ما تأثير كورونا على مخاطر المخدرات؟
- حوالي 275 مليون شخص تعاطوا المخدرات في جميع أنحاء العالم في العام الماضي
- عانى أكثر من 36 مليون شخص من اضطرابات تعاطي المخدرات.
- بين عامي 2010-2019، ازداد عدد الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات بنسبة 22 في المائة
ذكر تقرير المخدرات العالمي لعام 2021، عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، أن حوالي 275 مليون شخص تعاطوا المخدرات في جميع أنحاء العالم في العام الماضي، في حين عانى أكثر من 36 مليون شخص من اضطرابات تعاطي المخدرات.
ولاحظ التقرير كذلك أن قوة القنب ازدادت في السنوات الـ 24 الماضية بما يصل إلى أربع مرات في أجزاء من العالم، حتى مع انخفاض النسبة المئوية للمراهقين الذين يعتبرون المخدرات ضارة بنسبة تصل إلى 40 في المائة، على الرغم من وجود دلائل على أن تعاطي القنب مرتبط بمجموعة متنوعة من الأضرار الصحية وغيرها من الأضرار، خاصة بين المستخدمين المنتظمين على المدى الطويل.
وقالت المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، غادة والي، إن ثمة ارتباط بين انخفاض إدراك مخاطر تعاطي المخدرات وارتفاع معدلات تعاطي المخدرات.
وتبرز النتائج التي توصل إليها تقرير المخدرات العالمي لعام 2021 الصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، الحاجة إلى سد الفجوة بين الإدراك والواقع لتثقيف الشباب وحماية الصحة العامة.”
وأضافت: “إن موضوع اليوم الدولي لمكافحة تعاطي المخدرات والاتجار غير المشروع هذا العام هو تبادل الحقائق بشأن المخدرات. إنقاذ الأرواح، تأكيدا على أهمية تعزيز قاعدة الأدلة وزيادة الوعي العام، حتى يتمكن المجتمع الدولي والحكومات والمجتمع المدني والأسر والشباب من اتخاذ قرارات مستنيرة، وتوجيه الجهود بشكل أفضل لمنع تعاطي المخدرات وعلاجه، والتصدي للتحديات العالمية المتعلقة بالمخدرات.”
وفقا للتقرير، ارتفعت النسبة المئوية لــ Δ9-THC – المكون النفسي الرئيسي في القنب – من حوالي ستة في المائة إلى أكثر من 11 في المائة في أوروبا بين عامي 2002 و2019، وحوالي 4 في المائة إلى 16 في المائة في الولايات المتحدة بين عامي 1995 و2019، في حين انخفضت النسبة المئوية للمراهقين الذين اعتبروا القنب ضارا بنسبة 40 في المائة في الولايات المتحدة وبنسبة 25 في المائة في أوروبا.
وعلاوة على ذلك، أبلغت معظم البلدان عن ارتفاع في تعاطي القنب خلال الجائحة. وفي الدراسات الاستقصائية التي أجريت على المهنيين الصحيين في 77 بلدا، أكد 42 في المائة منهم أن تعاطي القنب قد ازداد. ولوحظ أيضا ارتفاع في الاستخدام غير الطبي للأدوية الطبية في الفترة نفسها.
ارتفاع تعاطي المخدرات
بين عامي 2010-2019، ازداد عدد الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات بنسبة 22 في المائة، ويرجع ذلك جزئيا إلى النمو السكاني العالمي.
واستنادا إلى التغيرات الديمغرافية وحدها، تشير التوقعات الحالية إلى زيادة بنسبة 11 في المائة في عدد الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات على الصعيد العالمي بحلول عام 2030 – وزيادة ملحوظة بنسبة 40 في المائة في أفريقيا، بسبب النمو السريع للسكان والشباب.
ووفقا لآخر التقديرات العالمية، فإن حوالي 5.5 في المائة من السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و64 سنة تعاطوا المخدرات مرة واحدة على الأقل في العام الماضي، في حين أن 36.3 مليون شخص، أو 13 في المائة من العدد الإجمالي للأشخاص الذين يتعاطون المخدرات، يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات.
وعلى الصعيد العالمي، يقدر أن أكثر من 11 مليون شخص يتعاطون المخدرات بالحقن، نصفهم مصابون بالتهاب الكبد C.
حوالي 5.5 في المائة من السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و64 سنة تعاطوا المخدرات مرة واحدة على الأقل في العام الماضي
وقد أصبح من الممكن على نحو متزايد على مدى العقدين الماضيين الوصول إلى مواد الأفيون الطبية الأكثر استخداما لعلاج الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات تعاطي الأفيون، وهما الميثادون والبوبرينورفين.
