أزمة المناخ والاحتباس الحراري والخطر الذي يجب أن يحظى أكثر باهتمامنا
كشفت بيانات جديدة عن معدلات غير عادية لارتفاع درجات الحرارة في القطب الشمالي قد تصل إلى سبع مرات أسرع من المتوسط العالمي، وسط تحذير علماء مناخ ومختصون في مجال الاحتباس الحراري من أن هذه الارتفاعات غير المسبوقة قد تشير إلى انهيار مناخي أسرع وأكثر حدَّة، وأنه من غير المرجح أن يستمر الجليد البحري في هذه المنطقة فترة أطول.
تُظهِر الأرقام الجديدة أن متوسط درجات الحرارة السنوية في المنطقة يرتفع على مدار العام بما يصل إلى 2.7 درجة مئوية في كل عقد، مع ارتفاعات عالية بشكل خاص في أشهر الخريف والتي تصل فيها إلى 4 درجات مئوية في كل عقد. وشهدت السنوات الأخيرة درجات حرارة أعلى بكثير من المتوسط المسجل في القطب الشمالي، حيث وصف مراقبون متمرسون الوضع بأنه “مجنون” و”غريب” و”ببساطةٍ مروع”.
كان من المعروف بالفعل أن أزمة المناخ أدت إلى ارتفاع درجات الحرارة عبر القطب الشمالي بمعدلٍ أسرع ثلاث مرات من المتوسط العالمي، لكن البحث الجديد أظهر أن الوضع أكثر تطرفاً في بعض الأماكن.
وقال علماء في أبريل/نيسان 2022، إن هناك حاجة لإجراء تخفيضات فورية وعميقة لانبعاثات الكربون وغازات الاحتباس الحراري الأخرى، لمعالجة حالة الطوارئ المناخية.
وأشار مسؤولون في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة إلى أن كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي اليوم هي الأعلى خلال 4 ملايين سنة على الأقل.
وذكر عالم بارز في مختبر الرصد العالمي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، أنه على الرغم من انخفاض مستويات ثاني أكسيد الكربون إلى حد ما في حوالي عام 2020 خلال التباطؤ الاقتصادي الناجم عن جائحة فيروس كورونا، إلا أن هذا الانخفاض لم يستمر على المدى الطويل، وعاد ثاني أكسيد الكربون للزيادة مرة ثانية بنفس الوتيرة التي كان عليها في السنوات الماضية.
تختلف مستويات ثاني أكسيد الكربون على مدار العام، حيث تزداد مع موت النباتات وتفسخها في الخريف والشتاء، وتتناقص في الربيع والصيف، حيث تمتص النباتات النامية الغاز من خلال عملية التمثيل الضوئي. ويتم الوصول إلى الذروة في شهر مايو من كل عام، قبل أن يتسارع نمو النبات في نصف الكرة الشمالي.
وستؤدي زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب، وهو ما قد ينتج كوارث بيئية كبيرة تبدأ من الجفاف الذي يهدد الغطاء البناتي والتنوع الطبيعي وسبل العيش للكثيرين والحرائق التي تأتي على الغابات والتجمعات الشجرية وتدمر مصادر هائلة من العناصر الطبيعية مثل الأوكسيجين ولا تنتهي بالفيضانات التي قد تلحق اضرار جسيمة بالطبيعة والبنى التحتية على حد سواء، بل يمكن ان تنذر بغرق مدن بأكملها.
اذا.. نحو نصف سكان العالم في وضع “ضعف شديد”، أمام عواقب أزمة المناخ، وذلك حسب تقرير جديد لخبراء الأمم المتحدة،قال إن نحو ثلاثة مليارات ونصف من سكان العالم مهددين بهذه العواقب.