تحت الحكم السوفييتي.
https://twitter.com/turkicworldd/status/1418910614441844736
كما صودرت منازلهم وأراضيهم في عهد ستالين، بتهمة “الخيانة” عام 1944، لتوزع على العمال الروس، الذين جُلبوا ووُطِّنوا في شبه الجزيرة، ذات الموقع الاستراتيجي الهام شمال البحر الأسود.
وحسب مصادر تتار القرم، فإنَّ 250 ألف تتاري تم تهجيرهم خلال 3 أيام بواسطة قطارات تستخدم لنقل الحيوانات، وقضى أثناء ذلك 46.2 بالمئة منهم، نتيجة المرض والجوع والظروف المعيشية والمعاملة السيئة.
وتنتهج روسيا حالياً سياسة عدوانية تجاه شعب تتار القرم بهدف تدمير هويته منذ ضم شبه جزيرة القرم عام 2014،
Some of the examples of Tatar women's traditional clothing from 19th century pic.twitter.com/PI2IhZp46D
— Turkic World (@turkicworld2) December 21, 2021
وتعرّض تتار القرم للاضطهاد والتمييز من قبل الاحتلال الروسي، بما في ذلك التعذيب والاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري والسجن وحظر دخول زعماء تتار القرم إلى شبه جزيرة القرم.
Thread:
Traditional clothing may be disappearing around the world but there are still many cultures and countries that wear theirs. Let's look.
Photo: Tatar women in traditional outfits and hats during a celebration in Kazan, Tatarstan, Russia pic.twitter.com/pqrY1b4FSB
— Fuad Alakbarov (@DrAlakbarov) June 18, 2020
وتحتجز روسيا أكثر من 120 مواطناً أوكرانياً من القرم في الحبس الاحتياطي، معظمهم من شعب تتار القرم. تم إجبار 64000 من سكان القرم، بمن فيهم تتار القرم، على مغادرة شبه الجزيرة بعد احتلالها من قبل روسيا.
في عام 2017، قدمت أوكرانيا شكوى إلى محكمة العدل الدولية ضد روسيا تتهمها فيها بانتهاك اتفاقية عام 1999 لمكافحة تمويل الإرهاب، واتفاقية عام 1965 للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري. كما تتهم روسيا بشن حملة إلغاء ثقافي في شبه جزيرة القرم المحتلة ضد مجتمعات تتار القرم والمجتمعات الأوكرانية.
Traditional Tatar clothing and ornaments stay in my mind rent free pic.twitter.com/RMucxfjyKv
— mivmiv 🤍 (@mvingzaz) May 12, 2021
وفي نيسان 2017، أصدرت المحكمة حكماً يلزم روسيا “بالامتناع عن حظر أو تقييد قدرة مجتمع تتار القرم على الحفاظ على مؤسساته التمثيلية، بما في ذلك مجلس تتار القرم، و”ضمان الوصول إلى التعليم باللغة الأوكرانية”، لكن روسيا ما زالت تتجاهل ذلك.
وفي مقابلة خاصة مع أخبار الآن تعود النائبة الأولى لوزير الخارجية الأوكراني أمينة جباروف بذاكرة أجدادها إلى تلك الأحداث التي كانوا يروونها لها بحسرة وحزن ودمع، وتتذكر بنفسها كيف حاولت مع والديها العودة لكنه كان يُمنع على تتار القرم الدخول إلى وطنهم الأم إلا كسياح وقد تعذّر على والديها إيجاد وظيفة هناك لأنه ممنوع عليهم كتتار العمل، هذا عدا السخرية والتنمّر الذي تعرّضا له بسبب هويّتهم.
تقول أمينة “أنا بالفعل من تتار القرم، فأنا أمثل شعبًا أصليًا لأوكرانيا هم تتار القرم، الأمة التي لها تاريخ عريق جدًا، أمّة ولدت في شبه جزيرة القرم من مزيج من جميع السكان والقبائل والشعوب التي سكنت القرم. لقد ولدت في روسيا في كراسنودار، والسؤال الذي يطرحونه علي حالياً كيف تقاتلين روسيا الآن وأنت قد ولدت في روسيا؟ الجواب على ذلك بسيط جداً وهو يتعلق بتاريخ شعبي لأن تتار القرم تم نفيهم وتم ترحيلهم في العام 1944 بحجة التعاون مع ألمانيا النازية بموجب قرار من ستالين. تتار القرم، أي الكبار والأطفال وكبار السن تم وضعهم في عربات لحظائر الماشية ونقلهم إلى اتجاه غير معروف، معظمهم إلى دول آسيا الوسطى. جدّاتي نجون من الترحيل وفي كل مرة كنّ يخبرنني فيها قصة الترحيل كنّ يبكين ولم أفكر أبدًا كما لم أتوقّع أبدًا أنني سأختبر الشيء نفسه”.