أوكرانيا.. عندما أشعل قصر ياناكوفيتش ثورة الميدان
- بمساحة مدن وميزاينة دول، شيد الرئيس الأوكراني الهارب فيكتور ياناكوفيتش قصر ميجيهوريا الشهير على أطراف كييف
- هرب ياناكوفيتش سراً في عام 2014 من قصره الكبير بعد رفضه توقيع اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي
- تحتوي أراضي القصر على حديقة للحيوانات واسطبلات للخيول وملاعب للجولف وكرة القدم
بمساحة مدن وميزاينة دول، شيد الرئيس الأوكراني الهارب فيكتور ياناكوفيتش قصر ميجيهوريا الشهير على أطراف كييف، بعيداً عن عيون شعبه الذي كان يموت فقراً كل يوم.
هرب ياناكوفيتش سراً في عام 2014 من قصره الكبير بعد رفضه توقيع اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، ما أدى لمظاهرات واحتجاجات كبيرة اجتاحت البلاد ونتج عنها ثورة الميدان.
احتلت روسيا بعدها مباشرة جزيرة القرم وتحول المسار السياسي لـ أوكرانيا للتقارب أكثر من أوروبا وحلف الناتو والخروج من عباءة النظام الروسي والانسلاخ عن الحقبة السوفييتية شيئاً فشيئاً
ليتبعها بعد ذلك حكومات أثارت غضب روسيا وأدت إلى الحرب الدائرة حالياً بين الجارتين.
ياناكوفيتش أو دمية بوتين المدللة كما يسميه الأوكرانيون هرب حاملاً معه ما استطاع من الذهب والنقود ، لكنه ترك قصراً يقف كل من يشاهده مذهولاً من حياة الترف والبذخ التي كان يعيشها هذا الطاغية كما بات معروفاً في أوكرانيا.
على مساحة 160 هكتاراً شرع بناء ميجيهوريا عام 2009 وحتى عام 2011 ، كما يقول مدير القصر دينيس والذي حدثنا عن اعادة فتح القصر للسياح مرة أخرى في منتصف شهر أبريل الماضي بعد اغلاقه في أول أيام الحرب
ويقول مدير القصر دينيس: “إن القصر كان ملك للشعب الأوكراني وقد عاد له في عام 2014”.
يفتح القصر خصيصاً لنا ويسمح لنا أيضاً بالتصوير، وهذه من المرات القليلة التي يسمح للصحافة بالدخول للقصر والتصوير من الداخل، والمرة الأولى التي يسمح بالدخول عبرالنفق السري تحت القصر حسب أقدم حراسه والذي رافقنا وأطلعنا على كافة أسرار المكان.
منذ الوهلة الأولى كان الذهول قد بدا علينا ونحن نشاهد حياة تشبه حياة الملوك والأساطير، حيوانات نادرة تعيش داخل القصر وأخرى محنطة هناك.
هوس البذخ نتج عنه أواني زراعية ضخمة من جلد الأفعى وتمساحٌ غطى مائدة الطعام، وغرف مساج كبيرة وصالات سينما فخمة،و سبعة عشر نوعاً مختلفاُ من الخشب صنعت منه غرفة النوم.
الذهب يلمع في صنابير المياه والثريات في داخل القصر والبيانو الذي يوجد منه فقط 25 قطعة في العالم والتحف الفرنسية التي يصل ثمنها إلى أكثر من 200 ألف دولار حسب حارس القصر.
اضافة إلى صالات الرياضة والبلياردو ولوحات الأحجار الكريمة مثل الكهرمان وغيرها.
تحتوي أراضي القصر على حديقة للحيوانات واسطبلات للخيول وملاعب للجولف وكرة القدم، ومهبط للمروحية وعدد من اليخوت على شاطئ القصر الذي يحيطه النهر من أحد جهاته، فضلاً عن برك المياه والنوافير والمزراع خضراء وحدائق الورود التي تزين معظم مناطق القصر.
كل هذا الترف والمناظر الجميلة أصبحت اليوم متاحةً للجميع وأصبح القصر متحفاً عاماً يقصده الناس للاستجمام والاسترخاء في باحاته الشاسعة، واقامة المناسبات مثل الأعراس والتقاط الصور التذكارية هناك والهروب من أجواء الحرب التي تفتك في بلادهم، حتى ولو لبعض الوقت.