وقد زادت الكمية المتاحة للاستخدام الطبي ستة أضعاف منذ عام 1999، من 557 مليون جرعة يومية إلى 3317 مليون جرعة بحلول عام 2019.
ما يشير إلى أن العلاج الدوائي القائم على العلم متاح الآن أكثر مما كان عليه في الماضي ولا يزال الأفيون مسؤولا عن أكبر عدد من الأمراض التي يؤدى إليها تعاطي المخدرات.
الشبكة المظلمة
ولم تظهر أسواق المخدرات على الشبكة المظلمة إلا قبل عقد من الزمن، ولكن أسواق المخدرات الرئيسية تبلغ قيمتها الآن ما لا يقل عن 315 مليون دولار من دولارات الولايات المتحدة من المبيعات السنوية.
وعلى الرغم من أن هذا لا يمثل سوى جزء صغير من إجمالي مبيعات الأدوية، إلا أن الاتجاه يرتفع مع زيادة أربعة أضعاف بين عام 2011 ومنتصف عام 2017 ومنتصف عام 2017 إلى عام 2020.
ومن المرجح يؤدى الابتكار التكنولوجي السريع، مقترنا بمرونة وقدرة من يستخدمونه منصات جديدة لبيع المخدرات وغيرها من المواد، إلى بدء سوق عالمي تتاح فيه جميع الأدوية في كل مكان. وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى تغييرات متلاحقة في أنماط تعاطي المخدرات ويترتب عليه آثار على الصحة العامة، وفقا للتقرير.
الطفرات والتغيرات في سوق المخدرات
يُبين التقرير الجديد أن سوق المخدرات شهدت استئنافا سريعا للعمليات بعد تعطيل أولي في بداية الجائحة؛ حالة من الانفجار أدت إلى إثارة أو تسريع ديناميات معينة موجودة مسبقا على امتداد سوق المخدرات العالمي. ومن بين تلك: زيادة في شحنات أكبر من المخدرات غير المشروعة، وزيادة في تواتر الطرق البرية والبحرية المستخدمة في التهريب، وتوسع في استخدام الطائرات الخاصة لغرض الإتجار بالمخدرات، وطفرة في استعمال طرق غير تلامسية في تسليم المخدرات إلى المستهلكين النهائيين.
ولقد أظهرت مرونة أسواق المخدرات أثناء الجائحة مرة أخرى قدرة المهربين على التكيف سريعا مع البيئات والظروف المتغيرة.
انخفاض عدد المواد ذات التأثير النفساني الجديدة التي ظهرت في السوق العالمي من 163 في 2013 إلى 71 في 2019
كما ولفت التقرير إلى أن سلاسل إمداد الكوكايين إلى أوروبا تشهد تنوعا، ما يؤدي إلى خفض الأسعار ويرفع الجودة، ومن ثم تهديد أوروبا بمزيد من التوسع في سوق الكوكايين.
ومن المرجح أن يؤدي هذا إلى توسيع نطاق الضرر الكامن للمخدرات في المنطقة.
وانخفض عدد المواد ذات التأثير النفساني الجديدة التي ظهرت في السوق العالمي من 163 في 2013 إلى 71 في 2019. ويعكس هذا اتجاهات في أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا.
وتشير النتائج إلى أن أنظمة الرقابة الوطنية والدولية قد نجحت في الحد من انتشار المواد ذات التأثير النفساني في البلدان مرتفعة الدخل والتي شهدت أول ظهور للمواد ذات التأثير النفساني قبل عقد من الزمن.
مخاطر المخدرات والتطورات الجديدة التي حفزتها الجائحة
أطلقت جائحة كورونا شرارة الإبداع والتكيف في خدمات الوقاية من المخدرات والعلاج منها عبر نماذج أكثر مرونة لتقديم الخدمات.
كثير من البلدان أدخل أو توسع في خدمات التطبيب عن بعد بسبب الجائحة، وهو ما يعني بالنسبة إلى مستخدمي المخدرات أن بإمكان العاملين الصحيين الآن عرض المشورة أو التقييمات الأولية عبر الهاتف أو باستخدام أنظمة إلكترونية لوصف مواد تخضع للرقابة.
وفي حين أن تأثير كورونا على تحديات المخدرات لم يُعرف بالكامل بعد، فإن التحليل يوحي بأن الجائحة قد جلبت صعوبات اقتصادية متزايدة من المرجح أن تجعل زارعة المخدرات غير المشروعة أكثر جذبا للمجتمعات الريفية الهشة.
ويُمثل التأثير الاجتماعي للجائحة – الذي يقود لزيادة في عدم المساواة والفقر وظروف الصحة العقلية خاصة بين الفئات الضعيفة بالفعل – يُمثل عوامل قد تدفع مزيدا من الناس إلى تعاطي المخدرات.