الحكم بالسجن مدى الحياة على صلاح عبد السلام
بعد محاكمة استمرت نحو عشرة أشهر، قضت محكمة الجنايات الخاصة في باريس مساء الأربعاء على صلاح عبد السلام، المتهم الرئيسي في اعتداءات 13 نوفمبر 2015، بالسجن مدى الحياة بدون إمكانية تخفيض العقوبة.
وتراوحت الأحكام الصادرة على المتهمين العشرين بعقوبات بالسجن من سنتين إلى مدى الحياة في الهجمات الدامية التي طالت العاصمة الفرنسية وضاحيتها سان دوني، وأسفرت عن 130 قتيلًا ومئات الجرحى.
ويعتبر صلاح عبد السلام الوحيد الباقي على قيد الحياة من بين أفراد المجموعة التي نفذت اعتداءات نوفمبر 2015 في باريس، وأظهرت القرائن مشاركته في الإعداد للهجمات وتنفيذها.
من هو صلاح عبد السلام؟
وولد صلاح عبد السلام في 15 سبتمبر 1989 في العاصمة البلجيكية بروكسل، وهو فرنسي من أصل مغربي مقيم في بلجيكا. وله صلة بتنظيم داعش الإرهابي.
وعمل صلاح في شركة بروكسل للنقل العام كميكانيكي في الفترة من سبتمبر 2009 حتى 2011، في حين تشير التقارير إلى أنه أُقيل من عمله بسبب غيابه المتكرر، بينما أكدت مصادر أخرى أنه أُقيل بسبب بعض ممارسات العنف والجريمة.
وفي شهر ديسمبر من عام 2013، كان صلاح عبد السلام يعمل كمدير بار في مولينبيك، يقع في غرب بروكسل بعدما أخذ أخاه الرخصة. وكان أغلب زبائن البار من أصول مغربية. وأغلقت السلطات البار بعدما اكتشفت مواد مهلوسة يتم ترويجها هناك.
ووفقًا لتقارير عديدة، لم يُعرف عن صلاح عبد السلام في السابق إلا انحراف أُدين بسببه عشرات المرات، ثم أصبح متطرفًا وذلك تحت تأثير صديق طفولته عبد الحميد أبا عود، المنسق المستقبلي لهجمات باريس، والذي قضى فترة من حياته في سوريا وانخرط في أعمال مسلحة هناك مع تنظيم داعش الإرهابي.
وأظهرت القرائن مشاركة صلاح عبد السلام في الإعداد لهجمات باريس في كافة مراحلها وصولًا إلى تنفيذها. لكنه تمكن من العودة إلى بلجيكا قبل أن يتم اعتقاله بعد 4 أشهر في حي مولنبيك ببروكسل. وتم نقله إلى فرنسا حيث خضع لرقابة مشددة.
وبعد محاكمة استمرت طويلة، قضت المحكمة على صلاح عبد السلام بالسجن مدى الحياة بدون إمكانية تخفيض العقوبة. وتعد هذه العقوبة هي الأشد صرامة في فرنسا التي ألغت عقوبة الإعدام عام 1981.